مسخرة ولعب عيال

من سخرية القدر أن نجد شاباً كـ “لهات الطفل في قلب سرير لم يبلغ سن العشرين ..” ومع ذلك وفي خلال أسبوع واحد فقط يجري “4” عمليات صادر حصائلها تقترب من نصف المليار دولار، وتقول المعلومات المتواترة في هذا الصدد أن “الطفل” المعجزة هرّب الأموال المتحصلة من عائدات الصادر إلى الخارج، وكذلك يفعلون…!!!! هكذا نموذجٌ واحدٌ فقط يُنبيك كيف يجري تدمير اقتصادنا الوطني..!!! كيف يجوع الشعب السوداني ويَعرَى ويعطش ويمرض ويموت…!!! تُنبيك كيف يتصاعد الغلاء والضائقة المعيشية، وكيف ينعدم الدواء…!!! كيف يجعلون الدولار كـ “مهر جامح” ثم يمتطون ظهره وينطلقون نهباً وسلباً بلا رادع ولا ضمير…

هذا الطفل “العشريني” الذي وجد كل التسهيلات والمباركة والتشجيع والتساهل استطاع أن يفتح “3” حسابات ببنوك مختلفة ويوجه ضربة قاضية للاقتصاد الوطني، هذا الطفل، ذكرني قصة حقيقية حدثت قبل عدة سنوات وقد ذكرتها في زاويتي هذه أكثر من مرة، وهي أن موظفاً صغيراً اسمه “ط” لم يتجاوز سن “العشرين” ـ إيه حكاية العشرين سنة دي، يعني نغني ليهم: خلاص كبرتي وليك 19 سنة، عمر الزهور عمر الغرام، عمر المنى …؟ ولا إيه الحكاية… المهم هذا الشاب العشريني الآخر سطا على مبلغ ” 7″ مليارات جنيه في منتصف التسعينات من بنك عريق حينما عطّل جهاز الكمبيوتر ليساعده في إخفاء جريمته، والشاب أخذ المبلغ وترك البنك، ولما ظهرت عليه آثار النعمة “الما خمج” وأضحى يهدي السيارات لأصحابه قبضت عليه السلطات واعترف بأنه استولى على مبلغ “7” مليارات جنيه و”تحلل” منها، ومضى في حال سبيله، لكن ليست هذه القضية.. القضية ومربط الفرس أن مدير البنك استدعوه في النيابة بعد اعتراف “الواد ” وسألوه: هل تفقدون أموالاً في مصرفكم، أجاب بالنفي وأفاد بأن حساباتهم كلها تمام التمام مُراجعة ومُظبطة للآخر، ولم نفقد شيئأ…!!!..

عندما نرى المال العام يتلاعب به “الأطفال” بكل سفه وقلة أدب…عندما تصبح كل الطرق سهلة ومُعبدة أمام شباب لم يبلغ سن العشرين وتُفتح لهم كل المغاليق والأبواب الموصدة… وعندما ترى “الكبار” من خلفهم يرسمون الخطط الجهنمية لتدمير الاقتصاد الوطني، ويظهر الصغار في كابينة القيادة، حينها لك أن تصل حد اليقين بأن الحكاية كلها بقت لعب عيال.. ومسخرة، وعندها لن نؤمن بإصلاح الدولة حتى نرى “المشانق” وقد نصبت لقاتلي الشعب السوداني بالغلاء والجوع والمرض والفلس، وسوء التغذية و”النفسيات”….. اللهم هذا قسمي فيما أملك…

نبضة أخيرة:

ضع نفسك دائماً في الموضع الذي تحب أن يراك فيه الله، وثق أنه يراك في كل حين.
الصيحة

تعليق واحد

  1. نحنا عايزين رييس زي منقستو هايلي مريم
    يحرق الحرامية في الافران
    لا محاكم لا كلام فارغ

  2. قال (وعندها لن نؤمن بإصلاح الدولة حتى نرى “المشانق” وقد نصبت لقاتلي الشعب السوداني بالغلاء والجوع والمرض والفلس، وسوء التغذية و”النفسيات”….. اللهم هذا قسمي فيما أملك…)

    لا تحلم بأي اصلاح ولو قبضوا على كل الذين اغتنوا واثروا على حساب الشعب لسببين:
    الاول: توجد مادة للتحلل في قانون الثراء الحرام وهي وجدت اصلا لحماية المسدين يعنى شيل ارباحك وادينا رأس المال.
    ثانياً: لا زلت واكرر واقول ان الفساد هو فساد الفكرة والمنهج وبعبارة اوضح هو فساد المنهج الترابي في الحكم والتربية لانه يقوم على (الكذب) و(الغش) و(المكر) و(الخداع) و(احتكار الدين) و(والتحدث باسم الله) كل ذلك مدعوم بمنظومة امنية باطشة تعذب وتقتل وتشرد

    يا صحبي يا صحفي ان الفساد ليس شوية اثرياء واغنياء وهذه هو (العرض) وعلينا ان نبحث عن المرض الحقيقي..

  3. نحنا عايزين رييس زي منقستو هايلي مريم
    يحرق الحرامية في الافران
    لا محاكم لا كلام فارغ

  4. قال (وعندها لن نؤمن بإصلاح الدولة حتى نرى “المشانق” وقد نصبت لقاتلي الشعب السوداني بالغلاء والجوع والمرض والفلس، وسوء التغذية و”النفسيات”….. اللهم هذا قسمي فيما أملك…)

    لا تحلم بأي اصلاح ولو قبضوا على كل الذين اغتنوا واثروا على حساب الشعب لسببين:
    الاول: توجد مادة للتحلل في قانون الثراء الحرام وهي وجدت اصلا لحماية المسدين يعنى شيل ارباحك وادينا رأس المال.
    ثانياً: لا زلت واكرر واقول ان الفساد هو فساد الفكرة والمنهج وبعبارة اوضح هو فساد المنهج الترابي في الحكم والتربية لانه يقوم على (الكذب) و(الغش) و(المكر) و(الخداع) و(احتكار الدين) و(والتحدث باسم الله) كل ذلك مدعوم بمنظومة امنية باطشة تعذب وتقتل وتشرد

    يا صحبي يا صحفي ان الفساد ليس شوية اثرياء واغنياء وهذه هو (العرض) وعلينا ان نبحث عن المرض الحقيقي..

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..