القرود إذا تعرضت للظلم تغضب وتثور لماذا نحن؟!

تجربة أجراها كل من (سارة وفرانس دي وال) في جامعة ايموري (EMORY) الأمريكية، فقد وضع الباحث قردين في قفصين متجاورين بحيث يرى كل قرد الآخر. في داخل القفص وضع الباحث قطعا صغيرة من الحجارة التقط قرد حجر وأخرجه من فتحة القفص، فأخذه الباحث وأعطاه قطعة خيار كمكافأة وتكرر الأمر مع القرد الثاني، ففهم القردان أن في كل عملية ألتقاط حجر سيكون مقابلها قطعة خيار … مرة أخرى أخذ الباحث حجر من القرد الأول وأعطاه قطعة خيار لكنه بعد ذلك أخذ الحجر من القرد الثاني وأعطاه حبة عنب. والقرود تحب أكل العنب أكثر من الخيار توقع القرد الأول معاملة مماثلة فأعطى حجر جديد للباحث لكنه أعطاه قطعة خيار ولم يعطه حبة عنب. رفض القرد الثاني قطعة الخيار وألقى بها وهو غاضب من الباحث ومن جديد أخذ الباحث حجر من القرد الثاني وأعطاه حبة عنب. حاول القرد الأول مرة أخرى، فناول حجر للباحث فأعطاه قطعة خيار ولم يعطه حبة عنب. عندئذ جن جنون القرد المظلوم وقذف قطعة الخيار وراح يضرب بيديه على زجاج القفص حتى اضطر الباحث إلى اعطائه حبة عنب فالتهمها وهدأت ثورته.
العبرة من هذه التجربة أثبتت عدة حقائق علمية مهمة للغاية : إن الإحساس بالعدالة موجود عند كل المخلوقات بما فيها الحيوانات، إن رفض الظلم إحساس فطري وليس مكتسبا . الإحساس بالعدالة يولد مع كل مخلوق. إن أبسط المخلوقات يغضب عندما يتم تمييز غيره عليه بدون وجه حق إن الثورة هي اقصر الطرق للتغيير، فهذا القرد المظلوم عندما ثار وكاد أن يحطم القفص بقبضتيه، أرغم الباحث على أن يعامله على قدم المساواة مع القرد الآخر.
كل من يقرأ هذه التجربة لا يملك إلا أن يتساءل لماذا لا يثور السودانيون ضد الظلم كما ثار القرد المظلوم؟ إن معظم السودانيين يعانون في وطنهم من ظلم بيّن , فلماذا يذعنون للظلم..؟
إنها حالة وأنا على ثقة أن كثير من علماء النفس والإجتماع في العالم يريدون دراسة هذه الحالة السودانية الفريدة من نوعها التي أبطلت الكثير من النظريات التي تتحدث عن رفض الظلم وإن أبسط المخلوقات يغضب عندما يتم تمييز غيره عليه بدون وجه حق. السودانيون يحسون بالظلم لا حرية تعبير ولا تعليم جيد ولا رعاية صحية ولافرص عمل، الشباب يعانون من البطالة بينما مناصب الدولة محجوزة لأبناء الكبار ، أضف إلى ذلك كل من لا يُعجب بعبقرية المؤتمر الوطني وسياساته توجه إليه تهمة الخيانة . المظالم في السودان كثيرة وصارخة لكن السودانيين لا يثورون. ما الاسباب التي تجعل السوداني يذعن للظلم ويتواءم معه؟ أيكون السبب الفهم الخاطيء للدين الذي يشجع السودانيين على تقبل الظلم في الدنيا وسيعوضهم الله في الآخرة جنة عرضها السموات والأرض؟ ما الذي جعل سودانيين كثيرين يتحولون إلى نموذج “المواطن المستقر” الذي ينحصر كل اهتمامه في السعي لأجل لقمة العيش وتربية الاولاد ولا يهتم إطلاقا بما يحدث خارج أسرته..؟ طيب لو سلمنا بهذا الإفتراض الأخير الآن لقد فقدنا الأثنين لقمة العيش والحرية وهذا هو جزاء من يزعن للظلم والاستبداد ويتخلى عن الحرية من أجل لقمة العيش سيفقدهما الأثنين معاً . إذاً ما سبب هذا الصمت ؟ , هل هو يأس السودانيين من تحقق العدالة وإيمانهم أن الفساد أصبح قاعدة ومنظومة مما جعلهم بدلا من أن يسعوا للتغيير تورطوا هم أيضا في الفساد أو على الأقل يتحايلون لتحقيق أي مصلحة من منظومة الفساد هذه ؟ مما جعل الغالبية من المجتمع غارق في الفساد؟. حقيقة لم أجد مبرر لهذا الصمت حاولت أن أجدد مبررا أو سببا لهذا الصمت لكنني لم أجد !!! وكل من يجد السبب لا يبخل علينا بهذه المعلومة الضائعة
