فلسفة إختلافنا

إن وُجِد التوافق و التعايش السلمى بين القبائل و الأحزاب و الكيانات و كل الطرق الدينيه بمتخلف مشاربها بالحد المقبول optimum, و إن وُجِد التبادل السلمى للسلطه ، لعمت إلفة الموده بعد السلام كل ربوع السودان و نما و سما ،لكن آاه و آاه من لكن ، كأنما هذا التوافق التعايشى صار كالنموذج المثالى the ideal model الذى لا وجود له بحيز الحقيقة الماثله the solid reality للأسف .ألقى جل اللوم على كل ساستنا المخضرمين و من قضى نحبه منهم ، الله يرحمهم . فقد سيدُوا فينا ثقافة الإنتماء للطائفة او للحزب
أو لأى تطرف مقيت آخر .
قال الله تعلى ( وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً ۖ وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ *إِلَّا مَن رَّحِمَ رَبُّكَ ۚ وَلِذَٰلِكَ خَلَقَهُمْ ۗ وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ
لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ )هود
فالبون شاسع ببن كلمة إختلاف disagreement و كلمة عداء enemy .
لكننا عكسنا مراد الله أو تحديداً precisely و (مططناه) stretched فوق محمله (مختلفين)
و صيرناه (متحاربين)
من الباب الغلط ،باب قول الحق (وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَىٰ مَا أَنزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ قَالُوا حَسْبُنَا مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا ۚ أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ شَيْئًا وَلَا يَهْتَدُونَ )المائدة
و هذا تفكير عقيم أن تتبع خطوات الأسلاف تتبع أعمى بعد ما جاءك من العلم اليقين أو إكتشفت الخطأ.
أردت تسمية مقالى هذا فلسفة الإختلاف وراء كتاب الشيخ أحمد بن حِجِر العسقلاني ، الذى إستهويت و لكنى عدّلت أن أكون أكثر موضوعيه و أسميه فلسفة أختلافنا تخصصاً لأن لإختلافنا فلسفه و أدبيات و لا أدبيات نتميز بها عن سائر الأمم .
فهدفى target من الموضوع أصلاً أن أُحاول تصليح المعطوب الفكرى عن ماهية الإختلاف لدينا كسودانيين .
من مسالب الرئيس بوش الإبن التى نفشها فينا هو مفهوم (ألما معنا ،ضدنا) قد أطيل و يطيل بى الشرح و (تتشربك) لى خيوط الموضوع ،لذا إسمحوا لى يا سيداتى آنساتى سادتى أن أشرح عبر via أمثله ،فهو علي هين .
?عندما تختلف مع موظف ما بالدوله عن رؤيته لموضوعك و تطلب منه أن يحولك لرئيسه ، لينصف ، أول ما تلاحظه تجهُم وجه الموظف بصوره عدائيه و بنظره بغضائيه لن يفوتك قرآءتها أبداً ، حالما ما دخل لرئيسه ، فإنه يقدمك له بأبشع صورة مُعترض و يقابلك السيد الرئيس بوجه عبوساً قمطريراً.
عندنا تتحدث تراه يلتقط أخطائك و نقاط ضعفك بأسرع من دجاجى يلقط الحب و هو فرحان بإنتصاره عليك و الذى سيقدمه لك بمقال مملوء بالتشدق و الزهو و تطلع منه بأسوأ مما خرجت من الأول !
لست أدرى كيف و لما ورثنا هذا الفهم الخاطىء المُدمر ،خاصة للخدمة المدنية ،التى وصفتها بمقال سابق بأنها (عايره و أدوها سوط)
بجانب آخر من النقاش نجد الفرنجه يعتقدون بمثل فهم : دعنا أن نتفق على ألا نتفق Let us agree to disagree , و لعمر الله إنه خير أن إحتضناه و تبنيناه لنبنى به إصول foundations لتطور روح الإختلاف أيجاباً ، كقولك (يخلق من الفسيخ شربات )
