ركوب الدفار.. وسايكولوجية الإنسان المقهور..!

كم هو مخز أن ترى مواطني العاصمة خفافاً في التسلق على الشاحنات لانعدام وسائل المواصلات في القرن الواحد والعشرين. من عاش أيام النظام المايوي ، سيتذكر تماماً أن مثل هذه المشاهد قد أخذت موقعاً من الأحداث ، لكن في فترة الخريف الماطر. لكنه كان بالنسبة لي مثار تساؤل وقتها. لم يكن المشهد بالنسبة لي مجرد وسيلة للخروج من ورطة التواجد خارج الحي والتفاجؤ بأزمة المواصلات. لكنه كان في جانبه الآخر من الصورة، نتاجاً لثقافة ريفية موغلة في مفارقة العصر ، تتجذر في دواخلنا ، وجزءاً أساسياً من التركيبة النفسية لإنسان مقهور. ولا تتمظهر فقط عند استغلال الشاحنات ، ولكن في نوع السكنى كمثال آخر.فكل الأزياء التي تحاكي آخر الصيحات ، وأحدث أجهزة الجوال ، والأطباق الفضائية ، ستخرج لا من بيت طيني متهالك يتقاسمه جيش من الوراث فقط، بل حتى من كوخ يفتقد إلى أبسط مقومات الحياة في حي عشوائي.لذلك ،فعند اشتداد القهر والتعايش معه ، تصبح كل مظاهر التمسك بمظاهر العصر،عيشاً في قشور الحضارة والمدنية. هل زار أحدكم يوماً (فوالاً) وسأل نفسه: ما الذي يجبرني على تناول الفول في آنية الألمنيوم البالية، التي تشققت أطرافها وبنت الأوساخ على أطرافها؟ هل تساءل الناس يوماً ، ما الذي يجعل شعباً بكامله، يكتفي بانتظار بيان تبرير لخروج كل شبكة الكهرباء من الخدمة لأكثر من مرة ، ونكتفي بوصم الحكومة بالفشل ؟ ما الذي يجعل انقطاع خدمات المياه في أوقات مختلفة من اليوم في أرقى أحياء العاصمة ،أمراً عادياً لا يجرح خاطر شعب؟ ما الذي يجعل القسم الأكبر من سكان العاصمة وليس غيرها ،معتادون على غرف أحواض المياه المتجمعة عن استحمامهم ؟أرجو ألا تكون الإجابة حديثاً ممجوجاً عن بساطة شعب ، أو أي شئ من قبيل هذا الموال الذي أورثنا هذا الواقع المخزي.فالأمر متعلق بتعودنا على القهر ،الذي لا يشترط أن يكون من حكومة عسكرية .أو نظام حكم فاسد. بل من سلسلة من علاقات الاستغلال التي لا تنتهي رؤوسها داخل البلاد فقط.بل تجعلنا حلقة ضعيفة في سلم نظام قاهر ننحني ونخنع له . فكل حركات النزوح لن تخرج من هذا الإطار. وكل أشكال الهجرة إلى المدن المكتظة لن تكون إلا تغييراً فقط ، في الوضع الذي تعيش فيه القهر.
لا تتعجب مطلقاً، إن تكرر المشهد نفسه اليوم أو غداً. لأن الموظف الذي يرضى بأن يصل إلى مكان عمله أو الرجوع إلى منزله بهذه الطريقة، إنما يعبر عن مستوى ودرجة رضوخه لهذا القهر. ولن تجدي معه دعوة عصيان أو تظاهر ضد النظام. ومؤسف أن يكون هذا في قطاعنا الذي يفترض فيه الوعي.
القضية يا سادتي وسيداتي ، قضية إحسا بالكرامة والحرية والإنسانية . ولا نحتاج إلى توعية عن فساد النظام. ولا عن القطط السمان، ولا عن الجرائم العديدة. فقد أسرفنا في هذا حتى صار الحديث ممجوجاً. بل وأقبل أهل النظام على بعضهم يتلاومون.لا نحتاج إلى خروج النشطاء في مواقع التواصل الاجتماعي على الهواء في استهلاك غبي للمال لصالح شركات الاتصالات . هل حسب من يخرجون (لايف) كم من القيقات لكل المشاركين ينفقونها دعماً مباشرا لشركات الاتصالات التي يجأرون أنها تنهبهم ؟ حتى صار عادة لكل من يستطيع أن يخرج لايف أياً كان مستوى وعيه قياساً بمن يخاطبهم. إن لم ننتبه للعلة ، فسيبقى النظام حتى إن بدا هو نفسه مساهماً بعجزه في خلو الشوارع والمكاتب كما والعصيان المدني المعارض.فقد أصبح التعليم والإدارة وكل شئ. ترسيخاً لهذا القهر. والسؤال : هل من وسيلة عملية للخروج من هذا الواقع. فقط حاول ألا تصل مكتبك أو بيتك بالدفار. وعاف تناول وجباتك بشكل غير لائق، ولا تتعايش مع انقطاع المياه والكهرباء . ولا تسخر نفسك لخدمة نظام لا يعطيك من الراتب ما يحفظ كرامتك.عندها فقط ، ستكومن مؤهلاً لتعيش إنساناً بكرامة ، وبدلاً من النقاش في خوض الانتخابات في 2020 ، فكر في تغيير ما بنفسك قبل رمضان القادم. وإلا فابشر بطول سلامة يا نظام.وسيمر كل شئ كما مر سعر الرغيفة .
