نظرة في كتاب الله (5)

كانت معجزات الرسالات السابقة وقتية تنتهي بتدمير المجتمعات التي أُرسلت اليها إما بصاعقة أو صيحة أو بريح صرصر عاتية أو غيرها، وكانت الرسل غالبا ما يرسلون لمعالجة أمراض إجتماعية معينة منتشرة في تلك المجتمعات… فجاءت رسالة الإسلام لمعالجة كافة داءات المجتمع وليس داءً بعينه ولكل الناس وعلى مر الأزمان والدهور، لذا حمل القرآن بين طياته كيفية التعامل مع الأمراض الاجتماعية المختلفة وطرق معالجتها بجانب كونه معجزة إلهية قائمة الى قيام الساعة ليشهد بأن الله هو الحق وأنه لا إله إلا هو وهو على كل قدير…
فمثلما باغت أساطين اللغة العربية وأربابها في عقر دارهم أيام نبوغهم فيها، بسحر بيانه وأسلوبه المتميز والفريد من نوعه فعجزوا عن مجاراته شكلا وموضوعا حتى قال قائلهم ويبدو أنه الوليد بن المغيره (إن هذا إلا سحر يؤثر) بعد أن قال فيه (والله إن لقوله لحلاوة، وإن عليه لطلاوة، وإنه لمثمر أعلاه، مشرق أسفله، وإنه ليعلو ولا يعلى عليه، وإنه ليحطم ما تحته)… فاليوم ونحن نعيش عصر العلم المادي في أرقى صوره المتمثل في التقنية الرقمية التي تعتمد على الحواسيب التي أصبحت تُسيِّر كل شئ في حياتنا اليومية، نرى الترميز العددي (التشفير) واضحا في كتاب الله وإن لم تصل المحاولات في فك شفرة الترميز العددي الذي تقوم عليه الآيات القرآنية لغاياتها… فالقرآن مثل الكون تماما،فكوننا الذي نعيش فيه يقوم على التوازن العددي للذرات التي يتكون منها فاذا دخلت عليه مجرد ذرة لا ترى بالعين المجردة من الخارج (من خارج الكون) لانهار التوازن الكوني تماما فكذلك القرآن إذا دخلت عليه حرف واحد أو استبدل حرف مكان حرفٍ لانهار النسق القرآني بأكمله… فالكون والقرآن كوجهي عمله، يسيران وفق ميزان دقيق أدقّ من الشعره بمليارات المرات… بل ان هذا الميزان هو درجة على مستوى (الصفر المطلق)…. فهنالك تماثل تام بين الكون والقرآن في ترتيب بنيانه فمثلما الرقم (7) ومضاعفاته تدخل في تشكيل الكون وسر من أسرار تركيب أساسيات الكون، فالذرات لا تتجاوز مداراتها سبعة مدارات لتدور حولها الالكترونات وهي بذرة الكون الأولية مثلما خلق الله سبع سموات طباقا ومن الأرض مثلهن وأيام الاسبوع سبعة والطواف والسعي بالحج سبعة أشواط وما بين خلق الكون والاستواء على العرش سبعة أيام وهكذا فالرقم (7) أيضا من الإعجاز القرآني كما قال تعالى (ولقد اتيناك سبعا من المثاني والقرآن العظيم) ففاتحة الكتاب تتكون من سبع آيات… فللرقم سبعة وقعٌ خاص في القرآن لا يسع المجال لتعدادها لكثرتها ففيما يلي بعض الأمثلة كما جاءت في بعض المصادر دون تصرف:
عدد الحروف المقطعة في أوائل السور (عدا المكرر) هو 14 حرفا أي 7×2
– عدد الافتتاحيات في أوائل السور (عدا المكرر) هو 14 أي 7× 2
– عدد حروف أبجدية القرآن 28 حرفاً أي 7 × 4
– مجموع كلمات أول آية وآخر آية في القرآن هو سبع كلمات بالضبط! فالآية الأولى في القرآن هي (بسم الله الرحمن الرحيم) 4 كلمات، والآية الأخيرة في القرآن هي (من الجنة والناس) 3 كلمات. والمجموع سبعة!
