الهبوط الناعم،،إنزلاق نحو الإنهيار الكُلي !!

خلف الستار
فكرة الهبوط الناعم هي عبارة عن أطروحة،قدمتها إحدي المراكز البحثية الإمريكية،حول كيفية إدارة الملف السوداني في المرحلة الحالية،فتبنتها السلطات الإمريكية علي الفور،وإجتمعت حينها ببعض مُمثلي الحركات المُسلحة في نيويورك حسب الأنباء،وأخبرتهم بأن إدارتهم ترفض إسقاط نظام المؤتمر الوطني،ولكنها توافق علي ترميمه لأنه الحزب الأقوي علي الأرض!وهي لن تتراجع عن موقفها طالما القوي المسلحة في موضع تشرزم مُستمر،متخندقه حول القبلية والمناطقية وفقيرة الاهداف والرؤي الإستراتيجية.
الجدير بالذكر أن الشعب السوداني قد صُدم من نتائج إجتماع باريس الأخير!الذي تمخض عنه الصادق المهدي رئيسا لكتلة نداء السودان،وهو شخصية مرفوضه لأغلبية الشعب السوداني،وهنالك دواعي عديدة تبرر هذا الرفض،منها مئات السجلات التراكمية للزيف والخداع المُخزنه في ذاكرة الشعب والوطن!تحمل في جوفها ما لايمكن أن يُنسي ويسامح بعفي الله عما سلف! ولكن المُؤسف كلما إجتمع القادة في الفنادق النجومية الوهاجه،والموائد الكبيرة الشهية ينسون آلام الشعوب ومواجعهم!فيخرجون غير مقتنعين بما صنعوه ولكنهم يدافعون بِسذاجه!فيسقطون رويدا رويدا من ذاكرة الطامحين والحالمين بغدٍ أجمل.ويصبح هبوطهم أكثر خشونة من صعودهم الناعم !
القراءات المنهجية البحثية كانت تشير الي حدوث نتائج كارثية مُتوقعة،بناءا علي مواقف الضعف المُتصاعدة في الحكومة والمعارضة،لا سيما أن قوي نداء السودان تقف تحت أرضية مُهتزة،مُوغلة في الضعف وفاقدة للإرادة السياسية المتينه،وبالعودة لمظلة القوي الثورية نجدها قد فقدت بوصلتها بصورة كُلية،لذا تُفاوض من مواطن ضعف وتبحث عن ما تبقي من فُتات!فالمناويين أتباع مناوي هم نسخة كربونية من إمامهم الطائفي{المهدي}في السلوك والممارسة السياسية،بالإضافة الي طبيعة المنهج الغارق في التخلف السياسي!يدخلون قصر السُلطان ولا يستطيعون الإقامة فيعودون،ثم يبحثون بشدة ن نعيمهم الزائل!أما الجبريليين حُوار الوريث الشرعي جبريل،الذي أتاه السُلطة علي حين غفلة ما كان يحلم به،لولا المؤامرة الدنيئة التي تمت في أخية النبيل قائد {عملية الزراع الطويل}.ومناهج الحياة اليومية تؤكد مرارا أن الوُرأث لا يجيدون فن الإدارة!لذا حلت الطامة الكُبري بالعدل والمُساواة في ليبيا،جنوب السودان وإنتهاءا بقوز دنقو!فغياب المُلهم خليل سبب سقوطا داوياً لحركتة إداريا وسياسيا وعسكريا،فالذي يرفض إتفاقية الدوحة لا يمكن أن ينتخب فاشل نخبوي مُتسلط لولا الهبوط الإنفجاري!الذي أنتج الوراثة الناعمة.
وعلي ذات الصعيد يمضي إعادة إنتاج النُخب التي أدمنت الفشل،في الحقل السياسي بصورة ديكورية تؤكد منهجية التواطؤ الأيدولوجي،وصراع المحافظة علي مصالح أولاد البيت بنو عرمان!لست أدري كيف يُفكرون !أوليس من باب الأجدي إستمداد القوي الشرعية من الأجسام بدلا عن الأشخاص!؟أم القرصة الإمريكية في أضان المعارضة جعلتكم تفهمون الدرس،وتنزلقون نحو كافة أشكال الهبوط الممكنة وغير المُمكنة!
