بعد مغادرة نونوسي ، ستدير الحكومة ظهرها للوعود ..

نمريات
** طرح الخبير المستقل المعني بحالة حقوق الانسان بالسودان ، اريستيد نونوسي ، العديد من المطالبات امام الحكومة، من بينها ايقاف الاحتجاز ، غير القانوني ضد الصحفيين والنشطاء والسياسيين ، وشدد على الغاء عقوبة جلد الفتيات بسبب الازياء ، جمع الخبير مطالباته جميعها داعيا السلطات السودانية، الى وضع حد لظاهرة الكشة ضد الباعة والفتيات ، وتحدث سيادته عن النزاع والعنف في دارفور ، بيد انه لم يكن هنالك جديد يذكر ، ويختلف عما ذكره في الاعوام السابقة ، يمكن تسميتها بمساحات حلول ، وجدت طريقها الى ارض الواقع ، فدارفور مازالت ترزح نساؤها تحت الاغتصاب والتشريد ، ومازال النازحون في بيئة محفوفة بالمخاطر، اضافة لذلك فلقد اهمل الخبير اجابات بعض الاسئلة التي طرحها الصحافيون ، رغم الحاحهم وتوقهم للاجابة ..
** رغم ما استعرضه في حديثه عن الكشات والاعدام وحرية الرأي والنزاع في دارفور ، الا ان كل ماذكره السيد نونوسي ، انتهى الى مطالبات فقط للحكومة، التي وفي صبيحة المؤتمر الصحفي عملت على توقيف عضو حزب المؤتمر السوداني مستور في مطار الخرطوم !
**نحن لسنا بحاجة للمطالبات فقط وتوجيه الدعوات للحكومة ، لتقلل من كشاتها وعنفها واعتقالها للشعب الابي ، نحن نطالب الخبير ان يجعل من وجوده في الخرطوم ، فرصة للضغط على الحكومة ،لانتزاع الشفافية والصدق في تطبيق حقوق المواطن وحقه في العيش ، بكرامة وفي اجواء العدالة والمساواة وفي بيئة صالحةلقبول الرأي الاخر ، فتعاون الحكومة الذي اعرب الخبير عن تقديره له ، ماهو الا تعاونا (لحظيا ) أملته ساعات وصول نونوسي الى ارض الوطن ، فاندفعت الحكومة لتبييض وجهها واستبقت وصوله باطلاق سراح المعتقلين ، حتى لايجد السجون وقد فاضت بسجناء الرأي ، ويكفي ماشاهده في شالا ، التي يحتجز فيها 117 شخصا ، بناء على قانون الطواريء .
** لايزال نونوسي ، يثق في الحكومة ، و(يعتقد ) انها ستعمل على تنفيذ ( مشاهداته ودعواته ومطالباته) وليلق السيد نونوسي نظرة على زياراته السابقة الى السودان ، فسيجد حتما (ذات القلق ) الذي اعرب عنه هذا العام ، قد كان حاضرا في اعوام سابقة، فالحكومة لن تغير من هجمتها على الصحافيين والسياسيين والنشطاء وستظل تلاحقهم ، اما تاكيدات الحكومة بعدم عودة من تم الافراج عنهم للسجون ثانية، امام السيد ارتيد ، فانها من باب الاجابات ( عديمة الطعم) وتفتقد لركائز الصدق ،وذلك لان الحكومة تسعى دائما لاخماد الاصوات التي لاتبادلها الولاء .
** ينتهج نونوسي كعادة المجتمع الدولي ، سياسة المهادنة مع حكومة السودان ، لذلك لن نلمس تغييرا واضحا على ارض الواقع ، فيما يخص انتهاك حقوق الانسان في السودان، وسيظل الحال على ماكان عليه ، حتى عودته القادمة باذن الله ، واجتماعه بالصحفيين في قاعة مروي …
** ارحل ياكاشا ، وفي يدك كل اعضاء جكومة ولاية النيل الابيض ..
[email][email protected][/email]