المرأة السودانية رائدة التغيير

طرحت الفكرة الجمهورية حل مشكلة المرأة كواحدة من القضايا التي تحتاج الي تغيير حقيقي على مستوي بنية الوعي، وعلى مستوي القانون، فوضعت المساواة بين الجنسين كواحدة من الاساسيات التي تقود الي عملية الاصلاح الديني والمجتمعي.. وأكثر من ذلك فقد أثبتت الأيام صدق الفكرة الجمهورية فيما يخص ريادة المرأة وظهر جلياً دور المرأة ومكانها المتقدم في بناء المجتمع وتطوره، وبرزت مساهمتها في جميع أوجه الحياة، سياسية كانت، أو فكرية، أو ثقافية أو اجتماعية، واتضح دورها الرائد في نشر قيم التسامح والمحبة وغرس روح المواطنة والقيم الأخلاقية، ولا غرو في ذلك، فالمرأة هي من يربي، وهي من يضحي، وهي التي تقع عليها كل الضغوط؛ وهي التي تتنازل تضحية منها، وكرما، وايثارا. ولا شك أن هذه الضغوط قد أكسبت المرأة مزيداً من الوعي بحقوقها، كما أن الضغوط، في ذات الوقت، قد هيأتها للنضال من أجل نيل تلك الحقوق.
وقد سجلت صفحات التاريخ نضالات باهرة وشجاعة كبيرة للمرأة السودانية من أجل العدالة والكرامة، والمساواة، والسلام، والتنمية، حيث سجلت المرأة السودانية إرثا نضاليّا من أجل نيل الحقوق وقدمت تضحيات جسام، وما زالت تقدم الكثير بالرغم من القهر، والاضطهاد، والسجون، والمعتقلات، فالمرأة السودانية تتقدم الصفوف من أجل التغيير المرتقب. فقادت المرأة المواكب والمسيرات وظل صوتها عاليا وثابتا ضد التسلط، ومن أجل الحرية والكرامة. وجسارة المرأة السودانية أرعبت نظم القهر وأرغمتها على الاعتراف بدور المرأة حتى تساوت مع أخيها الرجل في الاعتقال، لكن المرأة الجسورة لم تتراجع حيث تقدمت بخطى ثابتة لتحقيق تطلّعات شعبها في إرساء أسس الدولة المدنية، الديمقراطية، وبناء دولة المواطنة.
والفكرة الجمهورية، ممثلةً في الحزب الجمهوري، لم تكتفي بالتنظير بل ذهبت تطبيقيا في تمكين المرأة ومساواتها بالرجل، فكانت قد خرجت المرأة الجمهورية، باكراً، في حملة الكتاب داعية، كما أنها مُنحت بعض حقوقها في عملية الزواج، فأصبح الزوج يفوضها في امر نفسها في الطلاق، وتشترط هي عدم التعدد. اضافة الي مشاركتها في تشييع المنتقلين من الجمهوريين بذهابها الي المقابر، ويمكن القول ان المرأة الجمهورية منذ سبعينيات القرن الماضي كانت حضورا في كل المحافل الفكرية والمناسبات الاجتماعية، ولكن الفكرة الجمهورية تسطر، مؤخراً، تاريخا جديدا حينما تقدمت الاستاذة اسماء محمود وألقت كلمة في ختام مراسم عزاء (رفع فراش) العزيز الراحل محمد يوسف لطفي شكرت فيها المعزيين، وتحدثت فيها عن طبيعة الموت، واصفةً الموت بانه ميلاد اخر في حيز اخر، يمكن التصالح معه إذا امتلك الشخص العلم الكافي. وتأتي اهمية الخطوة في ان هذه المنابر، ظلت حكرا على الرجال، ردحاً طويلاً من الزمن، بل كان لا يحضر الفراش الا الرجال، ولكن اليوم كانت المرأة حضورا شامخاً في رفع الفراش، بل أكثر من ذلك، فإنها كانت المتحدثة الرئيسة في المناسبة، كما أنها ارتفعت بالمناسبة من دعاء )اللهم ان كان مسيئا فتجاوز عن سيئاته) الي ترحم أكبر هو الترحم الفكري، والمعرفي.
وسبق أن مثلت مناسبة زواج الابن عبود خلف الله عبود والابنة نجلاء إبراهيم جابر، نقطة تحول، حين ألقت الأستاذة أسماء محمود خطبة عقد الزواج ووضحت دور “خطوة نحو الزواج في الاسلام”، كأول امرأة في التاريخ تؤدي خطبة عقد زواج وذلك حينما قررت الاسرتان كسر حاجز الخوف الغريب في المجتمع، بالعمل على تزويج العروسين عن طريق مشروع “خطوة نحو الزواج في الإسلام”.. وهو عمل طبيعي عند الاسرتين وما كانتا لتفعلا غيره مهما كان.. وشرفت الأستاذة أسماء ذلك الزواج بخطبة العقد.. كما سبق لها أن قامت برفع فراش أمنا آمنه وألقت بكلمه رصينة.. ثم توالت المناسبات التي خاطبتها الأستاذة أسماء محمود، فكانت وسوف تظل نموذجاً للقائد الرائد.. فالمجد للمرأة السودانية وهي تتحدى التخلف وتنشر راية العدل والمساواة والإنسانية.
ولا بد لنا إن أردنا التقدم أن نكون منحازين لدور المرأة منافحين عن حقها في المساواة والوقوف مع حقها في القيادة والريادة السياسية والاجتماعية، إذ لا يمكن تصور مجتمع متقدم ومزدهر ومتحضر دون ان يكون للمرأة دور فاعل فيه؛ لأنها، سر التطور والتقدم..
[email][email protected][/email]