فى أى زمن وفى أى عهد نحن!؟

يبدو أننا فى السودان نعيش فى أسوأ الأزمنة و”أثقل” العهود و”أزفت” العصور وأظلم الأيام.. و”أبيخ” اللحظات…وحالنا لا يعيشه بنى آدم مكرم من عندالله ومفضل على جميع مخلوقاته،ثم بعد ذلك إنسان وفوق كل ذلك يتمتع بحقوق تسمى “بحقوق المواطنة”….لو كنا نتمتع بها..،والوضع فى السودان بكلياته وتناقضاته لو طلب من باحث متمكن وخبير عالمى دراسته بربط إمكانية الدولة الإقتصادية بحال المواطن المزرى بلا شك لجن ذلك الباحث، ونكب على حظه، ولعن اليوم الذى أوكلت له هذه المهمة “العسيرة”، ولكتب فى ملخص بحثه الذى لم يكتمل،حاولت القيام بالواجب العظيم، والكتابة عن هذا الموضوع المهم،وبكل تجرد وتفانى وإخلاص ولكن ويا أسفى ما رأيته من مفارقات ضخمة يشيب لها الرأس وتناقضات كبيرة فوق الخيال،صراحة لا تسرى عليها القواعد والمعايير المعمول بها فى البحوث ولا تقبل بأى حال من الأحوال أن نستخدم ونطبق فيها أدوات البحث المعروفة عالميا ووسائل الدراسة المتبعة فى كل البحوث، ولوصى دون تردد وقبل إعتذاره وإعرابه عن خيبة أمله عن هذه المهمة العجيبة “بإستحداث” و”تنظير” أدوات بحث جديدة خاصة تناسب السودان وحاله الفريد من نوعه.
فالبلد تموج بأزمات وتعوم فى أزمات وبل تصبح وتمسى على أزمات.
أزمة فى المواصلات مع إرتفاع أسعارها،أزمة قى الطلمبات مع زيادة أسعار الوقود وﻷكثر من مرة،أزمة فى الصرافات الآلية التى طبقها السودان دون أن يكون “قدرها” وقدر متطلباتها فقط من باب “الشوفونى” ونحن “فوتنا” الدولة الفلانية والبلد العلانى الأفريقى،أزمة لا تنتهى ولن تنتهى فى الحكم، أزمة حتى فى صفوف الحمامات مع كثرة “المزنوقين”،أزمة فى أجساد الناس…،كأن كلمة أزمة بمعنى آخر وفى معنى من معانيها تعنى السودان ونحن غافلون عنها…ولنترك لمعرفة ذلك والتحقق فى صحته ﻷصحاب الشأن على من يتحصلون على درجة “ماستر” ويمنحون لقب”دكتوراة” فقط فى واحد من حروف الجر أو “إن” وأخواتها للبحث فى كلمة “أزمة” وهل تعنى السودان، فهم أولى وأحق منا فى ذلك.
واليوم سوف أتحدث فقط عن أزمة واحدة من “زبد بحر” هذه الأزمات فلا طاقة لقلمى فى الحديث عن جميعها.
الﺼﺮﺍﻓﺎﺕ ﺍﻵﻟﻴﺔ.
فالصرافات الآلية وﻭﻗﻔﺎﺗﻬﺎ ﺍﻟﻤﺮﻳﺒﺔ والباعثة لشكوك الشكوك التى لا ينفيها ولا يؤكدها أحد ﻓﻲ
ﻓﻲ ﻛﻞ أيام الﺷﻬﺮ وخاصة فى نهاية الشهر وبداية اخر أصبحت معاناة أخرى تضاف لسجل معناة المواطن الذى فاض بكل أصناف وأنواع “المعناة” حتى كاد أن يقع ويسقط أرضا حتى يلحقه صاحب المعاناة المواطن ساقطا معه و”جعا”على الأرض، فالعمال ﻭﺍﻟﻤﻮﻇﻔﻮﻥ رجالا ونساءا يقفون ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﺼﺮﺍﻓﺎﺕ ﺍﻵﻟﻴﺔ “مرصوصين” بشكل غريب ﻭﻓﻲ ﺻﻔﻮﻑ ﻭﻃﻮﺍﺑﻴﺮ ﻃﻮﻳﻠﺔ ﻣﺘﻄﺎﻭﻟﺔ لا تجد مثلها حتى فى معسكرات اللاجئين والنازحين فى أفشل الدول-هذا إن كانت هناك أصلا دول أفشل من السودان ﻟﺼﺮﻑ ‏مستحقاتهم “مواهيهم” التى تأتى بعد طول إنتظار ممزوج بالأمل الذى يتحول سريعا الى يأس اليأس لقلة الزاد ولكبر المسؤولية التى على الزاد،ﻭﺍﻟﺼﺮﺍﻓﺎﺕ ﺍﻵﻟﻴﺔ تحرمهم من ذاك “القلة الزاد” لتزيد الفلس فلسا والهم هما.