تعجبنى جداً مقولة
رائجة بسرداق الدور النقاشية كالبرلمانات و أركان النقاشات الهادفه ، ألا وهى (الإختلاف فى الرأى لا يُفْسِد للود قضيه ) للأسف تحس feelمن تبرأت جل قائليها عين فساد الود !
بمنحى آخر من النقاش ، عندما تتفرس فى علم الولايات الأمريكيه المتحدة ، فإنك ستلاحظ أن عدد النجوم هو تفس عدد الولايات المتحده التى كونت أمريكا .هذا فهم متقدم جداً أسوقه لكم من باب البديل و لا العويل ، إن لم نستطع سد فجوات الإختلاف كأعراق و قبائل أو أى شخصنات بائده أخرى و وصل السيء للأسوأ if the worse comes to the worse ,أقترح جعل السودان منجم كأمريكا المتحده United States , مكونة سودان. بحيث يفك كل حاكم البيرق داخل مقاطعته مرفرفاً أمام عربته و بمجرد دخوله لمقاطعه أخرى يربط البيرق و بتعامل قانونياً كأى فرد (زيّنا) بما يسمى بمركزية centralization الخرطوم، بدستور يخدم آمال الولاية منفصلاً ، بالتالي يكون التلاقح عن طريق الفكر و الزواج و علاقات حسن الجوار كلها جميله nice and attractive و جاذبه
فيعم السلام أِس التقدم.
جانب آخر من فلسفتنا الخاطئه التى يمكننى أن أسميها وراء مثل ودراوى كان سائداً أيام صبانا ، ألا و هو :
(الفلسفه العوره و شيل البطاريه مع القمره ).
هو تماماً يعنى وضع الشيء فى غير موضعه . فما أكثر الفلسفه العوراء فى هذا الزمان ، من أمثلة هذه الفلسفه (العوره) ما قرأته بكتابات مطبوعه بعدة مركبات عامه بالعاصمة ( يَا بُنَيَّ ارْكَبْ مَعَنَا وَلا تَكُنْ مَعَ الْكَافِرِينَ )!
أعطيكم مثالاً عجيباً لفلسفة الرجوع للحق فضيله :
عندما مات سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم و تجمع صحابته رضوان الله عليهم مزهولين ، فكر سيدنا عمر رضى الله عنه و قدّر أن رسول الله لم يمت ثم صدّق نفسه ثم قام و دعا لفكره علناً ثم شهر سلاحه و قال : من قال أن محمداً قد مات قتلته بسيفى هذا .إذاً هكذا هى القصه يا أخوان. و جاء سيدنا أبوبكر رضى الله عنه من أقصى المدينة يسعى و نظر لرسول الله و قدّر أنه مات و قام و قال مشهورته : من كان يعبد الله ،فإن الله حى لا يموت و من كان يبعد محمداً ،فإن محمداً قد مات ألخ…. القصه المعروفه لديكم .
هناك بُهِت سيدنا عمر و وقع السيف من يده.
دعونا نتفرس تحت ظلال هذا السرد قليلاً :
سيدنا عمر دعا لفكر غير سليم و بنى على العاطفه ، ثم سنده بمدفعيته .
سيدنا أبوبكر قدم إعلانه بأن الله حى ثم أعلن موت سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم بفلسفة المتفائل (نصف الكوب ملىء ) optimistic philosophy , لا بتشاؤم تقديم الخبر الحزين أولاً .
تراجع سيدنا عمر رضى الله عنه عن دعوته و رمى سيفه (أرضاً سلاح و عودة المدفعية لسكناتها)بكل رجوله و شجاعه حفظها له التأريخ .
أنصح أهلى :
أرضاً سلاح يا سودان .
فلسفتنا الإختلافيه تحتاج منا لمحاضرات و توعيه كثيره لتنعدل لأجل إستنهاض السودان من الفتن و ألمحن التى خلقتها أِسس عدة.

فيا ليت قومى يعلمون .

اللهم علّم قومى و أجعلنا من العاملين .
أمين أمين أمين

طبتم
أحمد نور – ودراوه
[email][email protected][/email]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..