يا اهل اليمن السعيد امسحوها في وشنا!

فحجاج هذا الزمان وزمرته الفاسدة ونظامه لا يمثلوننا ولا يعبرون عن وجه السودان الحقيقي.
(امسحوها في وشنا) عبارة كانت تقال في السودان قبل إغتصاب هذه الكائنات (الإخوانية) للسلطة وكانت تعني إعترافا بخطأ ارتكبه احد الاقارب إذا كان اخ شقيق او ابن خال او ابن عم ويقصد بها قمة الإعتذار عن ذلك الخطأ وللأسف هؤلاء الإنقاذيين رغم اختلاف ثقافتهم وقيمهم الانسانية والأخلاقية عنا ان كانت فيهم ذرة من اخلاق او نخوة او أنهم يعرفون معني الإنسانية لكننا لا نستطيع ان ندعي بأنهم غير سودانيين وهذه مصيبتنا حتي لو كان اغلب قياداتهم يحملون جوازات اجنبية خوفا وإستعدادا ليوم ينفجر فيه بركان الشعب السوداني وتصبح الشوارع مكتظة بالثوار كالسيل الهادر وهو يوم قادم لا محالة مهما طال ليله.
بعيدا عن اي انتماء عرقي او جغرافي او ديني فقد ظل يربط بين الشعب السوداني واليمني محبة واحترام متبادل لا ادري كنهه بالتحديد وهل يعود الي ارتفاع الوعي الثقافي في البلدين بين النخب المتعلمه ام يعود الي الدور الذي لعبه المعلمون السودانيون الذين عملوا في اليمن لفترة طويلة من الوقت شهد لهم فيها اليمنيون بالعلم والأدب والتواضع والخلق القويم والثقافة ويكفي تقديرا من السودان لليمن ان السفير السوداني الذي عمل هناك لمدة طويلة كان مثقفا وشاعرا نحريرا هو المرحوم (سيد احمد الحردلو) الذي كتب للهرم الراحل محمد وردي الأغنية الوطنية المعروفة (يا بلدي يا حبوب) التي تقول بعض من كلماتها:
عَشانَك بَكَاتلَ الريح
عَشانَك فؤادي جَريح
عَشانَك أنا مكتول
و بموت معاك مكتول
عَشانَك يا حُزن نبيل
عَشانَك يا حِلم جَميل
عَشانَك يا بَلَد
يا نيل
يا ليل
يا سَمِح .. يا زين
يا بَلدي يا حَبوب.
والسودانيون كذلك لم يعرفوا من اليمنيين علي الدوام الا كل خير.
شخصيا لي موقف لا يمكن ان انساه خلال فترة حلي وترحالي واغترابي الطويلة مكرها بعيدا عن ارض الوطن عرفت من احد الاصدقاء في بلد من البلدان الافريقية قبل الازمة اليمنية الأخيرة ان سفارة اليمن في ذلك البلد في حاجة الي مترجم فبدأت افكر في كيفية الوصول لتلك السفارة ومن اين أبدأ وكيف يكون شكل التعامل معي من قبل مسئولي الأمن بعد ان اصبح وطني الذي غني له من قبل الفنان الراحل الكاشف الاغنية الخالدة الرائعة (بلد الخير).
التي تقول:
انا افريقي انا سوداني
ارض الخير افريقيا مكاني..
زمن النور و العزة زماني
فيها جدودي… جباهم عالية…. جباهم عالية..جباهم عااالية
مواكب ما بتتراجع تاني
اقيف قدامها و اقول للدنيا انا سوداني
انا افريقي انا سوداني
انا بلدي..بلد الخير و الطيبة
ارضو خزاين..فيها جناين
نجومه عيون للخير بتعاين
قمره يضوي ما بغيب ابداً داايماً باين
نوره بيهدي ليالي حبيبة
عليها اغني و اقول للدنيا انا سودااني
انا افريقي انا سوداني
شمسك طلعت و اشرق نورها بقت شمسين
شمس العزة و نورها الاكبر
هلت شااامخة زي تاريخي قوية ورااسخة
ملت الدنيا وخيرنا بيكتر
خيرنا بيكتر خيرنا بيكتر
شمس ايماني بأوطاني
دا الخلاني اقول للدنيا انا سوداني
انا افريقي ..انا سوداني.
للأسف انعدم الخير واصبحت الطيبة نادرة
في عصر سلاطين بني امية الحجاج بن يوسف المدعو (عمر البشير) وباقي زمرته الفاسدة الفاجرة الذين يدعون علاقة لهم بالإسلام اكثر من غيرهم … وفي عصرهم اصبح اسم السودان موضوع في اعلي قائمة الدول التي تمارس الإرهاب وتدعمه ..حملت اخر الأخبار ان عددا من بنات السودان اللائي عرفن بالحياء والادب والعلم وجميع الخصال الحميدة في زمن سابق عدن من كهوف داعش ومعهن اطفالهن أبناء السفاح المسمي (بجهاد النكاح) ومن عجب أن يتم استقبالهن بالفرحة والأحضان وبالزغاريد وكأنهن بطلات .. ليس ببعيد عن طائرتهن هبطت من قبل او من بعد طائرات اخري افرغت جثامين ضباط وجنود (مليشيات) النظام الذين قتلوا في اليمن طاعة للحجاج المدعو عمر البشير الذي لا يخاف الله ولا تهمه سمعة وطنه وطمعا منهم في جمع الريالات السعوديه.
