صراعات الهَدْمَ مع كرم الله ، وغندور (2-2)

نصف الكوب

وقد وقع العقاب الذي فُرض على كرم الله على أهل ولايته جميعآ ( وصار عقابآ جماعيآ ! ) ، وبلغ الأمر بأن ذهب الى الخرطوم ومكث بها أملآ في لقاء الرئاسة لحسم الأمر ، وقد تحدث كرم الله بأنه وجد صعوبة في الاجتماع بالرئاسة وكان حلقة الوصل بينه ومؤسسة الرئاسة طه عثمان ( أو الأخ طه كما صرح بها ) ويذكر أنه ذات مرة إحتد النقاش بينه ووزير المالية الاتحادي حينها علي محمود عبد الرسول وكاد الأمر أن يصل حد العراك ؛ والذي أغضب كرم الله هو أن توجيهآ صدر عن الرئاسة للمالية للإيفاء بإلتزاماتها تجاة القضارف إلا أن وزير المالية يمتنع … الى أن نجح كرم في لقاء علي عثمان محمد طه ، وذكر كرم الله ? بعدها – في حوار أجري معه بالصحافة أن نائب الرئيس ( علي عثمان ) قد طلب منه الذهاب في إجازة طويلة ، وقد قالها بطريقة تُفهم بأننا نريد منك تقديم استقالتك ( لا غير ) ففهمها ، ورد عليه بسؤال قائلآ له : ” إنت دايرني استقيل “؟ .. فأجاب بإيماء ( نعم ) وقدم كرم إستقالته ، وعاد لولايته وتم تعيين الضو الماحي ( على الفور ) خلفآ له ! .
لكن ظلت الخلافات بين التيار الداعم لكرم الله والمناوئ له داخل حزبه بولايته تربك العمل العام والحزبي الى أن قام بحسمهم حسبو محمد عبد الرحمن عند زيارته لولاية القضارف في فترة سابقة .
أما في الحالة ( الغندورية ) فكان محظوظآ بأنه قد وضع سيناريو النهاية بنفسه ، ولست هنا بصدد تقييم تجربة أي منهما ( كرم الله ، وغندور ) ولكن المهم الربط بينهما بإعتبارها خلافات وصراعات حزبية أحدثت خللآ في العمل العام ( على علته ) وجاءت على حساب سمعة واقتصاد البلد ، التي يبدو أنها خارج نطاق حساباتهم ، وكان مفهومآ منذ فترة ، حتى قبل إعفاء طه عثمان وذهابه ( لبلاده الثانية ) أن مكتب الرئيس يتدخل بصورة مباشرة في اعمال من إختصاص الخارجية ، وفي الاعتبار أيضآ جولات عوض الجاز وترتيبه لزيارة روسيا وملف الصين وغير ذلك ، وما أثير أيضآ عن تقديم غندور لإستقالته قبل فترة وتم رفضها .
في الحالتين غندور وكرم الله تم إنهاء مسيرة عملهما بصورة أضرت بالعمل العام وبالمواطن ( حجب استحقاقات موظفي الخارجية ، ومنع ميزانية القضارف ) وكل ذلك لدفعهما نحو تقديم الاستقالة ! … ولا ننسى أن حديث غندور أمام ( برلمانه ) كان موجعآ ومؤسفآ ؛ لأنه قدم ملامح وتفاصيل عن ما كان يدور سابقآ ( من مؤامرات ضده ) … المهم تبقى منظومتهم واحدة ، ومسؤولة عن التردي والفشل الماثل الآن ، وما لحق بالمواطن من أذىً !
أخيرآ .
أتوقع في الفترة القادمة أن يتم منع ، أو على أقل تقدير تقييد عمل شبكة الجزيرة ( الجزيرة مباشر ) لإسهامها في توصيل رسالة غندور ( التي تخصه ) للشعب والعالم ، لكن الأرجح أن تلحق بــ خدمة بي بي سي عربي راديو أف أم .

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. هذه هي سياسة الجلالة التي جاء ذكرها في المتَاب الأسود الذي كتبه الموتمر الوطني نفسه وهذه الإفادة جاءت من البشير نفسه هي ذكر بأنهم كتبوا الكتاب نتيجة بحث ووجدوا إنّو ناس الغرب مظلومين وقاموا بتعيين ولاة منهم في الولايات الآخري. عندما يريد الجلابة حرقك ويقومون بتعيينك في موقع ثم تقطع منك المعينات وأهمها المال

  2. هذه هي سياسة الجلالة التي جاء ذكرها في المتَاب الأسود الذي كتبه الموتمر الوطني نفسه وهذه الإفادة جاءت من البشير نفسه هي ذكر بأنهم كتبوا الكتاب نتيجة بحث ووجدوا إنّو ناس الغرب مظلومين وقاموا بتعيين ولاة منهم في الولايات الآخري. عندما يريد الجلابة حرقك ويقومون بتعيينك في موقع ثم تقطع منك المعينات وأهمها المال

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..