طوابير البلد زادت

الساعة25
مشهد اول:
طفل يافع يقف بإحدى بقالات السوق العربي ينقد صاحبها “اتنين جنيه” طالبا “كيسين شيبس” فيرفض “سيد” البقالة ذلك بحجة ان سعر الكيس الصغير جنيه ونص ولا بد من اكمال المبلغ، تدخل أحد الحضور ودخل يدو في جيبو وناول “سيد الحِجة” الجنيه موضوع الخلاف، استلم الطفل الشيبس ومضى الى حال سبيله، تبعه الرجل الى ان توقف امام المخبز واشترى رغيفتين ثم ولج الى شارع جانبي وقام بحشو محتوى كيس الشيبس في رغيفة بإحترافية تؤكد مدوامته على تلكم الوجبة خفيفة الوزن والسعر معا وطفق يمضغ الساندويتش، وتبعه الرجل الى ان بلغ مبنى ملحق بشركة ما ،دخل اليه الطفل، ففوجىء الرجل بامرأة تتمدد على الارض فناولها الطفل كيس الشيبس والرغيفة التي معه، فسأله الرجل :من هي هذه المرأة ؟ فرد هي أمي، وأسعي يوميا لتوفير وجبة لكلينا، فما كان من الرجل الا وان غاب واتفق مع مجموعة ممن خصهم الله بقضاء حوائج الناس، على تأمين الغذاء للأم و”وِليدا” بتوفير ثلاجة مستعملة ضمت منأكولات متنوعة على ان يستمروا في ذلك دوريا.
مشهد ثاني:
رجل يغوص داخل مكب نفايات “حاوية” منقبا عن بعض بقايا رغيف الخبز مما فاض من موائد المترفين، وبسؤالي ما بك يا اخي؟ قال اجمع الرغيف لغنمي، بينما الحال يبرء الاغنام ، فلو انه ترك لها العنان لترعى بالأرض لكفلها خالقها وخالقه ،ورعاها بخشاش يدر لبنا لصغارها وصغار الرجل ،هو الله رازق الطير في السماء فما بال الرجل يقول كذا وكذا هي العفة والنأي عن مسألة الناس أعطوه أو منعوه.
مشهد ثالث

تشهد الخرطوم هذه الايام أزمة مواصلات خانقة بسبب نُدرة
وأزمة الوقود التي ضربت العاصمة ومُعظم ولايات البلاد المُختلفة، وخلت مواقف المواصلات العامة في العاصمة المثلثة خاصة الخرطوم ?موقف جاكسون والإستاد? من المركبات تماماً وتكدس المواطنون وإضطر أغلبهم قطع مسافات طويلة سيراً علي الأقدام، ومع ذلك يصررئيس اللجنة الاقتصادية بالبرلمان “علي محمود” وزير المالية الأسبق ، يصر إلحاحا ،على قول “عادل امام” بعدم وجود أزمة جازولين في البلاد
وقال محمود في تصريحات صحفية بالبرلمان اليوم الإثنين، ?إن السيارات في الشوارع مُتحركة ما يؤكد وجود الجازولين? لكنه أقر بأن الكميات الموجودة قليله نسبة لتوقف مصفاة الخرطوم للصيانة وإستيراد الجازورلين في مواقيت معينة.
ونفي الرجل رغم “طوابير البلد” الماثلة يمكن تفسيره أو قراءته في سياق
الشعب غاوي صفوف وكدا وهو حنين و “نوستالجيا زمكانية” للماضي
وعليه هاهو “علي محمود” وصحبه يستجيبون لحنين ودعاة العودة الى ما قبل 1989 .. زمن الصفوف ، وننوه الي الفرق الشاسع ما بين مصطلحي الصفوف والطوابير فالاولى تخص عهد ما قبل القوم ،اما الثانية فهي طوابيرهم و”طوبيرهم المستمر، للمواطن والصف معروف ببداياته ونهاياته وصولا الى الخدمة المبتغاة ، غير ان الطوابير لولبية فلا راس لها ولا قعر وقصة مجوبكة ومنها ما أنتجه العقل الشعبي “طابور” ومن استخداماتهاـ “دا زول طابور ساي” والقياس مفتوح في ذلك.
ولعل نفي مسؤول الدائرة الاقتصادية بالبرلمان إنطلاقا من منصة الطوابير هذي ، غير ان الواقع يقول بـ(طوابير البلد زادت) امتدادا من العاصمة بلوغا لكل الولايات ما ضاعف من معاناة المواطن مع الغلاء وارتفعا الاسعار الذي عم كل الاسواق في الريف والمدن والحضر. تعيش مدينة نيالا في ظلام دامس لثلاثة ايام متتالية مع انقطاع تام للمياه وانعدام للوقود ما ضاعف من معاناة المواطنيين مع الغلاء والارتفاع الشديد في اسعار السلع الضرورية والاستهلاكية في الأسواق .
وحسبنا الله ونعم الوكيل
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. عدم وجود وقود معناها ليس هناك عمل ، لماذا لا يحول الشعب هذه المعاناة لإضراب سياسي عام في جميع انحاء السودان خاصة وان الأزمة يعاني منها كل السودان؟

  2. على كسره(بكسر الكاف) مشتهى العواسه طول من مقابلة الدوكه مالقى ليهو فرصة واليومين العواسة سوقا حار بالذات مع تشليع الكبار فى الجهاز المصرفى والاقتصادى وصاحبنا دا داير الوزارة او البنك المركزى

  3. عدم وجود وقود معناها ليس هناك عمل ، لماذا لا يحول الشعب هذه المعاناة لإضراب سياسي عام في جميع انحاء السودان خاصة وان الأزمة يعاني منها كل السودان؟

  4. على كسره(بكسر الكاف) مشتهى العواسه طول من مقابلة الدوكه مالقى ليهو فرصة واليومين العواسة سوقا حار بالذات مع تشليع الكبار فى الجهاز المصرفى والاقتصادى وصاحبنا دا داير الوزارة او البنك المركزى

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..