الخطورة في أن الإذعان للظلم يسبب تشوها في الوعي والسلوك.. كل من يعيش في السودان قطعا يلاحظ انتشار السلوك العدواني في الحياة اليومية. إنتشر مقطعين قبل فترة من الزمن أحدهما لمجموعة من الشباب ألقوا القبض على (حرامي) مسكين وضعيف سرق أشياء تافهة لا تستحق فهذا لا بعني عدم المعاقبة ولكن بالقانون للأسف مارسوا فيه كل أنواع التعذيب قيل إنه فارق الحياة ثم تم نفي هذا الخبر وتكرر نفس الشي عدة مرات مع مجموعة أخرى مع الأخوة السوريين فلو أخطأوا يوجد قانون وشرطة لكن تمت معاقبتهم جماعيا خارج القانون وحتى الفئران يا سادة لم تسلم من عدوانيتنا لقد شاهدت أحد الجهلاء يعذب فأرا فكل عاقل شاهد هذه المقاطع كان معترضا ويأسف لحال العنف الذي وصلنا إليه على بعضنا البعض وكانت النتيجة هي : كأن الناس يفرغون طاقة الإحباط في بعضهم البعض بدلا من توجيهها ضد من يظلمهم ويسرق قوتهم وما حادثة كمبو أفطس بالجزيرة دليل آخر على هذه العدوانية فهو نموذج للكثير ( كمبو أفطس هو عبارة عن تجمع لعمال سودانيين موسمين في مشروع الجزيرة لقد إستوطنوا وتزاوجوا وأنجبوا البنين والبنات في هذا المكان وشيدوا منازلهم بمجهودهم الخاص وفيهم من تخرج من الجامعات وفيهم من دخل معترك الحياة في وظائف أخرى هذا بإختصار) هذا الأسبوع بعد كل هذه السنيين تم حرق هذا الكمبو وجميع ممتلكات أهله وتم تشريد الأطفال والنساء مما إضطرهم المبيت في العراء الأسباب لم يتم توضيحها للرأي العام كالعادة لكن مهما كانت الأسباب لا يوجد مبرر واحد لهذا العمل الفظيع المشين سوى دليل آخر على تفشي ظاهرة السلوك العدواني وتفريغ طاقة الإحباط على بعضنا البعض ,
الأمر الخطير الآخر إن في السودان ظاهرة غريبة ومؤسفة هي كراهية قطاع من السودانيين وبالتحديد الفقراء منهم للشباب الذين يريدون وينادون بالتغيير . قد يكون متفهما ومقدرا أن يكره المنتفعون من التجار وأعضاء حزب المؤتمر الوطني ومن تبعهم التغيير ومن ينادون به لأنهم خائفون على مصالحهم وحياتهم المرفهة من أي تغيير لكن الغريب جدا أن قطاعا من الفقراء في السودان يكرهون شباب التغيير الذين هم الوحيدون من يدافعون عن حقوقهم ويسعون بشتى الطرق للتغيير وتحسين وضع الفقراء !!! .. السبب هو يبدو أن المذعن للظلم كثيرا ما يحس بالسخط على كل من يقاوم الظلم.. كأن من يقاوم الظلم يشعر الخانعين بجبنهم وضعفهم فيكرهونه من أعماق قلوبهم..
إن هناك ما نتعلمه مما فعله القرد في هذه التجربة. إن العدالة لا تمنح وإنما تنتزع وان من يتقبل الظلم ويتعايش معه لا يحق له أن يشكو منه.
اولا مقال سخيف و لا يمكن لي كاتب مهما تفتقت افكاره ان يقارن بين القرود و الشعوب و هذا ما اسقط المقال و جعل اى ملاحظات عليه غير ذات نفع
اولا مقال سخيف و لا يمكن لي كاتب مهما تفتقت افكاره ان يقارن بين القرود و الشعوب و هذا ما اسقط المقال و جعل اى ملاحظات عليه غير ذات نفع
# القرود إذا تعرضت للظلم تغضب وتثور لماذا نحن؟!#
يمكن انتو اشباه قرود ههههه .
# القرود إذا تعرضت للظلم تغضب وتثور لماذا نحن؟!#
يمكن انتو اشباه قرود ههههه .