مقالات سياسية

دولة أبو العباس السفاح

أبو العباس السفاح هو مؤسس الدولة العباسية وسمي بهذا الإسم لأنه كان كثير البطش بمعارضيه يسفك الدماء وينهب الأموال وكان القتل في نظره بسيطا ويلتقي نسبه بالرسول عليه الصلاة والسلام بجده عبد المطلب وتولى الخلافة بعد وفاة أخية أبو جعفر المنصور .
وكتبوا حول خداعاته إنه كان يتظاهر بأداء صلاة الفرائض ويسمع النصح ويصطنع البكاء ففي يوما من الأيام قال لشقيق : زدني يا شقيق من النصح وشقيق هذا أحد علماء أهل السنة والجماعة ومن أعلام التصوف السني في القرن الثاني الهجري فقال له هذه النصيحة :
يا أمير المؤمنين أنت بمثابة نبع ماء وعمّالك من الوزراء وغيرهم، بمثابة الأنهار التي تتفرّع من هذا النبع، فلو كان النبع كدراً كانت الأنهار كلها كدراً يعنى: انه لو كنت جاهلاً وظالماً وسيئ الخلق وفاسد السريرة كان جميع الناس في دولتك هكذا وكان هارون يسمع لأمثال هذه العظات لكنه ما كان يرتدع عن الظلم والفساد
أقول: لكن الناس بشكل عام إلاّ من خرج بالدليل يقتدون بالسلاطين، ولذا قال علي (عليه السلام): (الناس بأمرائهم أشبه منهم بآبائهم) ونحن اليوم نعيش هذا الواقع
ذات يوم أعطى الخليفة أبو العباس السفاح الأمان لأمير أموي (سليمان بن هشام بن عبد الملك) فاستقبله بود وأحسن ضيافته ولكن أحد الشعراء استأذن ثم أنشد قصيدة وصف فيها جرائم الأمويين في حق العباسيين. عندئذ تغير مزاج الخليفة أبي العباس وتملكه الغضب فأمر بقتل الأمير الأموي فتم ذبحه فورا. ويتكرر نفس المشهد الدموي بين الخليفة أبي العباس ومجموعة من الأمراء الأمويين الذين أعطاهم الأمان واستقبلهم بود لكن شاعرا أنشد قصيدة هيجت أحزان أبي العباس فأمر بقتلهم جميعا، ثم أمر بتغطية جثثهم ببساط كبير ودعا بالطعام وأكل على جثث ضحاياه ثم قال:”والله ما أكلت أشهى من هذه الأكلة قط”
ومن قصصه أيضاً في إعتقال معارضيه وتعذيبهم قيل : إن ملحداً جيء به إلى (هارون العباسي السفاح) فسأله: يا عدو الله هل أنت من كبار الزنادقة ؟
قال الرجل: كيف أكون منهم وأنا أصلي الفرائض وأعمل بالسنن ؟
قال هارون: سأجلدك بالسوط حتّى تعترف وتقرّ بالزندقة.
قال الرجل: إن ضربتني فقد خالفت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)
قال: لماذا؟
قال الرجل: إن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) كان يضرب حتى يقّر الناس بالإسلام، وأنت تضرب حتى يقّر الناس بالكفر. فاستحى هارون من هذا الكلام وأطلق سراحه.
فإذا كان لأبو العباس السفاح زبانية يدافعون عنه وينشدون له القصائد ويهتفون له ويمنحونه الألقاب قبل ألف سنة وينسون جرائمه ومذابحه فمازال هذا الأسلوب متوارثا الى يومنا هذا فمثلا اليوم لا أحد يصدق بأن هناك إنسان عاقل يعتبر بشار الأسد بطلا وينشد له القصائد من مثقفين وفنانين بعد أن قتل نصف شعبه بالغازات السامة وكذلك كما كان مع القذافي وصدام حسين وغيرهم وقد تناسوا لهم كل جرائمهم وفسادهم , وعشق الحاكم المستبد لدى العرب ومن تبعهم مستمر لسببين الأول هو مفهومنا للدين (وليس الدين نفسه) والذي يحرّم الخروج على الحاكم المستبد حتى لو كان سفاحا وفاسدا وقتل نصف الشعب والثاني معروف في الأنظمة الإستبدادية إنها تمارس القمع والبطش ضد معارضيها لذلك يؤثرون الصمت والسلامة ويلجأ معظمهم إلى النفاق ليحظوا بالمناصب والمنح .
ولكي نكون منصفين فنظام الإستبداد والإمبراطوريات كان منتشرا حتى في أوروبا وليس في الدول الإسلامية فقط ولقد تطورت أوروبا وجاء نظام المواطنة وأصبح الحاكم عبارة عن موظف في الدولة يتم محاسبته عن طريق البرلمان ويمكن أن يسحب منه الثقة في أي لحظة إذا ثبت أنه أخطأ , وجمعيات حقوق الإنسان وكذلك عبر مجلس يحدد حركاته وتطبيقه للقانون والقرارات فإنتهى عهد المزاجية للسلطان وتمتع الناس بكامل حقوقهم الإنسانية وأصبح لوجودهم في الحياة معنى . ويتخذ الحاكم قراراته عن طريق مراكز الأبحاث وقرار الحرب والسلم ليس بيده لوحده وتحريك الجيوش يخضع لأمور عديدة وليس قرارا فرديا أو مزاجيا يخص الحاكم فقط
هذا التطور في مفهوم الرئاسة الذي حدث في أوروبا لم يصل إلينا بعد فما زلنا نعيش عهد ابو العباس السفاح توجد برلمانات صحيح كما في أوروبا كما توجد صحافة ولكنها بتعليمات المخابرات والأجهزة الأمنية , وتوجد شرطة وتوجد منظومة قضائية لكن في النهاية صاحب القرار الأخير هو السلطان وحتى الفتاوي الدينية لا تخرج إلا بموافقته أو بعد التأكد من أنها لا تغضبه .. ونحن كمحكومين أيضا نتحمل مسؤولية الاستبداد لأننا لا نرفض الدكتاتورية إلا في حال ساءت نتائجها أو أصبح الحصول على لقمة العيش مستحيلة أو بعيدة المنال
كل هذه الأحداث تؤكد أننا ? رغم كل هذا التطور في النظام التعليمي والتكنولوجي من قنوات فضائية وسيارات فخمة وطائرات وقصور إلا أننا ما زلنا نعيش في دولة ابو العباس السفاح وحكامنا يؤمنون به ويقتدون بعصره
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. السفاح جاء قبل ابي جعفر المنصور و ذلك حسب دراستنا للتاريخ الاسلامى فمن اين لك ان تحرف الحقائق ومقالك ركيك لم يمر على قلم المصحح