الشاهد في الامر .. كدت ان اتخلي عن فكرة الذهاب للسفارة اليمنية في ذلك البلد وان اتقدم للوظيفة خوفا من الا أحظي بترحيب او معاملة طيبة كحال اي سوداني هذه الأيام عندما يطرق باب اي سفيرة كانت.
فجأة ولا ادري السبب في ذلك خطر علي بالي الموسيقار الراحل (ناجي القدسي) ملحن الاغنية الشهيرة (الساقية) التي تمثل جزءا من شعر المقاومه خلال الفترة التي سبقت انتفاضة ابريل 1985.
ومن بعده تذكرت الدكتور والشاعر والفنان اليمني (نزار غانم) الذي لم يحدث ان التقيته او تعرفت عليه شخصيا رغم اهتمامي بالمجال الثقافي لكني اعرف من خلال قراءتي ومشاهدتي للتلفزيون السوداني خلال زمن مضي انه عاشق للبلدين موطنه الاصلي والسودان الذي جاء اليه مع والده المسئول في منظمة الصحة العالمية فدرس نزار الطب في جامعة الخرطوم العريقة واصبح عاشقا للسودان مثل اليمن تماما لدرجة انه اطلق علي نفسه لقب (السوماني) وأسس منتدي (السومانيزم) أي السودانيين اليمنيين. لحظتها شعرت بقدر من الشجاعة يدب في اوصالي وتوجهت نحو السفاره اليمنية التي كانت قريبة من مكان سكني.
لقد خاب ظني خيث فوجئت بروح وديه الطيبة في زمن الإرهاب من باب السفارة وبمجرد ان عرفت احد الموظفين اليمنيين في الإستقبال بشخصي وجنسيتي وسبب قدومي للسفارة حيث اخذني مباشرة لمكتب السفير شخصيا الذي رحب بي كذلك وجلس يتأنس معي ويحدثني عن معلمين سودانيين درسوه شخصيا احدهم يحمل نفس اسمي.
لا ا دري كيف يكون الحال مستقبلا اذا تكرر ذلك الموقف من سوداني بعد عشرين سنة مثلا في سفارة يمنية وكيف سوف يقابل وهل يمكن أن يقابله السفير شخصيا وأن يتأنس معه بكل ذلك الود وأن يحدثه عن معلمين سودانيين عملوا في اليمن وعن امانتهم وطيبتهم وثقافتهم واخلاقهم الفاضله بالصورة التي تحدث بها معي السفير حتي شعرت بالخجل.
وهل لا زال اليمن راغب في معلمين من السودان بعد ان ضيعت الأمانة وهي اعظم خصال الإنسان السوداني في زمن تسريب الإمتحانات؟
ام ياتري إذا جالسه السفير سوف يحدثه في حزن والم عن مرتزقة سودانيين جاءوا الي اليمن يحملون (الكلاش) وكافة أدوات القتل والدمار لليمنيين دون غبينة او عداء سابق بينهم ولم يكتفوا بذلك بل اغتصبوا فتيات يمنيات.
أتمني الا يكون الحال قد وصل الي ابعد من ذلك وطال الآغتصاب الرجال في اليمن الي جانب الفتيات وذلك ليس بمستبعد او مستغرب من مرتزقة وفاقد تعليمي وثقافي الم يغتصب في معتقلات الحجاج بن يوسف المدعو (عمر البشير) من قبل, عميد في الجيش السوداني لكي تنتصر دولة الشريعة في السودان التي ابادت 500 الف سوداني اغلبهم من دارفور؟
يا اهل اليمن امسحوها في وشنا وهذا تعبير شائع عندنا يعرفه السومانيين او اليمنيين الذين عاشوا معنا في السودان يوم ان كنا لا نعرف انحيازا او انتصارا لاخ شقيق او قريب طالما كان علي الباطل وطالما ارتكب خطأ في حق شخص اخر سوداني او غير سوداني .. كان ابلغ اعتذار ان يقول لك السوداني معليش (امسحها لي في وشي).
اي ضع كل ذلك الخطأ الذي ارتكبه معك اخي او قريبي علي وجهي .. وليت ذلك يكفي.
ختاما … اللهم لا تؤاخذنا بما فعل السفهاءمنا ولا تعاقبنا بجريرتهم.
تاج السر حسين
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. لعزيز التج لك التحية.ارجو ان تكون بخير انت مثلنا تركب في طوطحانية الدنيا وقد شاب الشعر منا ونحن في الغربة . كالعادة عندما اقرأ موضوعاتك احس بأنني الكاتب نسبة لتطابق الافكار وكمية الشعور بالالم والخزى الذي البسنا له البشير . ماذا بقي يا التاج من العار؟

  2. لعزيز التج لك التحية.ارجو ان تكون بخير انت مثلنا تركب في طوطحانية الدنيا وقد شاب الشعر منا ونحن في الغربة . كالعادة عندما اقرأ موضوعاتك احس بأنني الكاتب نسبة لتطابق الافكار وكمية الشعور بالالم والخزى الذي البسنا له البشير . ماذا بقي يا التاج من العار؟

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..