تاريخ مشيخات وسلطنات البني شنقول

أدت الهجرات العربية إلي إقليم بني شنقول الي تزاوج بين القبائل العربية والزنجية (البرتا) وتكوين سلالات عربية يعود أصلها الي الجد (حسن مرخي) الذي هاجر من احدي القري من أعمال شندي والذي يعتبر الأب الأول للخليط الذي عرف باسم (الوطاويط) أو(البني شنقول) وفيما بعد هاجرت عناصر عربية من مختلف قبائل السودان لهذه المنطقة بغرض التجارة فظهرت اسر تنتمي الي القبائل العربية من الجعليين والرباطاب والعركيين وغيرهم واستقروا حول (جبل سانجي) الذي يسمي في جانبه الاخر (بلا شنقول) او بلاد بني شنقول.
من المعلوم إن إقليم البني شنقول من أخصب الأقاليم ويذخر بالعديد من الموارد الطبيعية والذهب وجاء في الأثر إن حملة محمد علي باشا احدي دوافعها لاحتلال السودان لامتلاك وتعدين ذهب بني شنقول وتجنيد الرجال لتحقيق أحلامه التوسعية (الامبريالية) والتي زورا سميت بالتركية السابقة وهي إمبراطورية محمد علي الألباني الشيعي العلوي الذي فكر في بناء جيش قوي لتقويض حكم الأتراك أو الإمبراطورية العثمانية نفسها وهذه من احدي أكذوبات تاريخنا التي تحتاج إلي مراجعات.
المنطقة كان يُعتقد أنها غنية بالذهب، مما دفع حاكم مصر محمد علي باشا إلى إرسال تجريدة بقيادة ابنه إسماعيل بن محمد علي إلى المنطقة في (1820 – 1823)، وكان أحد أسباب التجريدة التأكد من صحة الاعتقاد ولجلب 30,000 من سكان فازوغلي عبيداً. وكان يصحبه (فريديريك كايو) Frédéric Cailliaud، (جورج وادنكتون) و(جورج بثون إنكلش)، وكلهم كتبوا لاحقاً رواياتهم عن التجريدة. محمد علي باشا، لاحقاً، قسم فازوغلي إلى عدد من المشيخات للحكم الاداري. الجيولوجيون مسحوا المنطقة لاحقاً بحثاً عن الذهب، وكان منهم (يوزف فون روسكر).
التكوين الانثي لاقليم بني شنقول
يتكون إقليم البني شنقول من عدد تسع وتسعين جبل أطلق علي مكوناته الإثنية بالقبائل (الفائية) لأنها تبدا بحرف الفاء والذي يعني (ناس فداسي) (ناس زوعلي) (ناس مصري) وتنطق مثلا (فداسي،فازوغلي، فامصري، فاسابا، فالميل،فاسركم، فاقنف، فارندو، فاديش،، فابوقالوا،فاسانجي، فابلاشنقل ،فاخمشا ، فادول، فااري،فااندو، فاقلدي ، فالقوق، فادوقا، فانزجر، فامنزلي، فاكرو، فاموجل ،فابومو،فاسرقولي ،فاشودي، فتاشو، فابلادروس، فاقشن ، فالبت ،فاكر،فاموجل، فالبت فاخشر، فاوبي ،فاكيلو ،فابرش فاقنشر،، فتامن، فادروس،فابملقو، فامقلي، فااشومن، فاداشي، فاخدولو،فاافودي،فااوجي،فانتزي،فانايجي،فابرسوف،فادندور،فابشير،فاقثي،فابلازنجر،فاقنديرو فاقوجا،فارونجا،فاشابئن، فابلديقو،فانافنسيلو ،فاماقتن ،فاشالي، فاقمبوئن ، فاشنخرون،فاخودلي، فامرمز، فاايشاخو ، فاقشو، فاقبيلا، فاروزق، فاقوقي ، فابولي ،فاقبيش، فانطاطوني ، فاتمدالو ، فاقونو ،فاشرهو، فادودو، فااقولي ، فاسرحو ، فاسرقونو ، فامصري ،فاهمبري ،فاخمخم ،فابوبوش، فادتون ، فاقامي ، فاقومي ، فاسلنقر، فاباني، ، فاقتن ، فامزارتو، فاررقونو، فادمبس و فاتومدالو).
قامت في اقليم بني شنقول العديد من المشيخات او السلطنات اهمها (فازوغلي وبلا شنقول وبشير وقبا وبمبشي وفاقوقولو وخمشا علي سبيل المثال وليس الحصر) كانت بين هذه الممالك صراعات وحروبات عديدة وكانت اشهر النزاعات بين (تور القوري) و(الشيخ خوجلي) وكاد تور القوري ان يدخل اصوصا فاستنجد الشيخ خوجلي بالاحباش الذين دعموه ضد تور القوري.
