الفساد فى السودان من يحاسب من؟!

نتطرق للفساد الإداري فقط وهو مرتبط بمنظومات الفساد الاخرى ويمكن تعريف الفساد الإداري بأنه إساءة استغلال السلطة المرتبطة بمنصب معين، بهدف تحقيق مصالح شخصية على حساب المصالح العامة.
كما أنه “السلوك البيروقراطي المنحرف الذي يستهدف تحقيق منافع ذاتية بطريقة غير شرعية وبدون وجه حق” وهناك كثيرا من أنواع الفساد يضيق المجال عن ذكرها.
والأسباب المفرخة للفساد الإداري يمكن تلخيصها فى الاتى :
1.سيطرة الحكومة على معظم المشروعات والمعاملات الخاصة. واحتكار معظم الخدمات الأساسية للمواليين لها.
2.بقاء القيادات لمدة طويلة في المؤسسات مما يؤدي إلي نمو شبكة المصالح والتحايل على دورات العمل.
3.ضعف المساءلة العامة أن وجدت.
4.طول دورات العمل وكثرة الإجراءات والمستندات المطلوبة وعدم وضوحها للمواطن.
5.تدهور مستويات الأجور وغياب مبدئي الأمانة والشرف.
6.تلاشى الحدود بين الخطأ والصواب خاصة في مراحل دورة العمل للحصول على الخدمة، بحيث أن الكثير مما يعد إثمًا ولا شرعية له أصبح مقننًا ومباحًا، فالرشوة عندنا صارت ينظر لها كمساعدة إجبارية لتمرير المعاملات، والسمسرة أصبحت استشارة، وانتفاع الأبناء من وظائف الآباء ومراكزهم صار حقًّا حتى للقبيلة والجهة الجغرافية !؟
و من أكبر مهددات البلد والفساد وجود الرئيس السودانى فى حكم السودان لقرابة الثلاث عقود ورضوحه لاصحاب المصالح الخاصة واللوبيات التى لا يهمها مصلحة السودان إنما مصالحها الخاصة التى كونتها وصنعتها من جبين وعرق ومستقبل هذا الشعب فى هذه الفترة المظلمة فى تاريخ السودان!الاحساس الداخلى لهذه الجماعات من الارزقية والمنتفعين بضياع مصالحها وفقدان هذه الامتيازات فى حالة مغادرة الرئيس للحكم !هو الدافع وديدن هؤلاء المنتفعين والسعى بكل ما اوتوا من قوة فى أن يظل دعمها للرئيس حاكمآ للسودان بالباطل ولا مانع لديها أن ينصب ملكآ مدى الحياة ! وكل ذلك يتم بترسيخ وتكريس كل الآليات بما فيها تعديل الدستور ولو ادى الأمر الى إبادة الشعب السودانى فى أن يظل هو جاسمآ على انفاس من تبقى من الشعب حفاظآ على هذه المكتسبات التى تحصلوا عليها بطرق غير مشروعة!معروفة حتى للرجل الشارع العادى.
وصادف هذا الأمر رغبه شخصية وخاصة لدى الرئيس فى أن يظل حاكما فوافق شن طبقه! وزينوا له أن السودان بدونه سوف لن يستمر ويزول من الخارطه كما تزول مخرجات الحوار وهو الضامن لها!! وبعد ان عرف هو طعم السلطه والتسلط بالإضافة إلى الأمر الآخر وهوالملاذ الآمن والمؤقت الذى توفره له السلطه وهو على راسها !لانه يعلم بانه مطالب دوليآ ! فالخوف من المستقبل هوالمسيطر على تصرفاته وتمسكه بالسلطة.
لذا محاربة الفساد السيد الرئيس ليست حالة مزاجية كالمزاج الذى دفعك بالقذف بابنائنا فى محرقة اليمن فى حرب لا ناقة لنا فيها ولا جمل !!
عندما تحدث غيرك عن الفساد كان الامر جريمه وطالبتم بالدليل الان الدليل بحوزتكم فماذا أنتم فاعلون وإنا لمنتظرون !! الآن أدركت بعد ثلاث عقود و أفتكرت وعلمت بالفساد!و تعلم جيدا أو إذا لم تعلم كل الطاقم الذى يلف حولك الان !؟ والذى لف حول كل الوزارات المؤسسات وما زالوا يلفون من وزارة لمؤسسه لمنظمة!؟ كلهم تحوم حولهم الشبهات والتهم !؟ اجمعهم حولك فى اجتماع مغلق واسال عن رواتبهم وحوافزهم وما يملكون الان ؟! والحسبة بسيطة واذا لم تمتلك آلة حاسبه ديوان المراجع العام ليس ببعيد عنك استلف آلة حاسبه واضرب سنوات الخدمة وانظر وقارن ما يمتلكون الان من الارصده بالعملات المحلية والاجنبية ومن العقارات والعمارات والسيارات والزوجات ومن المزارع والشركات . الفساد سيدى الرئيس رعيته وتبنيته وهو طفلك المدلل وهذه نتيجة تربيتك !! الفساد الان اخطبوط وعبارة عن شبكة عنكبوت أصبح كنبات السلعلع عند يحيط بالشجرة يقضى عليها فالشجرة الان هى السودان!!
وجودك فى الحكم نفسه إذا كنت لا تدرى فساد ثلاث عقود والسودان لم يتقدم قيد انمله مقارنه بالشعوب الاخرى ، بل تقدمتم فى ثقافة الفساد والقهر والاعتقال وكبت الاعلام الحر والاقلام الشريفة !!
الفساد يحارب بمنظومات وقوانين شفافة وتربية وسلوك وقرارات حازمة بعيده عن العواطف انتم لا تملكون آلياتها ؟! واذا قلنا أن تأتى متاخرآ خير من أن لا تأتى .
فمن يقف معك تاكد اقرب الناس اليك وهى اسرتك لن تقف معك ! لان هذا التوجه لانه يقف ضد مصالحها ! وهل لديك القدرة بالوقوف أمام الأهل والإخوان . السيد الرئيس صدقنى المسألة اكبر من توجهاتك وارادتك رغم أن الذى تحدثت به وهو محاربة الفساد والقطط السمان هو فى حد ذاته انجاز ولو قولآ وان لم نراه أو نحس به كتيرة منك! اعتبرته اصوب قرار اتخذته طوال عمرك وانت حاكم لهذا الشعب إلا أن القول شئ والفعل شئ وفاقد الشئ لا يعطيه !؟ فمن يحاسب من هذا هو السؤال ؟!
كلكم محتاجون للحساب وكلكم فاسدون اسمحوا لى
أن أقول ذلك !
ونحن الشعب السودانى اكثر فسادا لأننا صبرنا على هذا الفساد والذلة ؟ وكانت هذه النتيجه وكان هذا الضياع !
اذا حدثك ضميرك السيد الرئيس واردت أن تقدم شئ يذكرك به هذا الشعب هو أن تختفى من ساحته وحياته السودان سوف يكون بخير ! صدقنى ستجد الشكر وتكبر فى عينيه رغم الذى جنيته؟! ودع محاربة الفساد الان والوقت ليس وقتك حتى نكون واقعيبن!
[email][email protected][/email]