نحن كمان دايرين ننوم

نشكر أعضاء البرلمان الكرام أبناء الكرام لوقفتهم الرائعة وشعورهم الطيب والدائم إزاء نفسهم والإهتمام بها والإهتمام بالإهتمام بها وتحقيق أنبل وأشرف أهدافهم التى إنتخبوا من أجلها “النوم”و “الغياب” عن جلسات البرلمان…ولا بأس ولا عيب فى ذلك طالما أن “مرتباتهم” و”مخصصاتهم” “هى هى” دون خصم أو نقصان إن لم تزيد لهم الحكومة نظير نومهم وغيابهم المتواصل عن العمل كمكفاءة تشجيعية لهم؛ولو طالبوا فى برلمانهم هذا الذى تشربوا فيه القيم النومية والفصائل الغيابية الحكومة السودانية بعدم محاسبة موظفى الخدمة المدنية العامة لسبب “نومهم” او “غيابهم” إسوة بهم وسنوا قانون لهذا الغرض السامى لكان أفضل وأجمل وسيكون إنجاز عالمى كبير يضاف لسفر إنجازاتهم “الصفرى” كما أنه فيه نوع من العدل وبأعلى درجاته وتتجلى فيه المساوة فى أبهى صورها فما أروع أن يتساواة الموظفون إذا إعتبرناهم موظفين طبعا، وما أروع الوظيفة التى تذهب لها وقت ما تشاء وكيفما تشاء بعد غياب طويل ونوم عميق،واحلام سعيدة،وتعيسة وغالبا تعيسة لو كنت فى السودان دون أن “يهبش” جن أحمر مرتبك أو يخضعك احد لمحاسبة مكتبية لغيابك أو نومك فى المكتب وقت العمل…،وبإعتبار أن هؤلاء “ممثلينا” نطلب منهم هذا الطلب البسيط حتى نلحق ركبهم النومى الميمون، ونتبع سنة غيابهم الحميدة ولو حققوا ذلك للشعب السودانى فالشعب سوف لن ينسى لهم ذلك “الإنجاز” الإعجاز وقد يغفر لهم سكوتهم عن قضاياه والإبتعاد عن مناقشة مشاكله والسكوت والسكون عن معناته المستمرة….ﻷن ذلك “بالحيل” سيخفف المعناة للمواطنين بطريقة غير مباشرة وبشكل غير متوقع، فالموظفون الغائبون سوف يوفرون بعضا من مصاريف الذهاب والإياب من العمل “كحق” الموصلات “وكحق” الشاى والجبنة والفطور و”حق” تفضيل زملائهم رغم أنفهم وغيره…والموظفون النائمون أيضا طوال ساعات عملهم فى مكاتبهم سيوفرون بنومهم جهد فكرى ضخم فى “الأكل” والشراب والأطفال والمصاريف ينتهى فى النهاية الى شرود ذهنى كانوا سوف يبذلونه إن لم يكونوا قد ناموا….ونواب البرلمان بإمكانهم أن يشرعوا قانون كهذا وبسهولة وسوف يصيغونه صياغة جيدة وممتازة ويخرجونه احسن ما يكون هذا حسب خبراتهم المتراكمة وتجاربهم الكببرة التى صقلتها الأيام فى “النوم” و”الغياب” والإنسان غالبا يبدع ويبتكر فى تخصصه وما تميل إليه نفسه ويتجه اليه قلبه كما يفيد بذلك علماء النفس والتربية….ونحن علينا أن نطالب السادة النواب بالمستطاع والممكن حتى نقطف جميعنا ثمار جهدهم فى مسالة “تجويز” النوم والغياب من العمل لجميع العاملين فى مؤسسات ومرافق الخدمة المدنية بالسودان…بدل أن نطالبهم بمواقف سياسية قد تضرهم وتذهب عنهم نعمة نومهم، حصاد السنين والأيام والخبرة الوحيدة التى خبروها أكثر من أي شيء اخر….ونتيجة المواقف السياسية “التصادمية” لو طالبناهم بإتخاذها ولو إتخذوها قد تصيبهم بالأرق والحرمان من النوم وهذا ما لا نريده لنوابنا حاشا لله بعد أن تنعموا بالنوم وبالنوم تنعموا ردها من الزمن….فقط نريد أن نقول لهم نحن كمان دايرين ننوم.
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..