القمح في يوم الحصاد..يجسد مشكلة البلاد

بسم الله الرحمن الرحيم
القمح في يوم الحصاد ..يجسد مشكلة البلاد
أمس الأول ، كان موعد حصاد القمح في نمرتنا الزراعية، وفق الله البعض في الحصاد الوفير ، وكنت منهم بفضل الله بمتوسط 12 جوال للفدان، وهو رقم مرض بالقياس إلى المشاريع الزراعية المروية، والبعض حظي بحصاد أقل ما يوصف بأنه يبعث على الحسرة بعد انتظار موسم كامل.نعم ، الأرزاق بيد الله. ولكنه تعالى هو مسبب الأسباب والآمر لنا بالأخذ بها.بعيداً عن ذلك، فقد تبدى لي أن ذلك اليوم ، هو تجسيد لكل ازمة البلاد.
فمن جانب الحكومة ، بدا التخبط وسوء التخطيط وترك المزارع الفقير في قارعة الطريق بلا وجيع.ففي بداية الموسم ، كان التمويل مرهوناً بإيداع شيك ضمان ، ومع موسم للعام السابق وضغوط المعيشة، لم يكن للمزارع الفقير بقية من مخزون بذور .فصار بين نار الرغبة في الزراعة، والم عدم المقدرة . فدخل على الخط من يملكون المال والأرصدة .وأزيح بالمزارع الضعيف. إلا من أسعده الحظ ، بمغامر يضمنه على صكه.ومعظم من ضمنوا، تم ضمانهم من بعد الزراعة ، في موسم كانت البذور هي المحك.وواصل التخبط بتحديد سعر تركيز بعيد عن الواقع.فمبلغ سبعمائة وخمسون جنيهاً ، كان لا يقترب من واقع السوق. ولأن الزراعة كانت على الضمان الشخصي، لم يكن من سبيل لإلزام دفع المديونية عيناً .فصار التجار ملازمين للحاصدات ، يعرضون شراء المديونية بزيادة عن سعر التركيز تراوحت بين مائة إلى مائتي جنيه . حينها ، أدركت الدولة ، بأن سعر التركيز ، قد افقدها المخزون للبذور للموسم القادم فراجت أنباء عن رفعه إلى مليون جنية بعد فوات الأوان. ما يعني عجز من لم يزرع في هذا الموسم ، للموسم القادم كذلك. فمن أين للدولة قمح تموله به؟ فهل من باعث على الحسرة يفوق ذلك؟
في المقلب الآخر ، ينبغي النظر في القصور المصاحب من المزارع الذي تمكن من الزراعة. فسلوكه تعبير حي عن واقع المشكلة السودانية. فالنمرة التي أتحدث عنها، ظلت تقدم أسوأ معدلات الإنتاج والعزوف عن الزراعة لما يقارب العقدين من الزمان.وذلك لمشكلة عويصة في الري. فصار كل ضعف إنتاج يصرف سببه تلقائياً لهذه المشكلة . وكنت بعد عدد من التجارب الشخصية، قد لاحظت أن الجميع ، يخفي إخفاقاته في مشكلة الري.فحلت مشكلة الري بعد مجهودات مقدرة مع إدارة الهيئة الزراعية والري. فصارت الدورة التي زرعت هذا العام، من أفضل الدورات رياً. ومع ذلك،كانت هنالك أرقام محبطة للإنتاج في حواشات ، نتيجة الإهمال والجهل بالحزم التقنية وغيرها. فآفة العدار مثلاً ، تعامل معها البعض فقط من منظور الشوائب في الناتج، دون النظر إليها كمنافس للقمح !!فانتظروا حتى اقتراب موعد الحصاد للحصول على قمح بلا شوائب فقط. ونماذج من مزارعين ، يهملون في التحضيرات والتأسيس ومواعيد الرش والري وما إلى ذلك. ما يعني أن عيبنا الوطني ، سيظهر عندما يختفي المسبب الأكبر ، الذي نجعله مشجباً لكل إخفاقاتنا.
فحالياً ، نكل كل المشكلة على النظام. ونطالب بإسقاطه لاعتدال الحال ، وهذا حق. لكن له مطلوبات لا تقع على الأحزاب والتنظيمات. لكن على كل فرد. فذهاب النظام وحده ، بهذا المنظور، سيعيد علينا الدائرة الجهنمية. فبعد انتفاضة أبريل المجيدة ، كان أصحاب الوعي هم السعداء بالحرية وهم الحريصون عليها ، أما العامة ، فقد فرحوا مؤقتاً ، ثم انقلبوا على الحكومة المنتخبة يسألون عن الغذاء والدواء والخدمات . بالعجز ، صارت هتافات عائد عائد يا نميري تأخذ حيزاً لدى هتافات البعض.لذا ، فعند انقلاب الانقاذ المشئوم، لم يتفاعل الشعب مع ميثاق الدفاع عن الديمقراطية كافة الشعب فمرت عليهم سنوات النظام بكل سوءاتها. نحن نحتاج إلى ترك عقلية إيكال كل المشكلة إلى الآخر. والاعتراف بقصورنا في طريقة التفكير ، والقيام بكل ما يلينا، قبل الحديث عن دور الآخر. وإلا سيستمر النظام. وإن سقط، فستظل المشكلة كبيرة .
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. اكاد اجزم شخصيا ان هذا الموضوع وتحليلاته من افضل المواضيع التي مررت عليها بهذه الجريدة طالما مشكلة الري اتحلت فمشروع الجزيرة قادر علي النهوض بالسودان الحلول الفردية هل الحل الامثل العيب فينا نرجع نزرع والحكومة تخلينا في حالنا مانا جايبين خبرها

  2. اكاد اجزم شخصيا ان هذا الموضوع وتحليلاته من افضل المواضيع التي مررت عليها بهذه الجريدة طالما مشكلة الري اتحلت فمشروع الجزيرة قادر علي النهوض بالسودان الحلول الفردية هل الحل الامثل العيب فينا نرجع نزرع والحكومة تخلينا في حالنا مانا جايبين خبرها

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..