رحل (ود الزهرة ) التربال والسجان الذي هزم الانقاذ !!!

رحل (ود الزهره)…التربال ….السجان الذي هزم الانقاذ !!!
لم تكن نبوءة الدرويش لتصمد في ظل تقلبات ظروف السودان اذ حاول الدرويش خوفا من هجرة (ترباله الصمد )محمد الشهير بود ( الزهره )ويبدو انه اشتق من لقبه كثيرا من صفات الزهر – ان يزوجه كقيد ضد الهجرة عطفا علي طول هذا التربال لاكثر من مترين ونصف وبنيان جسماني كعمود اسمنتي مصبوب صب حين يقف مستقيما يكن زواية قائمة مع الارض هذه مواصفات تشتهيها القوات النظامية حيث ابنلعته مصلحة السجون لاحقا ببورسودان فعمل كجندي فيها واضاف لعمله ان استلم حديقة السجن لحبه للزراعة التي تجري في دمه فجعلها منتجه تغطي جزءا من احيتاجات السوق وسكن بيوت السجن الشهيرة بالمدينة الساحلية !!!
رغما عن مواصفاته المهابه الا انه كان يحمل قلب طفل وابتسامه عذراء يغلفها الحياء بماء الحياة أنها صفات الزهر وهو لقب مشتق من اسم امه ( زهره ) لم يؤثر عنه طيلة حياته خصومه او مشكلة مع احد وكان يصل كل ارحامه بالتساوي لا تفارقه ابتسامته وشخصيته القروية البسيطة وكيف لا وهو تربية ذلك الدرويش ندي النفس مضئ الابتسامه… اقصي ما يقوله في لحظات غضبه ان كان له غضب ماثور يقول ( يا زول امشي الله يسهل عليك ) او ( روح يا اخي لا تدخلنا في مشاكل الدنيا ما بتستاهل مشاكل كفاية الفيها ) !!!
حين تجلس اليه ويتذكر ايامه في الزراعة مع ( الترابله) تري شوقا دفينا يلمع في عينه وبريقا مضيئا يشع منها ضاحكا ويتذكر كيف كان حين يكون شبعان من المشروبات البلدية في البيشان وينشد رفيق صباه عطا المنان تربالنا ) قائلا :-
وا شريري عطا المنان
وا شريري فسا الدنان
سجمنا يا عطا المنا
ود ابدوم هجمنا يا عطا المنان
الرماد كالنا يا عطا المنان
من سجم حالنا يا غطا المنان
ومن غريب ان تجد عطا المنان يشيل وراءه حتي تسمع ( ست الجيل) وهي تسمع مارة بقربهم قائلة ( ان شاء الله هو شبع السرور ) مرددة ( وحات الله ياها الصيبي زاتا ) !!!
ولتدرك كم هذا الصفاء يشع من نفوس صافية ذات مساء جاء عطا المنان (شبعانا ) من بوش وذهبت لاناديه للعشاء فوجدته يبكي بحرقه ودموع غزيرة فسالته مالك رد قائلا ( اتعشا علي شنو وابوي مات ) حين رجعت بالخبر كان الرد من ( السكرة) وذهبوا اليه فوجدوه علي نفس الحاله مؤكدا ان ابوه مات فاخذوه الي منزلهم فوجدوا ان اهل البيت قد ناموا وسمع بذلك رفيقه ( محمد ) فرد من شبعته ( حرم مصيوب الشبع الشديد قريب من الجن ) ورجعنا وقد رفض العشاء كانت المفاجاة التي الجمتنا الي يوم الناس هذا في الصباح التالي كانت القرية كلها تصحو من نومها علي وفاة والد عطا المنان !!!
لم تكن الحياة تصفو ( لود الزهره ) علي ايقاع واحد فنقلوه الي قسم المشنقه واصبح مشرفا علي حالات الاعدام مما زاد في ابتسامته من ناحية وشبعه من ناحية اخري حتي ينسي ماسي الاعدام وهو الذي ان جلس يروي احوال واهوال ووصايا المحكومين التي كان ينفذها بامانه ودقه لبكيت انت وضحك هو حتي لكانك امام رجل لا يخاف من الموت اواصبح شيئا مالوفا لديه مثل اي عمل يؤديه بين الناس ولا تعرف من اثار تلك الاحوال الا شبعه اليومي ليلا وان كان ظل علي ابتسامته ووده وانسه لا يعرف الشر طريقا اليه ظل هكذا في هذا الموقع لم يؤثر في سلوكه بشي سئ ان لم يزده صمودا في الحياة وضحكا عريضا علي صنفوفها وتصرفها في الناس كأنه يستجلي فلسفة الحياة من اهوال ما راي حيث ظل ثابتا العقل والجنان صافي الوجدان طري الانس علي الدوام حتي جاءت الانقاذ بسياسة التمكين للحد الذي طمعوا في منصب هذا السجان وهو ما زال قويا قادرا علي العمل بهمه ونشاط وربما الطمع الاكبر كان في منزله الحكومي المتواضع ذاك وحين جاءوه بخطاب الاحاله للمعاش بحجة انه يشرب كثيرا رغم عدم اخلاله بعمله قابلهم بابتسامه عريضه كأن شيئا لم يكن ولم تدر الدنيا براسه وانما مازحهم بطريقته العفويه تلك قائلا ( يا وليدات انتو قايلين المحل دا فيهو فلوس دا فيهو الموت اشكال والوان علي الحرام المايسكر ما ينوم ليله واحده نصيح بعدين المحل داير رجال ما داير بطان حرم ان ما جنيتو تشوفو براكم )!!!
من مكانه توجه للسوق وعملا حمالا في دكان ابن عمته للترحيلات ولاول يعرف ان في هذا العمل ما يعادل مرتبه اضعافا مضاعفه وسعد بذلك ايما سعادة وبدأ في اخلاء مسكنه رويدا رويدا قائلا للجماعة ( انتو قايلين ساكنين قصور نحنا ساكنين قبوربس فيها حيوية وحياة في قصوركم مافي ) !!!
لم يمض زمن طويل ومع اول حالة اعدام بحثوا ووجدوه لان يعود لعمله فقابلهم بنفس انشراح الصدر والابتسامه والبساطه قائلا ( ولاد الحايله انتو قايلنو شنو عرس دا موت واشر موت اها يا ولاد الذين ما برجع الا بشروطي يرجع بيتي واظل في عملي في السوق اجيكم ايام الاعدام وحراسة المحكوم ليلا بس عايزين اهلا وسهلا ما عايزين اطلبوا الله بلي يلمكم يا رمم انتو قايلنو رز مي ياهو الشر دا ) !!!
ما كان لهم الا ان يوافقوا علي مطالبه حتي يتيح لهم فرصة تدبير الامر بهدوء بعيدا عن الاستعجال وافقوا مجبورين وراسهم الي الارض !!!
عاش هناك حتي احيل للمعاش الاجباري بعد ان علم واولاده وتزوجت بناته وحتي رحيله لم تفارقه ابتسامته المضيئة وسبحان الله ظل بنيان جسمه كما هو لم ينهكه المرض الطويل اخر مره زرته وهو في غيبوبه هامسا له باسمي حتي مسك يدي مسكه تربال في ريعان شبابه قوة وعنفوانا متمتما ( الحبيب ابن الحبيب الله الله الله ) وبصعوبة بالغه سحبت يدي من قبضته الفولاذية مودعا اياه علي امل لقاء لن يتجدد مطلقا!!!
رحم الله محمد عبد العزيز رحمة واسعة بقدر ما اسعد الناس بانسه الثر الذي لا ينضب لذلك كان احد شخصيات روايتي التي نشرت علي هذا الموقع ( الدرويش وبت اندراوس ) !!!
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. سيف الدين اريتك عافية . هكذا تكون الكتابة التي تمسك بتلابيب القارئ ،، لك عظيم الشكر . الرحمة لود الزهرة .

