مجمع الفقه الإسلامى و بيع لحم الحمير

كشف مجمع الفقه الإسلامي في السودان، قبل أسبوع، عن تلقيه طلبين تقدمت بهما الحكومة ممثلة في وزارة الاستثمار لاقامة مسلخ لتصدير لحوم الحمير إلى الصين، أو تربيتها في مزارع لتصديرها حية.
وقال المجمع إن الاستثمار في لحوم الحمير مخالف للشرعية الإسلامية، ولا يجوز أكلها بناء على النص القرآني “وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً”.
في القرآن الكريم آيات متعددة أحل الله فيها لعباده المأكولات الطيبة مثل قوله تعالي: {يَسْأَلُونَكَ مَاذَا أُحِلَّ لَهُمْ قُلْ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ}.. [المائدة :[ 4]، كل طعام حرمته شريعة الإسلام فعلينا أن نمتنع عنه مباشراً وبدون السؤال عن الاسباب لما تحويه من حكمة إلالهية عظيمة مثال:
1- الطيور: أكل كل ذي مخلب أي كل ذي أظفار يصطاد بها فريسة مثل.. الصقور والنسور.. إلخ.. بخلاف الحمام والدجاج.
2- الحيوانات: أكل كل ذي ناب كالسباع والذئاب خلاف الإبل والبقر والغنم ومن قول الرسول إنه (نهي عن أكل كل ذي ناب من السباع… إلخ).
3- ما يضر بالبدن والعقل: كالأفيون والحشيش وجميع أنواع المخدرات.
4- الميتة: كل ما مات من الدواب غير تزكية شرعية مما أحل الله أكله.. قول رسول الله صلي الله عليه وسلم (أحلت لنا ميتتان ودمان السمك والجراد والكبد والطحال).
5- الدم: المقصود به الدم المسفوح أي السائل عند ذبح الحيوان.
6- لحم الخنزير: لم يرد في الشريعة تعليل خاص لتحريم لحم الخنزير سوى قوله: {فَإِنَّهُ رِجْس}، والرجس يطلق على ما يستقبح في الشرع
7- ما أهل لغير الله به: أي ما ذُكر عليه عند ذبحه اسم سوي الله تعالي.
8- المنحتقة: هي التي تخنق حتي الموت.
9- الموقوذة: هي التي تضرب بآلة حتي تموت.
10- المتردية: التي سقطت من أعلي وماتت
11- النطيحة: هي التي نطحتها أخري فماتت.
12- وما أكل السبع: وهى كلا من الذئاب أو الأسود أو النمور، أو كلا من من الطيور التي تفترس الصيود، فإنها إذا ماتت بسبب أكل السبع، فإنها لا تحل. وقوله: {إِلَّا مَا ذَكَّيْتُمْ} راجع لهذه المسائل.
13 ما ذبح علي النصب: حكم المضطر من أكلها.. يجوز لقوله تعالي: {فمن اضطر في مخمصة غير متجانف الإثم فإن الله غفور رحيم} بشروط أن يقصد بالأكل وقع الضرر عنه وألا يتجاوز ما يسد الضرورة.
التعليق:
كما ورد أعلاه فإن الحيوانات المحرم أكلها بنص القرآن فهى واضحة لا لبس فيها ,أعتقد أن مجمع الفقه الإسلامى إستند فى فتواه فقط على كلمة (لتركبوها) و هذا أمر فيه نظر,الملاحظ أن لام التعليل فى هذه الكلمة لا تحرم حلالا أو تحلل حراما بل هى تعلل ما جرت عليه الأمور أو ما جرت عليه العادة أو الأمر المهم اللافت للنظر و مثلها فى القرآن الكريم:
وَالَّذِي خَلَقَ الْأَزْوَاجَ كُلَّهَا وَجَعَلَ لَكُم مِّنَ الْفُلْكِ وَالْأَنْعَامِ مَا تَرْكَبُونَ (12) لِتَسْتَوُوا عَلَىٰ ظُهُورِهِ ثُمَّ تَذْكُرُوا نِعْمَةَ رَبِّكُمْ إِذَا اسْتَوَيْتُمْ عَلَيْهِ وَتَقُولُوا سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَٰذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ (13)الزخرف
من المعلوم أن كلمة الأنعام تشمل الإبل فهل يجوز أن نقول وفقا لآية سورة الزخرف أعلاه لا يجوز أكل لحم الإبل لأن الله سبحانه قال (لتستووا على ظهوره) ؟
و آية أخرى:
وَهُوَ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ ۚ وَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً طَهُورًا (48) لِّنُحْيِيَ بِهِ بَلْدَةً مَّيْتًا وَنُسْقِيَهُ مِمَّا خَلَقْنَا أَنْعَامًا وَأَنَاسِيَّ كَثِيرًا (49)الفرقان.
من المعلوم أن المطر فى أحيان كثيرة يصب فى صحارى قاحلة ليس فيها أنعام و لا أناس و أحيانا فى المحيط,فهل نعارض الخالق بلام التعليل و نقول لا هذا المطر صب فى أمكنة خاطئة؟؟؟
هنالك مئات الأمثلة فى القرآن الكريم للام التعليل التى أستخدمت بلاغيا و ليس للتشريع أو الأحكام .
أما بالنسبة لأكل لحم الخيل و الحمير فهنالك فتوى قديمة نشرتها دار الإفتاء المصرية على موقعها الإلكترونى، قالت فيها إن أكل لحم الحمير جائز مع الكراهة، وذلك حسب قول من قولين عند المالكية ثانيهما يؤكد عدم جوازه، مع حرمته فى باقى المذاهب.

