الفساد الرجل الماشي بين الناس

ككلمة نسمعها يوميا وتمر مرور الكرام، وﻻ أحد يعترض سبيلها، والفاسدون بما أتاهم الله من قوة فسادية رهيبة بإمكانهم دخول أي مكان في السودان واحتﻼل أي وظيفة في الحكومه وإذا ثبت فساد مسؤول حكومي لا قدر الله شرعا وهذا نادر جدا إن لم يكن مستحيل،فإثبات حدوث الفساد كإثبات وقوع الزنا إن لم يكن الأمر أصعب،وإذ ثبت فساده يتم عزله من عمله وتأتيه برقية تهنئة عاجلة جزاء ما فعل لترقيته لوظيفة أكبر من تلك التي أفسد فيها ليواصل أداء واجبه الفسادي في مرتبة أعلي من تلك .
وأصبحنا يوميا نسمع عن أخبار الفساد بكل أنواعه المالي واﻹداري وغيره … وأبطاله من الرجال ﻻ تهتز لهم شعرة واحدة من شعرهم؛ إن كان أبيضا أو أسودا وغالبا أبيض “مسود” ولا يتوارون خجﻼ من الناس ففعلهم من سخرية القدر أصبح فعل عادى وفطرى كالأمانة والصدق وبل يفتخرون به بإعتبار أن هذا ‏( حنك ‏) وقمة النجاح في الوظيفة، وهم يبنون حاضرهم ومستقبلهم بالفساد و”يهفتون” كل ما تسقط عليه أنظارهم، ولسان حالهم اﻹختشوا ما فسدوا،وهم ما عليهم اﻻ ليفسدوا ليحيوا أو أن غاية وجودهم فى الحياة الفساد فيها.
فالحياة عندهم فساد فهي به تكون ممتعة، وجميلة ،ويشعرون بملذاتها ونشواتها، فبدونه يشعرون بالكآبة والملل والتقصير كأن ما يقدمونه للحياة فسادهم بفسادهم،ويؤدون حتي واجبهم الديني بمال الفساد دون أى حرج ألم أقل لكم قبل قليل أن الفساد أصبح أمر عادى ويذهبون الي مكة المكرمة ويلبون مع عباد الله ولما لا فهم أيضا عباد الله لبيك اللهم لبيك ﻻ شريك لك لبيك ويدعون الله في الأرض المقدسة بأن يزيدهم من فضله،ويوسع لهم مدارك رزقه الذي فتحه لهم في السودان والذي جاؤا بفضله الي بيته الحرام .
فالفساد أصبح في السودان وفي عهد حكومته اﻹسﻼمية الرشيدة رجل قوى ومفتل قوة يمشي بين الناس بكل شجاعة مرتديا جلبابا ناصع البياض، وملتحيا حتي الصدر،معمما رأسه وباقي جسمه بأجود أنواع ‏( الشاﻻت ‏) المزركشة المعروفة حتي اﻵن في السودان وآسيا، المعطرة بأغلى العطور الباريسية، وحامﻼ في يده من السبحة أطولها وأقواها، مع ريموت العربة الفارهة التي “يهز” بها أبوابها قبل أن يأتي اليها من باب “وأما بنعمة ربك فحدث”ويجلس فيها ويستعدل قعدته فيها واضعا السبحة وبعضا من شاﻻته أمامه لينطلق ﻷي إتجاه دون أن يعترض أي ‏( بني آدم ‏) سبيله .
ويمكنه أن يتحدث عن أمور الدين طاعة الحاكم ومضار الخروج عليه والجهاد في سبيل الله وحتي أن مخاذي وعواقب الفسادين والفسادات الذين يسعون في اﻷرض الفساد وسوء منقلبهم في الدنيا قبل اﻵخرة، ويمكن أن يعظ الناس عن السرقة والزنا والربا والخمر والميسر وخطورتها علي اﻹنسانية جماء في المشرق والمغرب، ويمكن أن يبين لهم فضل طاعة الحاكم وفضل إستخدام المسواك وفضل إماطة اﻷذي عن الطريق، ويمكن أن يتحدث عن الفاسدين اﻷوائل الأشرار فرعون وهامان وشارون وكيف أن الله أخذهم أخذ عزيز مقتدر.
[email][email protected][/email]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..