  2. 【رحم الله محمد عبد العزيز رحمة واسعة بقدر ما اسعد الناس بانسه الثر الذي لا ينضب لذلك كان احد شخصيات روايتي التي نشرت علي هذا الموقع ( الدرويش وبت اندراوس ) !!!】

    آمين. و لكم ولأهله وأصدقائه وأسرته السلوى أستاذ سيف الدين خواجه.

  3. لـ (ود الزهرة) الرحمة والمغفرة ونسأل الله أن يتقبله ويتجاوز عنه، ولما كان الأولى ذكر محاسن الموتي فما كان في داعي لحكاية السكر دي !! وكذلك العنوان حيث لم أفهم (كيف هزم الانقاذ)؟

  4. اللهم اغفر له وارحمه وأجعله من أصحاب اليمين. تعازينا إلى أختنا ريسة وأنجالها وبشرى الباقر وعلي الباقر وعموم أهلنا بجزيرة تنقسي.

  5. سيف الدين اريتك عافية . هكذا تكون الكتابة التي تمسك بتلابيب القارئ ،، لك عظيم الشكر . الرحمة لود الزهرة .

  6. 【رحم الله محمد عبد العزيز رحمة واسعة بقدر ما اسعد الناس بانسه الثر الذي لا ينضب لذلك كان احد شخصيات روايتي التي نشرت علي هذا الموقع ( الدرويش وبت اندراوس ) !!!】

    آمين. و لكم ولأهله وأصدقائه وأسرته السلوى أستاذ سيف الدين خواجه.

  7. لـ (ود الزهرة) الرحمة والمغفرة ونسأل الله أن يتقبله ويتجاوز عنه، ولما كان الأولى ذكر محاسن الموتي فما كان في داعي لحكاية السكر دي !! وكذلك العنوان حيث لم أفهم (كيف هزم الانقاذ)؟

  8. اللهم اغفر له وارحمه وأجعله من أصحاب اليمين. تعازينا إلى أختنا ريسة وأنجالها وبشرى الباقر وعلي الباقر وعموم أهلنا بجزيرة تنقسي.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..