وقالت الفتوى: إنه بالنسبة لأكل الخيل فإنه يحل أكله مع الكراهة التنزيهية عند أبى حنيفة، بينما هو مباح عن الحنابلة والشافعية، وفى رواية للمالكية، كما يرى بعض المالكية كراهية أكله، ويرى البعض حرمته.

وبالنسبة للحمار الأهلى قالت الفتوى إنه “غير مأكول اللحم عند الحنفية والشافعية والحنابلة وللمالكية قولان أحدهما لا يؤكل وهو الراجح والثانى يؤكل مع الكراهة”.

وكان ورد سؤال لدار الإفتاء قال فيه السائل إنه قد نشأ بينه وأحد زملائه حوار حول ظاهرة دينية، تتلخص فى هذا السؤال هل أكل لحم الخيل والحمير حلال أو حرام، وطلب الإفادة عن الحكم الشرعى فى هذا.

وأجابت دار الإفتاء بأنه “يحل أكل لحم الخيل مع الكراهة التنزيهية عند الإمام أبى حنيفة فى ظاهر الرواية وهو الراجح عند الحنفية، وقال الصاحبان أبو يوسف ومحمد بإباحة لحم الخيل، وكذلك قال الشافعية والحنابلة ورواية عن المالكية، كما قال بعض المالكية بالكراهه و بعضهم بالحرمة”.

وأضافت الدار، فى الإجابة أنه عن جابر بن عبد الله رضى الله عنه قال نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم خيبر عن لحوم الحمر الأهلية وأذن فى لحوم الخيل، وعن أسماء بنت أبى بكر رضى الله عنهما قالت: نحرنا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فرسا فأكلناه ونحن فى المدينة” متفق عليهما.

وأضافت أنه بالنسبة للحمار الأهلى فغير مأكول اللحم عند الحنفية والشافعية والحنابلة، وللمالكية قولان، أحدهما أنه لا يؤكل وهو الراجح عندهم، والثانى أنه يؤكل مع الكراهة.

واستندت الدار فى الإجابة إلى الحديث الوارد فى البخارى عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر مناديا فنادى: إن الله ورسوله ينهيانكم عن لحوم الحمر الأهلية فإنها رجس، فأكفئت القدور وهى تفور باللحم.
التعليق:
من كلمة (الحمر الاهلية) يتضح لنا بأن التحريم فى عهد المصطفى لم يكن قرآنيا و إنما كان مؤقتا بالعصر و الجغرافيا, كانت الحمير من وسائل النقل الرئيسية و أكلها كان من من الممكن أن يسبب أزمة مواصلات مثل التى عندنا هذه الأيام.
مما سبق ذكره يتضح لنا بأن أكل محرمات الطعام جائز عند الضرورة و أكل لحم الحمير إما مختلف فيه أو جائز مع الكراهة أو كانت فتوى خاصة بزمن الحمير, طيب ما رأى مجمع الفقه الإسلامى فى ضرورة (بيع) و ليس أكل لحم الحمير للحصول على عملة حرة تخفف علينا أزمة المواصلات و نشترى بها تانكر تانكرين وقود خصوصا و أننا صرنا لا نركب الحمير؟؟

صلاح فيصل
[email][email protected][/email]