السودان وحزام العطش !!
“مشاكل المياه أكبر تحدي للطبيعة ، نعي جيداً ضرورة إتباع سياسة مائية مُحدّدة المعالم ووفق معلومات دقيقة ، والمياه هي العامل المُشترك في كل الصراعات بين أفراد المجتمع وبين الدول ..” هذا جزء من حديث وزير الموارد المائية والري والكهرباء ، معتزموسي في ورشة عُقدت أمس بمناسبة اليوم العالمي للمياه .. الوزير ومعظم المتحدثين في الورشة من الخبراء توقفوا عند أهمية وخطورة ملف المياه وتقول تقارير الأمم المتحدة “بدون الماء لن تكون هنالك حياة ? هو ضرورة لكل الكاثنات الحية من أصغر النباتات لأضخم الحيوانات. عند بعض الناس ما زال الحصول على ماء كافي للبقاء على قيد الحياة هو صراع يومي “.
وفي ذات المنحي طالب البروفيسور سيف حمد بنشر الوعي المائي واتخاذ الإجراءات اللازمة لمعالجة المشاكل المُتعلقة بنُدرة المياه لأنها تؤدي إلي تأجيج الصراعات وتهديد الأمن.. والشاهد في الأمر أن كل المعلومات و التحذيرات التي قدمت من خبراء في مجال المياه لم تتحول إلي أجندة عملية والمخاطر المُرتبة علي الإستخدام الجائر للمياه قائمة وبل مُتفاقمة ، من زراعة المحاصيل التي تستنزف المياه الجوفية إلي مخاطر سد النهضة والتغُيرات المناخية وغيرها والنتيجة السودان يمضي نحو فقدان الأمن المائي ويدخل دائرة حزام العطش من أوسع أبوابه ،.. أكثر المناطق في العالم تأثراً بأثر التغيرات المناخية إفريقيا وفي إفريقيا شرق إفريقيا وفي شرق إفريقيا منطقة وادي النيل.
الحقائق والأرقام التي قدمتها منظمات دولية عن مشاكل المياه ، مُفزعة ومخيفة جداً ، ..” يفتقر مايقارب ملياري إنسان إمكانية الحصول علي خدمات مياه الشرب المدارة إدارة مأمونة .. ويفتقد 4،5 من الناس إلي خدمات الصرف الصحي – تؤثر نُدرة المياه علي 4 من كل 10 أفراد -90% من الكوراث الطبيعية ذات علاقة بالمياه “. مع هذه الأرقام الدولية ، توجد أرقام محلية كارثية نقلتها صحف الخرطوم الصادرة أمس حيث قال : “شرف الدين بانقا الخبير الهندسي وزير التخطيط العمراني الأسبق ، هناك 1000 حالة وفاة للأطفال والرضع بسبب مياه الصرف الصحي “..رغم كل الأرقام المُفزعة ورغم وجود خبراء سودانيين في موضوع المياه علي درجة عالية من المهنية والمعرفة ، إلا أن الإجراءات والبرامج الحكومية في ملف المياه بطيئة ولاتتوافق مع مستوي الخطر الكبير ، السودان سوف يواجه مشاكل حقيقية في المياه ،الموارد المائية الموجود تتعرض للإستهلاك بشكل كبير والحوجة إلي مياه الشرب ومياه الزراعة متزايدة والتغيرات المناخية تفعل فعلها والزحف الصحراوي يلتهم الأراضي في الشمالية والصحراء تتمدد جنوباً ومياه الحوض النوبي تتعرض لإستخدامات جائرة ، الكميات التي تُسحب من الحوض للزراعة أكثر بكثير من مستوي المياه الواردة لتغذية الحوض، التغذية تتم ببطء والسحب يتم بسرعة وبدون ضوابط ونظرة مستقبلية.
[email][email protected][/email] الجريدة