بني شنقول والخليفة عبد الله
الخليفة عبد الله أرسل قوة بقيادة الأمير حسب الرسول ودخلت الإقليم ومكثت عام لتأديب البني شنقول المتمردين علي سلطة الخليفة عبد الله التعايشي وعادت الحملة راجعة الي ام درمان وعادت النزاعات في الاقليم مرة اخري فطلب الخليفة في العام 1897م من منليك تاديب البني شنقول بعد مباحثات بينهم اهدي منليك الخليفة دجاجات من الذهب الخالص وكانت حملة متشنر تزحف نحو ام درمان من الشمال مع تواتر معلومات ان حملة ايضا قادمة من الشرق فاستبقي الخليفة عبد الله الامير احمد فضيل في القضارف ومعه 4000 مقاتل لتامين الشرق.
ابتهل منليك دعوة الخليفة عبدالله لتاديب البني شنقول وارسل قائده (الراس مكنن) فاحتل الاقليم وأسر المك تور القوري وحبسه في اديس ابابا ومنح خوجلي قصرا في اديس لتواصله مع الاحباش، في العام 1897م بدأ المندوب البريطاني في اديس ابابا مفاوضات مع الملك منليك حول حدود السودان الشرقية اثر التدخل الجبشي الذي أحتل وامتد الي الروصيرص وكركوج والناصر والقلابات ولم يكن للخليفة وقت للالتفات للتدخل الحبشي لانشغاله بتقدم الحملة بقيادة كتشنر باشا، في العام 1898م استطاع كتشنر في معركة كرري هزم الخليفة واسقاط الدولة المهدية في نفس فترة الحملة اصدر الملك منليك إعلانه للقناصل الاروبيين المعتمدين في اديس ابابا بان حدود الحبشة حتي الخرطوم وهو الامر الذي سرع بحملة كتشنر لدخول ام درمان واحتلالها.

مفاوضات تعين الحدود
بدأت المفاوضات قبيل احتلال ام درمان بعام حيث اتفق علي تعين الحدود وحدد الجانب البريطاني (الكابتن جوين) وتم الاتفاق علي سحب القوات الحبشية من الروصيرص وكركوج وفازوغلي والناصر علي ان يمنح اقليم بني شنقول للحبشة مقابل حق التعدين عن الذهب لمدة خمسين عام وتمنح قمبيلا للانجليز وفور خروجهم تضم للحبشة ويمنحوا منطقة المتمة لان الملك يوهانس قتله الانصار فيها وفيها قلة من المسيحيين اذا ضموا للسودان سيصبحوا مسلمين.
بعد احتلال السودان لعب البني شنقول دورا مهما في الحرب ضد الطليان وذلك بدعم الجيش الانجليزي وثاروا علي الوجود الطلياني في الحدود السودانية وتم تدريب (180) من البني شنقول ثم ترفيعها الي 350 فرد وعرفوا باسم (باندا فونج ) وكانت مهامهم تتركز علي حماية الحدود مراقبة التسللات للقوات الايطالية وجمع المعلومات للانجليز 0
يجدر بالذكر ان سياسة المناطق المقفولة التي تبعتها السلطات الانجليزية تهدف الي عزل التجمعات القبلية الوثنية في السودان وجنوب النيل الأزرق بصفه خاصة قبائل (الادك والمابان والجمجم والانقسنا والبرون) وهي قبائل شبه وثنيه ، سعي الانجليز إلي عزلها ومنعها من التداخل مع الوطاويط والبني شنقول والتي ضمت بعد مطالبات الملك منيك بضرورة اتباع هذه المنطقة الغنيه بالذهب (اقليم بني شنقول ) وشعر الانجليز بضرورة ان يحتفظوا بالنيل الأزرق في مقابل تنازلهم لاثيوبيا عن اقليم بني شنقول علي الرغم من رفض شعب البني شنقول الانضمام الي الحبشة التي قامت بتغيير كبير في الخارطة الديمغرافية بتهجير أعداد كبير من البني شنقول للسودان وتوطين عدد من القوميات الأثيوبية في الاقليم0
الملك منليك بخبث اختار ممثل بريطانيا (الكابتن جوين) ليكون ممثله في الترسيم والتعين اختار (الكابتن جوين) نظرية السفح سوداني والجبال حبشية ورسم الحدود علي أساس قمم الجبال العالية وتم توقيع اتفاقية 1902م التي حددت الحدود.
بعد خروج المستعمر من أفريقيا وقيام منظمة الوحدة الأفريقية اتفق الآباء المؤسسيين لاستقلال الدول الأفريقية مبدأ إقرار الحدود الاستعمارية في العام 1963م وذلك اثر نشوب النزاعات الحدودية بين الدول الأفريقية وبذلك أقرت الحدود واتبع الإقليم إلي الحبشة حسب اتفاقية منظمة الوحدة الافريقية، الا ان البني شنقول يرفضوا فكرة الانضمام للحبشة وأسسوا حركة تحرير شعب بني شنقول التي قاتلت الاحباش إلي يومنا هذا.
[email][email protected][/email]