– مجموع كلمات أول سورة وآخر سورة في القرآن هو49 أي سبعة في سبعة!!! فأول سورة في القرآن هي الفاتحة (29) كلمة، وآخر سورة في القرآن هي الناس (20) كلمة، والمجموع 49 كلمة = 7 × 7 فتأمل هذا التناسق المبهر مع الرقم سبعة!
– السور التي عدد آياتها من مضاعفات السبعة هي 14 سورة أي 7×2، أول سورة منها هي الفاتحة 7 آيات، وآخر سورة منها هي الماعون 7 آيات، ولاحظ أن كلمة ( الفاتحة) هي 7 أحرف، وكلمة ( الماعون) هي 7 أحرف
– عاش الرسول الكريم صلى الله عليه وآله وسلم 63 سنة، وهذا العدد من مضاعفات السبعة أي 7×9 .
كما وردت أحاديث كثيرة عن الرسول خاصة بالرقم سبعة ومضاعفاته مثل:
اجتنبوا السبع الموبقات – كما أوصى وصيته لأبي ذر بسبع . وقال : كل غلام مرتهن بعقيقة تذبح عنه يوم سابعه ويحلق رأسه ويسمى . ويوم قبض قال لحبيبته فاطمة: أعطانا الله سبع خصال . وقال: الصدقة تسد سبعين بابا من السوء. ومن أراد الغنى والسعة فليقرأ خاتمة الكتاب في كل يوم بعد العشاء ثمانية وعشرين مرة – من مضاعفات السبعة – . ويوم تقوم الخلائق من قبورهم يكون كل أهل سماء صفا منها سبعة ملائكة . وقال : من اقتطع شبرا من أرض مسلم بغير حق طوق به يوم القيامة إلى سبع أرضين . وورد عن سيد الأنام : لقد نزل من الملائكة في جنازة سعد بن معاذ سبعون ألفا . وقال : إن الرجل ليتكلم بالكلمة لا يرى بها بأسا يهوي بها سبعين خريفا في النار. ونزل القرآن على سبعة أحرف وقال: إذا ولغ الكلب في الإناء فاغسلوه سبع مرات
فهنالك محاولات لا تزال تترا لوضع ترميز عددي لفك شفرة القرآن فمنهم من يحاول وضع كل حرف عربي مع ما يقابله من عدد رقمي (كحساب الجُمّل طبقا للحروف الهجائية لـ أبجدهوز) الذي كان سائدا بين العرب قبل مجئ الاسلام وكانوا يستخدمونه لمعرفة التواريخ وغيرها ومنهم من حاول إعطاء الحروف حسب أسماء الله الحسنى رقما معينا ليقابل كل حرف هجائي ومهما جانبت تلك المحاولات من صواب فهي في بداياتها ولا يعتدُّ بها كمسلمات علمية حتى تثبت صحتها على وجه اليقين والدقة…. ولكن الذي لا جدال فيه أن كلمات آيات القران بل وحروفه وترتيب سوره وعدد آيات كل سورة على حده وموضع الآيات وضعت بطريقة هندسية مرتبة وبشكل رقمي دقيق لا يرقى اليه الشك… وهذا التحدي الرقمي للقرآن ليس موجها للمسلمين بقدر ما هو موجه الى الملحدين الذين لا يؤمنون به لأنه العلم الذي برعوا فيه أكثر من المسلمين…. فاذا كان الغرب لا يعرف إلا لغة الأرقام والحواسيب فليجربوا هذا القرآن المرتب بشكل دقيق وينقبوا عن مكنوناته ليعلموا أن أن لا فرق بين الكتاب المقروء والكتاب المنظور… فكما قال تعالى عن كمال صنعه للكون (الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا ۖ مَا تَرَىٰ فِي خَلْقِ الرَّحْمَٰنِ مِنْ تَفَاوُتٍ ۖ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَىٰ مِنْ فُطُورٍ) قال أيضا عن كمال القرآن (أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ ۚ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا)… فهنالك تطابق تام بين القرآن والكون مما يدل على أنهما من مصدر واحد وهو الله، فسبحان الله عما يصفون…. فهل سمعتم جملة بليغة تقوم عليها التوحيد من أربع كلمات حروف كلماتها ثلاثة فقط (أ، ل، هـ) وهو قول لا إله إلا الله أليس هذا من المعجزات….

