انها ازمة ضمير وازمة حكم

انها ازمة ضمير وازمة حكم
د.عبداللطيف محمد سعيد
يوم وقفت في مقام وصف خبراء في مجال صحة الطفل والأم والألبان البديلة لإيقاف عمل اللجنة الخاصة بصحة الألبان البديلة بالكارثة وإنتقاد د. جعفر بن عوف إختصاصي الأطفال، إيقاف عمل لجنة فحص الألبان منذ العام 2004م بالرغم من أنها لجنة طوعية تعمل لمصلحة البلاد وأطفال السودان، وكشف عن إنتشار ظاهرة عدم الرضاعة الطبيعية دون مبررات علمية والإستعاضة عنها بالألبان البديلة، وأكد أن مثل هؤلاء الأطفال عرضة للإصابة بأمراض الإسهالات والتهابات الصدر والأمراض الباطنة وغيرها من الأمراض التي يرتفع معها معدل الوفيات بين الأطفال، وطالبت بكشف الحقيقة قلت يمكن المتاجرة بكل شيء وفي اي شيء ماعدا صحة الاطفال لم يرد احد على ما كتبت كالعادة لان لا احد يهتم لو مات كل اطفال السودان كما يبدو… ثم طالعت بعد يومين ان دراسة رسمية كشفت أن (55.6%) من التلاميذ يعانون أكثر من مشكلة صحية، وأن أمراض الفم والأسنان والصدر أعلى المعدلات.
يا ترى ما هي اسباب المرض؟ هل نحن نبحث عن المرض ام عن اسبابه ؟ هل اسهل الوقاية ام العلاج؟ ألم نسمع قديما ان الوقاية خير من العلاج؟ كيف نقول ان نسبة التلاميذ الذين يعانون من امراض الفم والاسنان والصدر وامراض اخرى تصل الى اكثر من (55.6%) ونحن نفتح الباب لدخول البان من كل دول العالم ولا نهتم بصلاحيتها ونحل اللجنة التي كانت تقوم بعمل من شأنه ان ينظم دخول الالبان البديلة عن لبن الام الى السودان؟ كيف نحافظ على صحة اطفالنا والجمارك السودانية تعامل لبن الاطفال كلبن البدرة؟ اننا نحب كلمات معينة وصل بنا حبها درجة ان نتعامل معها كل يوم ومن هذه الكلمات كلمة (تصريح) وكلمة (مؤتمر) وكلمة (ملتقي) وكلمة (ورشة عمل)… فلا يمر يوم الا وعشرات الوزراء والمسؤولين يصدعون رؤوسنا بالتصريحات حتى صارت سمة وعلامة مسجلة لكل وزير ومسؤول… ثم المؤتمرات ولا نريد ان نتحدث عن الخارجية بل الداخلية وبخاصة الصحافية التي تعقد كل يوم ولا ابالغ ان قلت على مدار الساعة وذلك اذا نظرنا في عدد المؤتمرات التي تعقد في اليوم الواحد… اما ورش العمل او السمنارات فحدث ولا حرج فكل صغيرة وكبيرة يعقد لها سمنار او ورشة عمل وكل شيء له ثمنه! والمواطن المسكين لا يستفيد من كل هذا العبث الحاصل، وابلغ مثال على هذا العبث وهذه الفوضى حكاية اللبن البديل وحكاية امراض التلاميذ… لماذا لم يفكر هؤلاء في ايجاد علاقة بين قرار حل اللجنة وفتح الباب لعشرات الشركات لتورد انواعا من الالبان للاطفال مع غياب المراقبة او الفحص ثم نعود لنتحدث عن صحة التلاميذ؟ هل نريد ان نضحك على الموطن؟ لقد كتبت قيل ايام في ذات هذا المكان تحت عنوان (الشعب يريد معرفة الحقيقة) ولكن لا احد يهتم بالشعب ولا احد يبذل مجهودا او يتطوع لكشف الحقيقة، انها ازمة ضمير وازمة حكم، واخير نقول انه استخفاف بعقول المواطن المسكين.
والله من وراء القصد
والله يادكتور لابد من ان ياتي اليوم المنشود حين لاينفع النصح يرونه بعيدا ونراه قريبا … ونقول لك اصبر وصابر ورابط
والله يادكتور لابد من ان ياتي اليوم المنشود حين لاينفع النصح يرونه بعيدا ونراه قريبا … ونقول لك اصبر وصابر ورابط