أزمة الوقود ، ووفرة الغُبنْ !

نصف الكوب

الصحف ليست بحاجة لإيفاد فِرق أو توجيه مراسلين لتغطية و متابعة موضوع أزمة الوقود بالبلاد ؛ لأنه الواقع المعيش للمواطن ، وكل التفاصيل واضحة جدآ ، إذ ان الوقود أثر على الحياة اليومية للجميع ، وواضح أن المحروقات أهم من الخبز ، فندرة الدقيق مثلآ لم تربك الحياة بصورة كاملة كما يحدث الآن ؛ إذ لا توجد بدائل ( للوقود ) فالخضروات بقيت في المزارع دون وصول وسائل النقل ، وكذلك الحليب ، ومياه التناكر ، وحركة المواصلات ، و أن قيمة تذكرة السفر من الخرطوم لبعض الولايات تضاعفت لثلاث مرات وصارت أرقام خرافية ، وكان الأثر واضحآ على كل شئ .
ورغم الوفرة ( أو الانفراجة ) بالخرطوم الايام الماضية قبل أن تعود الصفوف مجددآ ؛ إلا أن الأزمة لا تزال تراوح مكانها ببعض الولايات حتى الساعة ! ? بالرغم من وصول بعض الشحنات إليها ولكن ( سوء إدارة الأزمة ) أبقى الأوضاع على ما هي عليه وصارت مظاهر إصطفاف الناس والمركبات للحصول على الوقود تفطر القلوب ، وتثير الهلع والخوف من يوم غدٍ ، وهذا أمر غير مقبول ، وكل سلطة ? في هذا العالم – يجب أن تعمل ليل نهار حتى يشعر المواطن أنه آمن في كلٍ ، إذ أن معنى الأمن يمتد للأمور المادية والحسية والمعنوية .
أكثر ما إستنكرته في هذه الظروف هو تصرفات بعض منسوبي القوات النظامية ، والتي تؤدي إلى حنق وإستفزاز المواطنين ؛ إذ أن البعض يقضي الليل في الصفوف أملآ في الحصول على الوقود ،ليأتي أحدهم ويدخل مركبة أحد معارفه أو زملاءه ، ويتكرر هذا كثيرآ وطبيعي أن يؤدي الى إعتراض أحد المصطفين ليكون الرد مستفزآ مع تحدي وتهديد ! … وسمعت أحدهم يرتدي زيآ عسكريآ يقول بعد أن سحب عصاه من المقاعد الخلفية بأن السيارة التي أدخلها هي أمام الجميع ، موجهآ حديثه لنحو ألف من المواطنين ! ، وكان رد المواطن ( المحتج ) بأسف وذكره بأنه رجل قانون وهو رد أخجله وزملاءه … ويجب أن يكون هنالك أمر وتوجيه من قادة القوات النظامية بضرورة تجنب إستفزاز المواطن ، وفي حقيقة الأمر أن هنالك قوات نظاميه مخول لها التنظيم والأمن الداخلي ، وكذلك التعامل مع مثل هذه المواقف ( وفق الصلاحيات ) ؛ إذ انه من المثير للتساؤل والدهشة أن يرفع أيآ من يرتدي زيآ عسكريآ ( مهما كان إختصاصه ) الخراطيش في وجه المواطنين وضربهم ( لمجرد تنظيمهم بمحطة وقود !!) و آمل أن ينتبه قادة القوات النظاميه لمثل هذه الأمور .
نعيش الأزمات نعم ، وفي مختلف مناحي الحياة ، ودون أدنى شك أن الذي أوصلنا لهذا هو سوء التصرف والتصريف ، مع غياب التخطيط وبرأيي أن المطلوب ? الآن ? هو إدارة الأزمات بصورة أفضل تجنبنا لمزيدآ من الأزمات ( والكوارث ).
أخيرآ .
لا ينكر أحدآ أن الأوضاع القائمة قد ألقت بظلالها على المواطن ، وأثرت في تفاصيل حياته ، وحتى على المزاج الشخصي ( حادآ لدى البعض ) ، والأمور التي كانت عادية من قبل أصبحت الآن من المثيرات ، وعليه يجب تقدير الأمر ، ومن المهم أن يكون كل شئ بالحسنى ، ومعلوم أن المواطن السوداني صبور وطيب القلب ويُهزم أمام الكلمة الطيبة والرجاء ( فقط ) .
[email][email protected][/email]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..