مقالات سياسية

حملات الحكومة التطهيرية

يتفق الجميع أن الأزمة الاقتصادية التي يمر بها السودان المترف بالموارد المادية والبشرية لم يكن وراءها سبب غير الفساد الناتج من سوء الإدارة وعدم النزاهة في جميع المجالات والمناصب إلا من رحم ربي، ورغم أن نتائجه ظهرت جلية في حياة المواطن الذي بدأ يئن ويتألم من الفقر والمرض وكل مشاكل الحياة حتى تبوأ الشعب مركزاً متقدماً كأتعس شعب في العالم يعيش في أفقر دولة . كل هذا لم يحرك ساكناً في الحكومة لمدة 29 عاماً حتى وقف حال البلد تماماً ثم بدأت تفكر في أن تصلح ولكن على طريقتها التي لا تحقق نتيجة دائماً.

أخيراً قررت الحكومة أن تقوم بحملة تطهيرية ضد من أسمتهم القطط السمان وضرب المتلاعبين. بقوت الشعب والصادر والوارد وتجار العملة ، فن هيأ لهم المناخ من خلال التمكين وتحويل السودان إلى ملك خاص . حملة الحكومة التطهيرية تم خلالها تجميد حسابات عدد من رجال الأعمال ثم أشخاص في مناصب ليست ذات أثر ثم مدير بنك فيصل وأمس نقلت الصحف خبر يتحدث عن اعتقال مدير شركة كنانة وما زال الحبل على الجرار فالحكومة قالت إنها مستمرة في عملية التطهير ورغم إننا نشك في مصداقيتها ولكن العبرة بالنهاية.

السؤال الذي يفرض نفسه لماذا لم تقِ الحكومة نفسها والدولة من زمان بالنزاهة والقوانين والمراقبة والمحاسبة وتركت الفوضى تنتشر؟ ولماذا لم تبدأ بتغيير سياساتها التي قادت البلد إلى هذا المصير؟ والسؤال الأهم هل ستستمر حملة التطهير وتشمل الجميع ..

واعتقد ان الحكومة إن استقامت هي سيستقيم الجميع، فالفساد في أية دولة سببه الأول والأخير الحكومة.
التيار

تعليق واحد

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..