[email][email protected][/email]
ده افضل واعمق واصدق مقال تم نشره في الاسافير .
نأمل في ان تضعه (راكوبتنا) لاطول مدة ممكنة اعلى في مكان بارز .
هذا لعمري كلام عظيم وعميق، ليتنا نقرأه جميعا” ونتفاعل معه بجدية، فعلا” لقد مللنا الكلام عن فساد النظام والفشل والسرقات والتجاوزات والظلم،، علينا ان نفكر بعقلية هذا الاستاذ الذي كتب مقالا” (نوعيا”) لم نعتد (نعتاد) عليه من قبل،، أنه دعوة للخروج الارادي من (محارة السلبية) التي يتقوقع فيها في خمول، كل منا وهو لا يدري،، أشاطر الأخ الذي طلب ابقاء هذا الموضوع بالراكوبة لأطول فترة ممكنة ولفت نظر القراء اليه بطريقة واضحة حتى تعم الفائدة منه.
شيئ رائع أستاذ معمر، هذا فتح جديد في الكتابة، وأخشى ما أخشاه أن يمر دون أن يحدث أثرا” فينا.
للاسف هذه هي الحقيقة ونتغافل عنها مع سبق الاصرار والترصد
لايغير الله ما بقوم حتي يغيروا ما بانفسهم
كنت اشاهد فبديو لمواطني احدي الدول يعبرون من علي اسطح السيارات التي تقف في الطريق المخصص للمشاة تعبيرا عن رفضهم لهذا السلوك من تعدي سافر علي حقوقهم فانتزوعها عنوة واقتدارا وتراجعت جميع السيارات التي تفق في خص المشاة دون اعتراض
اخيرا من يفرط في حقوقه لا يستحق ان ينالها
ده افضل واعمق واصدق مقال تم نشره في الاسافير .
نأمل في ان تضعه (راكوبتنا) لاطول مدة ممكنة اعلى في مكان بارز .
هذا لعمري كلام عظيم وعميق، ليتنا نقرأه جميعا” ونتفاعل معه بجدية، فعلا” لقد مللنا الكلام عن فساد النظام والفشل والسرقات والتجاوزات والظلم،، علينا ان نفكر بعقلية هذا الاستاذ الذي كتب مقالا” (نوعيا”) لم نعتد (نعتاد) عليه من قبل،، أنه دعوة للخروج الارادي من (محارة السلبية) التي يتقوقع فيها في خمول، كل منا وهو لا يدري،، أشاطر الأخ الذي طلب ابقاء هذا الموضوع بالراكوبة لأطول فترة ممكنة ولفت نظر القراء اليه بطريقة واضحة حتى تعم الفائدة منه.
شيئ رائع أستاذ معمر، هذا فتح جديد في الكتابة، وأخشى ما أخشاه أن يمر دون أن يحدث أثرا” فينا.
للاسف هذه هي الحقيقة ونتغافل عنها مع سبق الاصرار والترصد
لايغير الله ما بقوم حتي يغيروا ما بانفسهم
كنت اشاهد فبديو لمواطني احدي الدول يعبرون من علي اسطح السيارات التي تقف في الطريق المخصص للمشاة تعبيرا عن رفضهم لهذا السلوك من تعدي سافر علي حقوقهم فانتزوعها عنوة واقتدارا وتراجعت جميع السيارات التي تفق في خص المشاة دون اعتراض
اخيرا من يفرط في حقوقه لا يستحق ان ينالها
لقد سبرت غور الشخصية السودانية وحللت موطن الداء فيها: الاستكانة والخضوع والذلة والمسكنة.
نحتاج لجيش من الاختصاصيين النفسيين حتى يصلح ما اعوج في هذا الشعب.
لقد سبرت غور الشخصية السودانية وحللت موطن الداء فيها: الاستكانة والخضوع والذلة والمسكنة.
نحتاج لجيش من الاختصاصيين النفسيين حتى يصلح ما اعوج في هذا الشعب.