الساسة و إدمان الفشل

الساعة25
(ميتين عامل في فد مرة !.. ميتين عامل يبقو هوامل!.. والله مهازل.. والله مذلة) ، مئتا عامل من قبل حرضت ثائرة الشاعر الراحل “حميد” قبل تحريض قريحته الشعرية لتجود برائعته ـ (سِت الدار)، وبين يدي اليوم ما يفوق مئوية حميد بسبعٍ… (207) من العاملين بالخطوط الجوية السودانية في طريقهم الى ما صار إليه السابقون من اخوة لهم بالناقل الوطني “سودانير”، وتلك دفعة أولى من مجزرة كبرى تقودها ادارة الخطوط الجوية السودانية أحيلوا لـ(الصالح العام/ الخصخصة/ الهيكلة) تباعاً في الأعوام 87، 97 ،2004
تتباين المسميات بينما الفقد واحد، فنيون وخبرات بمختلف التخصصات صرفت عليهم الدولة دمها أملاً في إستثمار عقولهم لتغدو محاليلاً تبث في البلاد رُوحاً ورَوحاً، فما بالها البلاد طريحة في مواتها “الإكلنيكي”! .. وما بال الساسة ينعقون بين خراباتها وأطلالها… وراء كل فشل بالبلاد سياسي، نعم ساستنا يدمنون الفشل، وفشل الناقل الوطني اليوم هو منتج سياسي يقوده رئيس مجلس الإدارة وزير النقل، وقبل الخوض في سيرة الفشل، نطلق العنان للسؤال البريءـ : إذا سلمنا جدلاً بان العاملين هم أسباب الفشل المتلاحق لناقلنا الوطني “طيب الذكر” وعليه تم التخلص من (1800) عامل، منهم في العام 2004، فلماذا لم يلمس ناقلنا الوطني “طيب الذكر” خلال تلكم السنوات تحسناً وتطوراً ؟ ثم اليوم نشاهد نسخة أخرى من التشريد في “تحديث حالة” تواضعوا عليها بـ(مسمى) الهيكلة بينما الفشل واحد، ثم ادارة الناقل الوطني “طيب الذكر” تمتثل بأمثولنتا الشعبية (ضربني وبكى.. سبقني إشتكى)، مجلس ادارة الخطوط الجوية السودانية في مسلك غريب يهدر عائدات المناولة الأرضية البالغة(80) مليون دولار لصالح شركات منافسة، بينما الجارة أثيوبيا ينهض ناقلها الوطني منافساً الطيران العالمي .. ينهض ناقلها على أجر المناولة الأرضية هو حكراً للبلاد، وليس للغريب كما الامر عندنا غريب مريب، فما بال السودان “قلب افريقيا”، واهن نبض ناقله الوطني؟ و(تاني بتقول لي خبارك؟) مجلس الادارة بلا رؤية واضحة، وأجواؤه غائمة والطيران فيها مخاطرة والبقاء بالارض خيار لا ينتج سوى الفشل والعاملين كباش سيقوا الى المزبحة تباعاً، كل هذه الإنتهاكات الصريحة، بينما لم يمضِ على زيارة المبعوث الاممي الخاص بحقوق الانسان للبلاد سوى بضع أيام، إلا أن للعاملين بالخطوط الجوية السودانية نقابة قوية لا تلين لها قناة تقف في وجه الإدارة وترفض تشريد العاملين وترد الفشل الى أهله، وتكشف عن فصل العاملين بأثر رجعي، وعن عزم الادارة على بيع أرض العاملين وعقار آخر بجوبا لتوفير مستحقات المفصولين “داير يعوض الناس من سنامهم”، انه ادمان الفشل…وبالرجوع لسيرة فشل رئيس مجلس الادارة تقرأ في أحدث الصفحات الخطوط البحرية السودانية “سودان لاين” وهب الآن في أعماق خبر كان، ثم السكة الحديد وحالها اليوم على “الحديدة”، أما الموانيء البحرية فقد استعصمت بأهلها في الشرق والقائمة تطول فلماذا لا تهاجر العقول والخبرات السودانية ولماذا لا تنزف البلاد خيرة بنيها لتصب بكل بلاد الله الواسعة، حيث تجد التقدير والمكانة التي تليق بهم..ما الذي يبقيهم وسط ساسة لا يجيدون سوى إدمان الفشل وانتاج الأزمات !؟
وحسبنا الله وتغم الوكيل
[email][email protected][/email]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..