  2. اسمه ابو عبد الله السفّاح وهارون جاء بعده بستين سنه
    والمنصور اخاه كان بعده وليس قبله

  3. يا استاذ هنالك لخبطة شديدة في الموضوع نرجو تصحيحها.

  4. أبو العباس السفاح توليد الحكم قبل أخيه أبي جعفر المنصور.
    هارون رحمه الله كثرت فيه أقاويل المستشرقين و يجب الحذر في كل أخباره ثم إن أحواله قبل نكبة البرامكة مختلفة تماما عما بعدها.

  5. شكرا لكم جميعا على الملاحظات التي أبديتموها في المقال وهي عين الإعتبار وقد لا تصدقون كم أنا أستفيد من التعليقات وفيها الكثير من الإيجابيات التي أستفيد منها أما السلبيات وهذا شي طبيعي في الحياة أتركه خلف ظهري . علي كل حال الهدف من المقال ليس التعريف بخلافة السفاح وتاريخها أو من كان قبله أو من كان بعده نعم صحيح إنه أصغر من أبو جعفر المنصور ولقد تولى أبو جعفر الخلافة من بعده والجدير بالذكر أن خلافة أبو العباس السفاح لم تدم أكثر من أربعة سنوات يا صديق ( كديس أفريقيا ) تولى الخلافة عام 132 هـ وتوفى بالجدري في منطقة الأنبار عام 136 هـ أما الهدف الأساسي من المقال هو التعريف بأبو العباس وبإستبداده الذي أتفقتم معي جميعا عليه والملاحظ لم يكن فيكم أحد يعترض على بطشه وقسوته وإستبداده والتي يتفق عليها الشيعة والسنة وتوضح كيف كانوا العرب والمسلمون في الماضي وكيف هم الآن حيث إنهم مازالوا يتعلقون في الإستبداد ويعشقونه إلا إذا ساءت النتائج أو صعبت الحياة وأصبحت مستحيلة حينها ينقلبون عليها أما غير ذلك يصبح الخروج على الحاكم ولي الأمر حرام ويتم الخلط في أذهان الناس بين الحاكم والوطن وبين الدولة والنظام فيصبح المعارضون في نظر الناس خونة للوطن. وأنه فوق النقد وفوق المحاسبة لأنه يعتبر والد الشعب ولا يجوز للابن أن يحاسب والده أو ينتقد تصرفاته كما كان سابقا أيام الدولة العباسية ومازال هذا التصرف كما هو فلم نتغير منذ أكثر من 1200 سنة أما في المجتمع الديمقراطى في أوربا مثلا بعد أن تغيرت من نظم الأقطاع والإستبداد أصبح يعرف المواطن حقوقه وواجباته وهو لا يعتبر رئيس الدولة رمز الوطن ولا شيخ القبيلة ولا كبير العائلة، وإنما هو بالنسبة إليه مجرد موظف عام يعمل عند الشعب ولابد أن يحاسب ومن الممكن الاستغناء عن خدماته في أي لحظة
    وأكرر شكري لكم مرة أخرى

