لم يتركوا لنا ما نقول..

الساعة 25
بدءا أعتزر لكل القراء والأصدقاء لتوقفي لفترة عن التواصل معهم كما عودتهم عبر مقالاتي لأسباب تجدون بعضها بين ثنايا حواري مع صديق عزيز…
لتساؤلات صديقي أطوار إقتضتها تقلبات الواقع السياسي، الا انها ـ “تساؤلات الصديق” مؤخرا بدت إنحدارية في وضعية أقرب الى الرسم البياني في هبوطه المعلوم ، وأشبه بمؤشر جهاز رسم القلب
حين تنذر شاشته بضعف نبض المريض، تساؤلات الصديق في بداياتها كانت حول القرارات السياسية وما يكتنفها من غموض باحثا عن شروحات وتشريح، ويبدو انه اكتشف مؤخرا ما درجت على وصفه بمعظم مقالاتي بـ( الكلام ـ الخارم بارم) وبعدها بات سؤال المرحلة لديه : (البلد دي ماشة لا وين؟) ولما تأكد تماما وبما لا يدع مجالا للشك لديه ان البلد حقيقة “واقفة” وعليه ينتفي السؤال بإنتفاء الحركة حسب المنطق الفيزيائي، المشهد يقول ان البلد واقفة “صفوف ورفوف” بينما القوم في ضلالهم القديم وأكاذيبهم التي لا تتجمل، لم يكن خفيا ما خرج به وزير الخارجية بروفيسور غندور على الملأ.. وليس بطلا غندور كما يرسم البعض، بل ربما الوحيد وسط القوم من يتمتع بحاسة الشبع، وما لم يقله الرجل كثير مثير، الا انه ربما أمسك عنه عملا بـ(خلوها مستورة) ثم تساؤلات صديقي
تبلغ من أطوارها سن اليأس: طيب الحل شنو؟ أجيبه بـ(ما في حل) فيا صديقي العزيز ان القوم يبرعون ويبدعون في إنتاج الأزمة ولا يملكون “باص ويرد”ـ إدارة الأزمة .. همو كذلك يا عزيزي…أنظر الى تخبطاتهم.. قراراتهم التي لا تعرف قرارا ترسو عليه…ودوما تحيلهم الى (قفلة النص) التي أشرت اليها في مقال سابق وهوذا “الغباء الخناق” …آخيرا صديقي وكأنما إقتنع بـ(قفلة النص) التي جر القوم اليها العباد والبلاد ومضوا ينقبون عن قطط سمان، آخيرا صديقي يسألني حانقا: إنت كأن الحاصل دا ما بيهمك؟ شايفك ما منزعج!؟…. فأجيبه ببرود لم يبلغه الانجليز بعد “: يا عزيزي ليس الأمر عندي بجديد، وانت متابع لمقالاتي التي أشرت خلالها الى خطل سياسات القوم وما ستنتجه من نتائج وآثار كارثية حسب التحليل المعتمد على ـ لاـ منهجية القوم، ولو تذكر آخر مقال بعنوان (آخر ظهور للسِروال) وما قبله من سلسلة مقالات تضمنت
تشريحا لسياسات القوم الاقتصادية التي تغلب عليها السياسة والتي لا تمت لعلم البدائل بأية صلة قربى. هي قفلة النص التي نحن فيها، هذا ما لم تستطع عليه صبرا ويبدو لك عدم إكتراث مني، وكأنما الحاصل دا ما بيهمك!؟أو كما وصفت ،الأمر بكل بساطة “الفيلم دا أنا شاهدتو في علبو”.