رأس السمكة الكبيرة ..

كان جدي ود صباحي عليه الرحمة خبيراً ماهرا في كل شي ..فكنا نراه يتقن المهارات التي لايعرفها حتى بعض كبار القرية أو أشقائنا الأكبر من الذكور ..فهو يحلب الأبقار ويعالجها ويقوم بتوليدالتي تتعسر..ثم يعمل فيها قضيب الكي فتفوح رائحة جلدها التي ترعبنا مع خوار الثور الذي كنا نحسب قوة إحتماله فوق مضاضة الألم .
وجدي يعرف صناعة الساقية وكيف يصلح أعطابها للآخرين و ينجر المحراث الخشبي ..ويمارس ختان الصغار وتطويب كسور البشر والحيوانات .
لكن ما لفت نظرنا أنه كان حينما يعود من زراعته على شاطي النيل أوالبحركما نسميه في السودان وقد اصطاد كمية من السمك و من ثم يجلس في فناء الحوش لتنظيفها كما يفعل دائما في فرزالبصل ..كنا نلاحظ أنه يقرب رؤوس السمكات من أنفه ليتيبن رائحتها بعدأن يتفحصها ..ثم يرمي ببعضها بعيدا عن التي قرر أنها تصلح للأكل ..وحينما نسأله عن الأمر ..يردعلينا فساد السمك دائما في رأسه متى ما تغير لونه تتبدل بالتالي رائحته !
الان وبعد أن كبرنا وتفرقت بنا السبل ..لكننا لم ننسى ذلك المشهد المطبوع في ذاكرتنا و الذي أصبح حكمة نسمعها من الناس على مختلف ثقافاتهم في المدن والأرياف .. وهم يعلقون في سخرية عن مسرحية المشير البشير وهويدعولمحاربةالفساد بدْاً بذيول السمك ..وهم يتداولون القول ..بأن الفساد في رأس السمكة الكبيرة ..ولكن لآن تلك السمكة ميتة الإحساس و لا تشتم رائحة رأسها التي كانت السبب في فساد بقية السمك ..فليس من المنظور أن يزول الفساد من خيشة الإنقاذ الأكبر حجما و بقية السلال على مختلف أحجامها وستظل نتانة الرائحة تتصاعد ..وليس هنالك حل غير رميها في أماكن بعيدة ودفنها لانها لم تعد تصلح حتى لغذاء الكلاب الضالة ولانقول القطط كلها تستسيغها .. فقط نعني السمان منها التي لا تتافف من أكل مخلفات السمك الفاسد الذي تربت عليه !
مع الإعتذار لبقية القطط الأليفة المسالمةالتي عرفنا عنها النظافة ..وهي تدفن (مخرجاتها )حتى لا تؤذي المارة بالشارع أو ساكني الدار بالقذارة !
ويا لحسن حظ جدى الماهر أنه رحل منذ عقود و لم يعش عليه الرحمة حتى لا يشهدها وقدأكلت كل شي خاص بأهل البيت حتى جلد عناقريب ..ما كان يسميه ( القِد ) لتفُقد الناس راحة الليل الطويل التي سلبتها منهم رائحة رؤوس الأسماك الكبيرة !
[email][email protected][/email]
يا بنتي حالنا بقي ( قرش يبلع وقرش مافي ) !!!
فـعـلا فـسـاد الـبـشـيـر الذى هـو ” السمكة الكـبيرة ” هـو سـبب تـأخـر وانهـيار هـذا الـبـلـد اخلاقـيا ومالـيا واقـلـيميا ودولـيا وعـليه يـجـب رمـيه فى مكـب الزبالة .
نحن نتعامل مع سمكة فريدة من نوعها من فصيلة القرموط (أم كورو) .. وهو سمك درجة رابعة زفر الرائحة لا يسر الناظرين ولا الآكلين، إلا من غلبه الجوع وأنساه طعم ورائحة هذه السمكة البشكيرية العجيبة.
الاستاذه نعمة الصباحي
انا من المتابعين لمقالاتك وقد تعودنا منك اللاسلوب القوي السلس و السهل الممتنع ولكن نريد منك المزيد من المقالات الراتبة اليومية ان امكن ذلك فاسلوبك جميل وشيق جزاك الله خيرا
قصتك لطيفه مشوقه فيها من التراث ما يقربنا لقري اسلافنا وبواديهم ومن الاصاله ما يذكرنا بسودان الجدود النقي الشريف الكريم ، لكن اليك ما فهمته منها ، البشير راس السمكه الفاسده وفاق كل حد في الفساد وجدودنا الذين ذكرتينا بيهم بيقولوا الفات الحدود واسوه فيستاهل ان تجز كل اطرافه وان يصلب في ميدان عام
يا بنتي حالنا بقي ( قرش يبلع وقرش مافي ) !!!
فـعـلا فـسـاد الـبـشـيـر الذى هـو ” السمكة الكـبيرة ” هـو سـبب تـأخـر وانهـيار هـذا الـبـلـد اخلاقـيا ومالـيا واقـلـيميا ودولـيا وعـليه يـجـب رمـيه فى مكـب الزبالة .
نحن نتعامل مع سمكة فريدة من نوعها من فصيلة القرموط (أم كورو) .. وهو سمك درجة رابعة زفر الرائحة لا يسر الناظرين ولا الآكلين، إلا من غلبه الجوع وأنساه طعم ورائحة هذه السمكة البشكيرية العجيبة.
الاستاذه نعمة الصباحي
انا من المتابعين لمقالاتك وقد تعودنا منك اللاسلوب القوي السلس و السهل الممتنع ولكن نريد منك المزيد من المقالات الراتبة اليومية ان امكن ذلك فاسلوبك جميل وشيق جزاك الله خيرا
قصتك لطيفه مشوقه فيها من التراث ما يقربنا لقري اسلافنا وبواديهم ومن الاصاله ما يذكرنا بسودان الجدود النقي الشريف الكريم ، لكن اليك ما فهمته منها ، البشير راس السمكه الفاسده وفاق كل حد في الفساد وجدودنا الذين ذكرتينا بيهم بيقولوا الفات الحدود واسوه فيستاهل ان تجز كل اطرافه وان يصلب في ميدان عام