  6. السفاح جاء قبل ابي جعفر المنصور و ذلك حسب دراستنا للتاريخ الاسلامى فمن اين لك ان تحرف الحقائق ومقالك ركيك لم يمر على قلم المصحح

  7. اسمه ابو عبد الله السفّاح وهارون جاء بعده بستين سنه
    والمنصور اخاه كان بعده وليس قبله

  8. يا استاذ هنالك لخبطة شديدة في الموضوع نرجو تصحيحها.

  9. أبو العباس السفاح توليد الحكم قبل أخيه أبي جعفر المنصور.
    هارون رحمه الله كثرت فيه أقاويل المستشرقين و يجب الحذر في كل أخباره ثم إن أحواله قبل نكبة البرامكة مختلفة تماما عما بعدها.

  10. شكرا لكم جميعا على الملاحظات التي أبديتموها في المقال وهي عين الإعتبار وقد لا تصدقون كم أنا أستفيد من التعليقات وفيها الكثير من الإيجابيات التي أستفيد منها أما السلبيات وهذا شي طبيعي في الحياة أتركه خلف ظهري . علي كل حال الهدف من المقال ليس التعريف بخلافة السفاح وتاريخها أو من كان قبله أو من كان بعده نعم صحيح إنه أصغر من أبو جعفر المنصور ولقد تولى أبو جعفر الخلافة من بعده والجدير بالذكر أن خلافة أبو العباس السفاح لم تدم أكثر من أربعة سنوات يا صديق ( كديس أفريقيا ) تولى الخلافة عام 132 هـ وتوفى بالجدري في منطقة الأنبار عام 136 هـ أما الهدف الأساسي من المقال هو التعريف بأبو العباس وبإستبداده الذي أتفقتم معي جميعا عليه والملاحظ لم يكن فيكم أحد يعترض على بطشه وقسوته وإستبداده والتي يتفق عليها الشيعة والسنة وتوضح كيف كانوا العرب والمسلمون في الماضي وكيف هم الآن حيث إنهم مازالوا يتعلقون في الإستبداد ويعشقونه إلا إذا ساءت النتائج أو صعبت الحياة وأصبحت مستحيلة حينها ينقلبون عليها أما غير ذلك يصبح الخروج على الحاكم ولي الأمر حرام ويتم الخلط في أذهان الناس بين الحاكم والوطن وبين الدولة والنظام فيصبح المعارضون في نظر الناس خونة للوطن. وأنه فوق النقد وفوق المحاسبة لأنه يعتبر والد الشعب ولا يجوز للابن أن يحاسب والده أو ينتقد تصرفاته كما كان سابقا أيام الدولة العباسية ومازال هذا التصرف كما هو فلم نتغير منذ أكثر من 1200 سنة أما في المجتمع الديمقراطى في أوربا مثلا بعد أن تغيرت من نظم الأقطاع والإستبداد أصبح يعرف المواطن حقوقه وواجباته وهو لا يعتبر رئيس الدولة رمز الوطن ولا شيخ القبيلة ولا كبير العائلة، وإنما هو بالنسبة إليه مجرد موظف عام يعمل عند الشعب ولابد أن يحاسب ومن الممكن الاستغناء عن خدماته في أي لحظة
    وأكرر شكري لكم مرة أخرى

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..