أما في إطار القوي المدنية نجد أن الغصة جاءت في ظهر المؤتمر السوداني،الذي لم يألف معاني الهبوط الناعم فكان متصاعدا في خط الثورة،ولكنه إنحني تدريجيا نحو عواصف الهبوط!والمواقف الضبابية ساعة المعارك الفيصلية تصيب الأحزاب بفيروز الإعياء والترهل،وهذه تعد إحدي سمات القوي السياسية التقليدية في خارطة السودان،والمنهجية تلك تتسبب في فقدان الثقة في القيادات السياسية،وتُعطل طاقات القواعد الثائرة بالبنج الموضعي،ومن يُفقد حزبه وشعبه الثقة يُعد ماكينة صانعة للطغيان والإستبداد!وبصورة أخري مساهمة فعلية مجانية في تمديد عُمر النظام المُستبد.
فالرابح من خُسائر الشعب هو الصادق المهدي،فهو يعرف من أين تُأكل الكتوف ومتي!كان من أوائل الحاضرين في الحوار الوطني المزعوم،وله القدح المُعلي في تقاسم السُلطة مع النظام سراً،وينال رئاسة القوي المعارضة تكتيكيا،ويقاوم إسقاط النظام بالقوة والنضال المدني،لذا لم يتقدم يوما إحدي الثورات في سبتمر ،نوفمبر ويناير وغيرها!فالأمر يُعد طبيعيا كيف يُسقط الأب الزاهد سلطة أبنائه البرره،ويقضي علي حكم الأشراف القُريشيين بسواعد أبناء الهامش!ثم يُمحي تاريخه الزاخر بالملاحم والبطولات من جده بيده الشريفة أخر عُمره!فالذين يقدمون المهدي لقيادة قطار التغيير في السودان واهمون!فهو بالمعني البسيط يحتمي بالنظام ويحمي ظهر أبنائه من كيد أهل الهامش،ويزيد من مكاسبه بإجهاض مواقف المعارضة في نظر الشعب والمُجتمع الدولي.وبالتالي يُفضل نظام السفاح علي المعارضة التي لا يثق فيها،فيُكرم بأوسمة رئيس الجمهورية من الدرجة الأولي في القيادة الرشيدة.
إذن في خاتمة المطاف يُعد موقف عبدالواحد والحركة الشعبية هبوطا ناعما سلسا للقيادة والقواعد،وعملية الثبات علي المواقف القوية في البيئات المُتأرجحة،يعتبر من ضمن المكاسب الكبيرة التي تعكس معاني الإرادة الحقيقية،لأنها تساعد في حركة الدفع تجاه التغيير الجذري،كما أنها تجذب المزيد من الجماهير وتبث روح النشاط في الطاقات الراكدة،ومتوالية التحالفات والإتفاقيات لا تستطيع تجاوز المُرتكزين علي الثقل الجماهيري.
لاشك أن القادة ليسوا أنبياء مبعوثين من عند الإله،فهم بشر مثلنا يُصيبون أحيانا ويخطأؤون مرات عديدة،تارة تحت الإصرار والترصد من أجل نيل مكاسب شخصية،وتارة أخري بقلة المعرفة والدراية السياسية،وهذا يزلقحهم في دهاليز مستنقعات العهر السياسي،ولكن الشجعان هم الذين يتراجعون عن أخطائهم معتذرين ومستقيلين،فيعيدون كتابة أسمائهم بأحرف من نور في دفاتر التأريخ،ويبقي السؤال الذي يطرح نفسه بقوة منْ الذي يفعل ذلك في السودان،ويُعيد صناعة التاريخ!؟
[email][email protected][/email] 2 أبريل 2018

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..