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. يا هلالي علمنا السماوات السبع فأين هي الأراضين السبع؟ وهل حديث (طوقه الله يوم القيامة بسبع أراضين) تعني وجود سبع أراضي في هذه الدنيا؟
    وكيف يفهم غير الناطقين بالعربية معجزة تناسق الارقام هذه ويرون ما بها من إعجاز إذا لم يكونوا قد آمنوا به بعد؟ إن الإعجاز الرقمي الذي تتحدث عنه يفترض أنه مرتبط بإعجاز معنوي آخر يقود إلى الإيمان بالله وليس إلى مجرد مضاعفات الرقم سبعة فهناك أرقام أخرى ذكرت في القرآن مثل ثلاثة أو ثلاثة وثمانية وتسع وعشرة واثني عشر وتسعة عشر ومائة ومئتان وألف إلاّ خمسين وخمسون ألف وخلافها فما قصتها؟؟!

  2. يا هلالي علمنا السماوات السبع فأين هي الأراضين السبع؟ وهل حديث (طوقه الله يوم القيامة بسبع أراضين) تعني وجود سبع أراضي في هذه الدنيا؟
    وكيف يفهم غير الناطقين بالعربية معجزة تناسق الارقام هذه ويرون ما بها من إعجاز إذا لم يكونوا قد آمنوا به بعد؟ إن الإعجاز الرقمي الذي تتحدث عنه يفترض أنه مرتبط بإعجاز معنوي آخر يقود إلى الإيمان بالله وليس إلى مجرد مضاعفات الرقم سبعة فهناك أرقام أخرى ذكرت في القرآن مثل ثلاثة أو ثلاثة وثمانية وتسع وعشرة واثني عشر وتسعة عشر ومائة ومئتان وألف إلاّ خمسين وخمسون ألف وخلافها فما قصتها؟؟!

  3. الجميل في قولك سيدي بأن هذا التحدي الرقمي ليس موجها” للمسلمين، بل للملحدين فمن هم الملحدون الذين سيقرأون هذا الكلام من الصحافة السودانية.
    أعتقد أن مشكلتنا نحن كمسلمين أننا نخاطب أنفسنا وليس الآخر.
    ونقطة أخرى: يقول الكاتب أن القرآن لا يحتمل إضافة حرف أو حذفه،، سؤالي لك سيدي: ما قولك في تعدد روايات القرآن الذي تجد فيها إضافة كلمات كاملةأو حذفه أو تغيير رسمها؟؟

  4. لماذا كلمتا الدنيا والآخرة ١١٥ مرة وليس ١١٤ مثلاً؟!
    ولماذا ذكر ابليس والعياذ منه ١١ مرة وليس٧٠ مثلا؟

  5. الجميل في قولك سيدي بأن هذا التحدي الرقمي ليس موجها” للمسلمين، بل للملحدين فمن هم الملحدون الذين سيقرأون هذا الكلام من الصحافة السودانية.
    أعتقد أن مشكلتنا نحن كمسلمين أننا نخاطب أنفسنا وليس الآخر.
    ونقطة أخرى: يقول الكاتب أن القرآن لا يحتمل إضافة حرف أو حذفه،، سؤالي لك سيدي: ما قولك في تعدد روايات القرآن الذي تجد فيها إضافة كلمات كاملةأو حذفه أو تغيير رسمها؟؟

  6. لماذا كلمتا الدنيا والآخرة ١١٥ مرة وليس ١١٤ مثلاً؟!
    ولماذا ذكر ابليس والعياذ منه ١١ مرة وليس٧٠ مثلا؟

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..