لماذا كُثر حديث الرئيس عن الفساد والقطط فى هذه الأيام ؟!

لا شك للمتتبع للشأن السودانى يدرك جيدآ أن اقترابنا من الهاوية ولحظات السقوط الاخير والمدوي قد أصبح قاب قوسين أو أدنى !
اذ لا يوجد قطاع خاص او عام مؤسسه أو وزارة فى الدولة لم تمسسها يد الفساد والدمار والخراب أو يغشاها زوار الليل والنهار!! واخيرا وليس اخير تلك الفضيحة المدوية التى جرت فى وازرة التربية والتعليم ما زال اثرها ماثلا أمام الأعين وهو الأمر الذى تعلق بتسريب امتحانات الشهادة السودانية هذا العام ! وما تبع هذا الأمر من تداعيات وتاثيرات سوف تظل آثارها النفسية باقية لعشرات السنين القادمة حيث تم التلاعب بجهد عشرات الآلاف من أبنائنا الطلبة واولياء أمورهم وادخالهم فى دوامة ومسرحية هزلية أبطالها هؤلاء الاقزام !؟ويظل أمر تسريب الامتحانات ذكرى سيئة عالقه باذهانهم مدى الحياة .. وكان المتوقع أن تتم إقالة كل طاقم الوزارة الذى له صلة بهذا الأمر او توقيفهم ؟او استقالات جماعية من جانبهم وعلى رأسهم الوزيرة ! وهذا لا يحدث فى دولة السلطان بامر الله !؟ ويقولون ايه الشهادة السودانية خط احمر وأمر سيادى بالله !!
و قبل هذا ظهرت ميزانية الافقار والجوع واتخذت هذه العصابة قرارات اقتصادية عشوائية مؤقته كانت عبارة عن ردة فعل نتيجة لهبوط وانهيار العملة المحلية أمام الدولار …
ما زالت آثارها يكتوى بها المواطن المغلوب على أمره ! فى ارتفاع جنونى فى الأسعار يفوق حد الوصف . ومع ذلك منعوا الشعب من استلام ودائعهم البنكية الا بالقطارة وحسب العلاقات والوساطات وظهرت تجارة العملة المحليه و هذه لها متكسبينها !
ومع انهيار كل الخدمات من صحه تعليم وامن وتردى بيئى ومعيشى ولا يوجد الآن شئ فى السودان لم تمسه ايدى الفساد والخراب وعدم اللامبالاة ومع كل هذا ما زال كثير من أصحاب السلطه يكابرون ويخدعون أنفسهم ويخدعون الشعب بغرض الحفاظ على سلطانهم ويتعاملوا مع هذا الشعب كقطيع من الأغنام ! يذبح ويجلد ويباع !
لذا النبرة التى يتحدث بها السيد الرئيس اخيرا عن الفساد والقطط السمان وتخريب الاقتصاد وسعى البعض للدفع بانهيار الدوله! وهذه المفردات التى تحدث بها رئيس الدولة تثير العجب ! انا اسال هل كان هذا الأمر جديد على سيادته وأدركه الان بعد هذه السنين الطوال العجاف من حكم السودان وهو الذى دائما ما كان يدافع وينافح ويكافح وينفى وجود فساد من اصلة فى دولته الرسالية وما زال حتى فى الامس القريب فى نفس المربع كل من يتحدث عن الفساد يطالبه بأن ياتى بالدليل ليتقدم للقضاء ! وهو حتى المفوضيات التى تم تكوينها ابطل مفعولها بتعطيل من سيادته وأصبحت القوانين حبيسة الادارج قبل عامان تقرببآ تمت إجازة قانون أطلق عليه المشرِّعون في البرلمان اسم قانون ?مفوضية الشفافية والاستقامة ومحاربة الفساد?. وهذا القانون لم ير النور حتى اللحظة..والمحاكم التى تم إنشائها الان بتوجيهاته هى فى نظرى استراحة محارب لهؤلاء اللصوص ومصاصى الدماء وسرعان ما يفلتون من اى عقاب صدقونى.
لان الفساد أصبح مؤسس ومعقد وتشابك راس المال مع السياسية والتزواج والتصاهر وهو أصبح كالرجل الذى تعلقت قدماة بالوحل صعب الفكاك منه … ونعلم ان الرئيس ليس لديه القدرة والقوة التى تمكنه من اتخاذ هذه القرارات المتعلقه بمحاربة الفساد كما شاهدناها فى دول افريقيه كثيرة حولنا وهؤلاء معظمهم اتوا من خارج منظومة الحكم ..
الان الرئيس له قرابة الثلاثة قرون وارجله متعلقه بالوحل والان يريد الفكاك والخروج من هذا المستنقع وهذه الورطه قولا وليس فعلا!؟ وكيف يكون الفعل ويتم ذلك هل له القدرة والاراده أن يبدأ باسرته اولا ويسأل كيف اغتنوا وما هى مؤهلاتهم التى مكنتهم من امتلاك هذه الشركات والثروات وهذه المليارات من العملات والعقارات من اين ورثوا هذا المال ومن اين حصلوا على هذه التسهيلات ؟!
السيد الرئيس استعرض كما يحلوا لك بأنك ساعى لمحاربة الفساد فى بلد آخر لكن لا تتحدث عن السودان !؟
الفساد فى السودان انت غير مؤهل له لانك انت الذى رعيت وكلفت هذه القطط السمان وانت التمساح!؟
تريد أن تبحث لك عن استحقاق انتخابى آخر هذا أمر غير !! فلا تلعب بعواطف هذا الشعب المنكوب على أمره وتظهر بانك المنقذ وانت الذى اغرقته ودفنت كل طموحاته وشبابه وقيمه واخلاقه .
كل ما نطلبه منك ومن فى قلبه قطرة حب لهذا الوطن أن يقف ضد طموحاتك الخاوية وان تدع محاربة الفساد لوقتها وزمان غير زمانك.
بل غادر حكم هذا البلد اذا اردت ان تقدم خدمة لشعبك فى خواتيم حياتك تشكر عليها ودع الباقى لنا.
[email][email protected][/email]

.