يجب نزع صورة جون قرنق من العملة!

جون قرنق طبعا هو ملهم الحركة الشعبية ورمز من رموز جنوب السودان التاريخيين، الاحياء منهم والاموات وعندما تم وضع صورته في العملة بعد الاستقلال ونحت له تمثالا في ساحة الحرية ووزارة الدفاع، وشيدت له جامعة في بور ومدرسة خاصة في جوبا، كان ذلك مبعثا للارتياح الشعبي لما لقرنق من روح النضال والرؤية التي تمزقت من بعده وتكسرت إربا بعد وفاته بحادث طائرة او إغتياله من جهات مجهولة ولكنه في الواقع يستحق كل ما تم انجازه باسمه عدا تلك المدرسة الكائنة قرب مجمع الوزارات والتي تحولت الان الي (جنة الخفافيش ) كما كان متوقعا وانطبق عليها مقولة ما بني على باطل فهو باطل وقد ظللت أتساءل طوال الفترات السابقة كيف سمحت سلطات التعليم إطلاق إسم جون قرنق على مدرسة خاصة لاغراض ربحية في تناقض تام مع جامعة جون قرنق التذكارية؟
على اي حال، دعونا نركز على الموضوع الاهم وهو نزع صورة قرنق من العملة الوطنية وليس لأي سبب سوى ان العملة أصبحت بلا قيمة وبلا رمزية لتهاوتها وسقوطها المستمر امام كافة العملات وهذا السقوط له أثر سلبي ايضا على القيمة المعنوية والفخرية لصورة جون قرنق كمناضل حارب من أجل مبادئه حتي آخر رمق وله في ذلك أقوال مأثورة في دفاعه عن مشروع السودان الجديد ورؤية الحركة الشعبية التي ترددها بعض الالسنة بأنها لا تموت في حين أنها ماتت فعليا ولم يتبق منها سوى الإسم.
ولان المشروع نفسه مربوط بقيادات فاشلة ها نحن الان نشهد الفشل نفسه ينعكس في كل مناحي الحياة في جنوب السودان وتتعرض عملتنا الوطنية الى أسوأ ضربات الامر الذي يوحي بمستقبل غامض لدولتنا وهويتنا الوطنية.
العملة بخلاف أنها ورقة قانونية معتمدة لاغراض التبادل التجاري والمعاملات، تمثل في الجانب الاخر تأريخا ضارب في عمق الحضارة الانسانية وأصبحت حضارات الامم وثقافاتها وعاداتها، بل إنجازاتها وإخفاقاتها مرتبطة بعملاتها واوراقها النقدية وبسبب هذا الارتباط الوجداني بالعملة لدى الامم نجد ان بعض الدول تشن وتخوض حروبات مدمرة فقط من أجل المحافظة علي قيمة عملتها التي تعتبر الخط المستقيم للبقاء ضمن المنظومات الرائدة في قيادة العالم والنمازج كثيرة حول ذلك خاصة في الصراعات التي يمثل فيها الاقتصاد حجر الزاوية في افتعال الازمات.
الدول التي لا تراعي علي قيمة عملتها هي دول فاشلة وضعيفة ﻭ وفاقدة للسيادة والاستقلالية ودائما ما تضع هوية شعوبها على محك لعدم اهتمامها باسلوب تقوية العملة الوطنية وكلنا نعلم بان العملة لا يمكنها ان تتصف بالوطنية ما لم تعبر عن الهوية الوطنية والموروث الثقافي في المجتمع ولطالما ان جون قرنق هو رمز وطني لا يستهان به، فان وجود عملة فقيرة الي هذه الدرجة لا يتناسب مع صفته الفخرية لدي شعب جنوب السودان ولا يمثل كذلك هوية الجنوبيين الذين يتطلعون الي مستقبل باهر الي دولتهم وبالتالي هويتهم الثقافية التي لا تنفصل عن العملة نفسها ومن المؤسف ان تنهار عملة جنوب السودان في هذه الفترة القصيرة جدا بعد الانفصال مقارنة مع بعض العملات الاجنبية التي صمدت امام الصدمات الاقتصادية من حقب الي حقب.