والصرافات الآلية ﺑﺤﺪ ﺫﺍﺗﻬﺎ أصبحت ﻣﻘﺎﻃﻌﺎﺕ ﻗﺎﺋﻤﺔ بأزماتها ﻓﻲ ﺑﻠﺪ ﺍﻟﻤﺸﺎﻛﻞ ﻭﺍﻟﻌﻮﺯ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ، ﻭﻧﺎﺩﺭﺍ ﻣﺎ ﺗﺠﺪﻫﺎ ﺗﻌﻤﻞ 24 ﺳﺎﻋﺔ ﻛﻤﺎ ﻛﺘﺐ ﻋﻠﻲ ﻻﻓﺘﺎﺗﻬﺎ ﺍﻟﺪﻋﺎﺋﻴﺔ ﺍﻟﻤﻀﻴﺌﺔ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮﺓ زيفا وبهتانا وإثما كبيرا، ﻓﺘﺠﺪ ﻣﺮﺓ ﺇﻧﻬﺎ ﺧﺎﺭﺝ ﺍﻟﺸﺒﻜﺔ ﻭﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ ﺑنهاية ﺍﻟﺸﻬﺮ حيث يكون الشوق بين العامل ومرتبه وصل ذروته،ﻭﻣﺮﺓ ﻭﻣﺮﺍﺕ ﺗﺠﺪ ﺃﻥ ﻣﺎ ﺑﺪﺍﺧﻠﻬﺎ ﻗﺪ ﻧﻔﺪ إن كان بداخلها شئ ﻫﺬﺍ طبعا ﺣﺴﺐ ﺗﺨﻤﻴﻨﺎﺕ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻨﻴﻦ وتكهناتهم؛وﻣﺮﺍﺕ ﺃﺧﺮﻱ ﺗﺘﻠﻮﻥ ﺃﻣﺎﻣﻚ ﺷﺎﺷﺘﻬﺎ دون بيانات ﻛﺎﻟﺤﺮﺑﺎﺀ ﺑﻜﻞ ﺃﻧﻮﺍﻉ ﺍﻷﻟﻮﺍﻥ ﺍﻟﻤﻌﺮﻭﻓﺔ ﻭﺍﻟﻐﻴﺮ ﻣﻌﺮﻭﻓﺔ ﻟﻠﻤﻮﺍﻃﻦ ﺃﺣﻤﺮ، ﻭﺍﺧﻀﺮ، ﻭﺃﺑﻴﺾ،ﻭﺃﺳﻮﺩ،ﻭﺑﻨﻲ، وبين يين ﻭﺭﻣﺎﺩﻱ ﻭﻣﺎ ﺑﻌﺮﻑ ﺷﻨﻮ !.ﻭﺗﻨﺘﻈﺮﻙ ﺃﺣﻴﺎﻧﺎ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺃﺧﺮﻱ ﻭﻏﺮﻳﺒﺔ يرثى لها ﻟﻢ ﺃﺟﺪ ﻟﻬﺎ ﺗﻔﺴﻴﺮ ﻳﺴﻤﻴﻬﺎ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻨﻮﻥ “ﺑﻲ ‏ ﻣﻀﻠﻤﺔ”. ﻭﻛﻞ ﻫﺬﻩ مجتمعة ﻋﻼﻣﺎﺕ ﺗﺸﻴﺮ ﺍﻟﻲ ﺃﻧﻚ ﻟﻦ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ ﺻﺮﻑ ﻣﺎﻫﻴﺘﻚ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺮﻳﺪ ﻭﻓﻲ ﺍﻟﺰﻣﻦ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺸﺎﺀ ﻭﻟﻮ ﻛﻨﺖ ﺗﻤﺘﻠﻚ ﻭﺍﺳﻄﺔ ﺍﻟﻮﺍﺳﻄﺎﺕ ﻭﻣﻌﻚ ﻛﻞ ﺃﺭﻗﺎﻡ ﻣﻮﻇﻔﻲ ﻛﻞ ﺍﻟﺒﻨﻮﻙ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﺔ ﻭﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﺼﺮﻳﺔ ﻭﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻳﺔ .!
ﻭﻣﻦ ﻃﺮﺍﺋﻒ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺼﺮﺍﻓﺎﺕ وهى فارغة وخاوية على عروشها وبهذه الحال أﻥ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ مع ذلك ﻻ ﻳﻘﺒﻞ ﺃﻥ ﻳﺪﺧﻞ ﻣﻌﻪ ﺃﺣﺪ ﻣﻬﻤﺎ ﺗﺪﺛﺮ ﺑﺄﺟﻤﻞ ﺍﻟﺜﻴﺎﺏ ﻭﺃﺭﻭﻉ ﺍﻟﻠﺒﺴﺎﺕ ويتحسس منه ﺇﻋﺘﻘﺎﺩﺍ ﻭﺧﻮﻓﺎ ﻣﻨﻬﻢ ﺃﻥ ﺍﻟﺪﺍﺧﻞ ﻣﻌﻬﻢ ﻳﻄﻠﻊ ﻋﻠﻲ ﺳﺮ ﺃﺳﺮﺍﺭﻫﻢ ﻭ ‏( ﻳﻜﺸﻒ ﺍﻟﺤﺴﺎﺏ ‏) ويعرف قيمة “الماهية” ﻭﺭﺑﻤﺎ ﻳﺤﻔﻆ ﺃﺭﻗﺎﻣﻬﻢ ﺍﻟﺴﺮﻳﺔ ﻓﻲ ﻟﻤﺢ ﺍﻟﺒﺼﺮ ﻭﻳحول ﻣﻨﻬﻢ “المرتب” لحسابه “بالبلوتوز”. ومرتادو الصرافات الآلية يضيعون وقتهم مجبرين مكرهين للتجوال بين الصرافات والذهاب الى هذه أو تلك، وغير بعيد المتسولين والشحاذين يذهبون معهم حيثما ذهبوا غير مبالين بالضغوط النفسية التى يتعرضون لها.
[email][email protected][/email]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..