ذكرى أبريل تجدد العهد

بلا انحناء

تأتي ذكرى انتفاضة أبريل المجيدة، فتُجدِّد العهد بتفجير ثورة تسقط نظام الإنقاذ الديكتاتوري، كما فعل جيل انتفاضة أبريل الذي قهر ديكتاتورية مايو.
في ذكرى ثورة أبريل التحية لكل شهداء الوطن من أجل الكرامة والحرية والسلام والعدالة، وعاجل الشفاء لكل الجرحى الذين تدفّقت دماؤهم لتروي شجرة الحرية.
التحية لكل الشرفاء والمناضلين/ات القابضين على الجمر.. التحية لكل فئات الشعب السوداني المَظلومة التي لا ترى وجوداً لمنطق بقاء الإنقاذ والوطن غارق في أزماته السِّياسية والأمنيّة والاقتصاديّة، وأيضاً منسوبوه غارقون في الطغيان ويقدسون الظلم.. لا جدال مطلقاً في أن كل مقومات اندلاع الثورة متوفرة وفي مقدمتها جاهزية الشارع الذي ينفجر قولاً ويشتعل غضباً بقوى شعبية ومنها من لا يهمه العمل السياسي.. وبعيداً عن دائرة حكومة ومعارضة، إلا أن الشواغل المعيشية، وضنك الحياة، وقهر الإنقاذ شكّلت عوامل لاستقطابه نحو إرادة التغيير ويأمل في التحرر من قسوة الحياة التي فرضتها سياسات الإنقاذ عليه وعلى أسرته، لعل شواهد الحال تؤكد أن الشعب وصل إلى قناعة بأن البشير وعصابته توافقوا وتواثقوا على ممارسة الوقاحة، لأنّهم عاجزون عن إيجاد حلول ظرفية ووقتية للأزمة الاقتصادية بعد أن دمروا كل المشاريع الاقتصادية ونهبوا ثروات البلاد، بل وفشلوا حتى في الخطاب الإعلامي الموضوعي في مخاطبة الواقع السوداني، وتدهورت المقدرة الشرائية للمُواطن بسبب ارتفاع السلع وندرتها المتمثلة في عودة صفوف البنزين، والوقاحة دفعتهم للاستخفاف بالعقول إلى درجة اتهام الحشرات والحيوانات (نمل السكر/ الفئران) بممارسة الفساد.. فالخطاب الإعلامي الإنقاذي كعادته لا يجلب لمنسوبيه إلا التحقير والسخرية في القنوات العالمية ووكالات الأنباء والصحف ووسائل التواصل الاجتماعي.
تصريحات منسوبي الإنقاذ بشأن أزمة الوقود أشبه بضجيج الشجار في حانة شعبية في نهاية الأسبوع، لا أحد يدري ما تفوه به من قول في تلك اللحظة، ومغالطة للواقع ونكران للحقيقة التي تؤكد أن الشعب السوداني يعيش في أوضاع أسوأ مما كانت عليه قبل 30 يونيو 1989.
الحقيقة التي لا بد أن تتقبلها الإنقاذ أن السير في طريق الديون والقروض مقابل بيع الأراضي السودانية وثروات الشعب، لن يعصمها من طوفان الثورة الشعبية لإنهاء حالة الطغيان التي تجاوزت حد الصمت الاحتمال.
[email][email protected][/email]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..