مصيبة غندور ( مكانها وين) !

مصيبة غندور ( مكانها وين) !!
@ من اساسيات (تعاليم) السادة الصوفية هي كتمان السر الالهي و عدم البوح به لأن النتيجة الحتمية للبوح هي فتح جبهة للجهل النشط و المضللين باسم الدين بان يقودوا هجمات التكفير لمن يبوح بالاسرار الربانية و الكشف عن ما توصل اليه العقل بالعبادة و الخلوة التأملية و ان الله يلهم عبده بعظائم الكشوفات و الاسرار الربانية التي لا يجوز البوح بها لكل من هب و دب . التاريخ في فصوله المختلفة علي مر العصور قدم لنا نماذج لما انتهي اليه رموز الصوفية و التصوف وفي الذهن مصير الحلاج وفي عصرنا الحاضر عبثية اغتيال الاستاذ محمود محمد طه و القائمة تطول بالذين قدموا ارواحهم فداء الإنتماء للعقل المستنير و قول الحق .
@ جاء في الانباء ، اعفاء البروفسور ابراهيم غندور من منصبه وزيرا للخارجية في ظرف حرج يتطلب استمراره في الخارجية التي تطلع بمهام استراتيجية و ممسكة بملفات الساعة ابتداء من مشكلة العصر المتعلقة بسد النهضة الذي غير مجري العلاقات الخارجية التقليدية الي علاقات تحكمها المصالح المشتركة في ظاهرها و المصالح الخاصة المتحوكمة في مجريات الاحداث ،خارجية غندور تمسك بقوة ملفات مشكلة حلائب و شلاتين التي وضعت العلاقات المصرية السودانية في مواجهة و علي صعيد الاحداث الخارجية هنالك ملف ترسيم الحدود بين دول الجوار و التنسيق بشأن ملف الجنائية مع دول المنطقة الي جانب التحالفات الخارجية مع السعودية و الامارات التي تتطلب استقرار عمل وزارة الخارجية .
@ إعفاء البروف غندور جاء عقب مخاطبته للبرلمان بشأن الظروف المادية التي تعاني منها سفارات و بعثات السودان الدبلوماسية في الحارج و التي لم تتسلم مرتباتها لأكثر من 7 اشهر حتي بلغت المديونية اكثر من 30 مليون دولار عبارة عن اجار مقار و رسون اشتراكات في منظمات دولية يشغل السودان فيها مقاعد قيادية سيفقدها بسبب عدم الالتزام بسداد الاشتراكات و هذا في حد ذاته فضيحة علي اثرها فقد السودان دوره المؤسس و القيادي في العديد من المنظومات الاقتصادية و الاجتماعية و علي سبيل الذكر فقد السودان موقعه المؤسس في مجلس الفول الافريقي بسبب عدم دفع الاشتراكات و كذلك في اللجنة الدولية لاستشارية الاقطان هذا غير ما يترتب عليه من ( تصغيير و احراج ) للدبلوماسي و للدبلوماسية السودانية في المحافل الدولية بسبب عدم وجود تمويل و مال تسيير لابسط المطلوبات .
@ الخطورة في حديث وزير الخارجية المعفي ، انه وصل الي قناعات بان لاجدوي من التعامل بدبلوماسية كما يعتقد من يعيبون علي غندور حديثه المباشر الخالي من اي دبلوماسية لان المشكلةفي اعتقاده تحل بالمال وليس بالدبلوماسية . الحصول علي العملات الحرة يحتاج لواسطة قوية من لدن النافذين في قمة السلطة و هكذا فعل غندور كما اوضح في بيانه للبرلمان كاشفا بان هنالك جهات نافذة لا تري ضرورة للعمل الدبلوماسي و بالتالي تمويل احتياجات البعثات الدبلوماسية ليست من اولويات الحكومة المواجهة بازمات تطيح بوجودها و استقرارها و الغريب في الامر ان جملة المبالغ التي يطالب بها غندور لحل دين البعثات الخارجية تساوي 30 مليون دولار وهي قيمة باخرة الوقود التي تفوق اهميتها تسيير و حلحلة ديون بعثات الخارج او هكذا يري البنك المركزي الذي يباصر توزيع حصيلته من النقد الاجنبي مثل (المرارة) تبعا للاولويات .
@ بيان غندور في نظر الكثيرين احرج الحكومة و فضح حالتها الاقتصادية و قدمها للعالم بانها افلست و هذه رسالة واضحة المعالم لدول العالم و منظماته و شركاته بعدم الدخول في التزامات مع الحكومة السودانية الراهنة ، التي فشلت في توفير تمويل لبعثاتها في الخارج ، هذه بلا شك السقطة التي تحسب علي غندور الذي (تاوره) الضرس القديم ليقتلعه بدون خلخلة او بنج كما تفترض دبلوماسية طب الاسنان التي تركها . غندور اراد تبييض وجهه مع البعثات الدبلوماسية ولكنه سود وجهه مع الحكومة .
@ مصيبة غندور انه لم يتعظ بدروس السادة الصوفية بعدم الاعلان عن السر الذي ما عاد يمكن اخفاءه و كل سفراء السودان الذين جاءوا لمؤتمر الدبلوماسية في الخرطوم قبل شهرين ، لم يعودوا لسفاراتهم حتي الان هروبا من المطالبات المالية و ضغوط العاملين في السفارات وان ازمة تمويل السفارات ازمة من شكل آخر لم تحدث من قبل و لكن طرحها في البرلمان من قبل الوزير المختص غندور هي التي تسببت في اقالته و كان عليه انتظار طلب استدعائه من قبل احد نواب المجلس الوطني كمسألة مستعجلة و من ثم عليه أن ينفي وجود ازمة بقوله (مكانها وين ) مثله مثل وزير الدولة للنفط الذي نفي وجود ازمة بنزين حفاظا علي كرسي الوزارة الذي لم يحرص عليه غندور ليتعمد اخذ كرت أحمر و يقذف بالكرة في ملعب السفراء و البعثات الدبلوماسية بالخارج للخطوة القادمة .
[email][email protected][/email] صحيفة الجريدة

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..