السؤال هو لماذا تكون عملات الدول الاخرى في طليعة العملات الدولية بينما تتزيل الدول الاخرى عملات بعض الدول؟ الاجابة ببساطة تقول ان الفرق بين تلك الدول هو ان بعضها تضع العملة كموروث ثقافي تعبر عن الهوية ولا يجوز المساومة في قيمتها، بينما تتعامل بعض الدول مع هذا الامر باعتبار ان العملة مجرد ورقة نقدية ليس بها اي قيمة معنوية وهنا المأزق.
منذ عام 1944 دعت الولايات المتحدة الدول الي عقد اجتماع في ولاية نيو هامشير لوضع خارطة لنظام مالي عالمي جديد وتغيير التقويم الدولي للعملات من الذهب الي الدولار ولم يكن هذا المؤتمر من محض الصدفة انما جاء تماشيا مع الطموح الامريكي للبقاء في قمة اقتصادات العالم عبر بوابة بنك النقد الدولي فالدولار الامريكي منذ 1792 ليس هو الدولار الامريكي الان والذي اصبح معيارا للاسواق المالية وهو نفس الدولار الذي يسقط امامه عملتنا الوطنية.
الحفاظ علي العملة وقيمتها هو الحفاظ علي الهوية والثقافة والعكس هو الصحيح، ولان جون قرنق الذي يظهر في كل فئات العملة الوطنية شخصية قومية وجزء من التاريخ المعاصر للجنوبيين فانه من الافضل ان ترتقي العملة الي نفس المستوى الذي يحظى به جون قرنق من الاحترام وسط الجنوبيين وكذلك العالم فالدولار الامريكي يبدا بفئة واحد حتي الالف وبصور رؤساء سابقين للولايات المتحدة ولهم اسهامات في وضع أسس للديقراطية الامريكية وظل الامريكييون يحافظون علي قيمة عملتهم طوال تلك الاوقات السحيقة احتراما وتقديرا لدورهم التاريخي من اجل امريكا بينما نعجز نحن في فهم معنى العملة وقيمتها واهميتها الثقافية بالنسبة لنا ولو اردنا رفع الحرج فلابد للحكومة ان تنزع صورة جون قرنق وتلصق صورة اي شئ اخر على الاقل لتعطينا الامل بان العملة التي تعبر عن هويتنا وتطلعاتنا ما تزال في الطريق.
ألا تعتقد أن مشروع الدكتور جنون قد سقط بأكمله وتكوًر وتقزم وانتهى, وبدل تحرير السودان, انتهى الى فصل جزء اصيل من السودان وخلق منه دويلة فاشلة لا يتوقع لها الشفاء والتعافي من الامراض العديدة التي لحقت بها منذ السنة الاولى لولادتها واصبحت معاقة مقعدة مما اصبابك اليوم بحالة من الاحباط الشديد لتأتي وتطلب نزع صورة دكتور جون من العملة الجنوبية.هل هذا يكفي يا اخي لول لحل المشكلة….!!
نحن محبوطون مثلكم تماما وقد تراجعنا بما يعادل الف سنة حضارية ولا نرى اي مخرج من النفق المظلم لأن اي محاولة للإصلاح قد تستغرق مئة سنة علما ان اي محاولة للإصلاح لم تبدأ حتى الآن….!!
ألا تعتقد أن مشروع الدكتور جنون قد سقط بأكمله وتكوًر وتقزم وانتهى, وبدل تحرير السودان, انتهى الى فصل جزء اصيل من السودان وخلق منه دويلة فاشلة لا يتوقع لها الشفاء والتعافي من الامراض العديدة التي لحقت بها منذ السنة الاولى لولادتها واصبحت معاقة مقعدة مما اصبابك اليوم بحالة من الاحباط الشديد لتأتي وتطلب نزع صورة دكتور جون من العملة الجنوبية.هل هذا يكفي يا اخي لول لحل المشكلة….!!
نحن محبوطون مثلكم تماما وقد تراجعنا بما يعادل الف سنة حضارية ولا نرى اي مخرج من النفق المظلم لأن اي محاولة للإصلاح قد تستغرق مئة سنة علما ان اي محاولة للإصلاح لم تبدأ حتى الآن….!!