ناس افراحها زايده وناس يتألموا!!!

بسم الله الرحمن الرحيم
عندما ينظر كل من له عقل، سودانيا كان أم اجنبيا، يعرف حال السودان والسودانيين قبل اليوم اياه، من الشهر اياه، من العام اياه، (يتحسر ويندهش) على ما نحن عليه، وطن ومواطنين. قمت بجولات في كل الدول الافريقية تقريبا وعدد لا بأس به من العربية، لم اجد من هو ابأس منا، رغما عن اننا أول من نال استقلاله من المستعمر. نعم أطلق علينا الرئيس نايريري صفة (رجل افريقيا المريض) بسبب مشاكل جنوبنا السابق، لكننا كنا على الأقل افضل من 70% من الأفارقة والعرب و الأسيويين بما في ذلك كوريا وتايلاند والفلبين و ماليزيا وباكستان ..الخ.
الشعب اليوم يتضور جوعا، ويكابد للحصول على الخدمات والسلع، ولا أحد يهتم حكومة أو برلمانا. فقدنا رغبة الجيران في مساعدتنا حتى نخرج من كبوتنا لأنهم شعروا أنه (لا فائدة) من ذلك مهما فعلوا. انقسمنا الى دولتين وازدادت مشاكل كل منا، جنوبا وشمالا، والحل واضح للدولتين الفاشلتين، لكن (حب النفس والمصالح الشخصية) دمرت المواطن الشمالي والمواطن الجنوبي بنفس القدر، حربا وجوعا وتشردا وتشرذما وتفككا وضعفا وخذلانا ومهانة تزداد كل يوم. حيرنا كل العالم!!! كيف لدولة (تمتلك كل شيء) وتفتقد لكل شيء. لا يستطيع منطق أو علم أو حتى سحر أن يبرر ما نحن عليه شمالا وجنوبا.
انظروا الى جارتنا الشمالية، نالت استقلالها بعدنا، وحينها كانت تسبقنا( تقنيا) بما لا يقل عن 100 عام. لديها الجامعات والمصانع الخفيفة والثقيلة ، بما في ذلك الحديد والصلب ومصانع السكر والمصانع الحربية التي تنتج (كل شيء)، وتمتلك تقنيات مناسبة للزراعة مع قلة المساحات وكبر حجم السكان، وكوادر مثقفة ومتعلمة تستطيع أن تنهض ان وجدت القيادة الرشيدة( ووجدتها) طوال حكم ناصر والسادات ومبارك والآن هنيئا لها بالسيسي الذي سينتقل بها نقلة تضعها في مصاف الدول المتقدمة قريبا جدا طبقا لآراء المحللين العالميين والعالمين ببواطن الأمور. يحب شعبه ويحب له الخير، ويحبه شعبه ويطالبه بمبادلته الحب في شكل خدمات وانتاج وبرامج. فهم شعب وضح لنا أن الله يحبه بدليل أن وهبه من يكمل المسيرة في الطريق الصحيح. افراحهم أصبحت دائمة، ونحن نقع في مرتبة (ناس يتألموا)!!! يا سادتنا و يا من تحكموننا (غصبا عنا)، أن لم تحبوا هذا المواطن الذي صبر عليكن قرابة 30 عاما،( فاتقوا الله في الوطن).
أصبح الشباب من الجنسين يرغب في الهجرة من وطن يحتاج لكل منهم، لكن هم يشعرون بالإهمال وعدم وجود سبب حقيقي يجبرهم بالبقاء في( دولة فاشلة) لا تهتم بالمواطن وصحته وغذائه وتعليمه. ولا تستطيع أن تقدم اقل الخدمات، ولا توفر له وللوطن الحماية والأمن. فلا هم اطعموا من جوع ولا تم توفير الأمن والأمان لهم. أصبحوا وهم في ريعان شبابهم ذوي شعر أبيض وأكثر من 25% منهم مصاب بالضغط أو السكر و الذبحات القلبية ، ولا ننسي السل بأنواعه. يرون بأن أعينهم اسر وأبناء وبنات الطبقة والحزب الحاكم يعيثون فسادا وينهبون ويمتلكون كل شيء وهم يعانون من كل شيء. لجأ أكثر من 20% منهم للمخدرات والبنقو والحشيش والخمور هربا من واقعهم. لديهم رأي في كيفية تسيير البلاد، لكنهم لا يسمع لهم، بل( يقهرون) يوما بعد يوم. ولا يستطيعون الافاقة أو الفكاك من المخدرات والقهر السياسي والاقتصادي والاجتماعي. فكيف بالله نتصور أو نطالبهم بأن يحبوا هذا الوطن ويضحوا من أجله. فقد ضحى جيل اجدادهم وأبائهم، فماذ كانت النتيجة!!!!!.
السؤال هو: هل نحن أقل قامة وامكانيات من كينيا وأثيوبيا وتنزانيا وجنوب افريقيا، بل بتسوانا وليسوتو؟ هل لا نستحق ما يلقاه الشعب المصري من أهتمام من حكومتهم. هل نحن أجبن من الشعب المصري الذي قام بثورتين وازاح كابوس كان سيدمرهم وجيرانهم؟ لقد سبقناهم في ذلك من قبل في 1964 و 1984م.
نرجو أن تفكر حكومتنا ومن يحكموننا غصبا أن يكفروا عن ما فعلوه ويقوموا بانقاذ الوطن والمواطن مما أدخلونا فيه من متاهة وضياع، والحل في أيديهم ويعلمون ماذا نعني بذلك حتى نصبح من فئة (ناس أفراحها زايدة)، اللهم نسالك اللطف (آمين).
نبيل حامد حسن بشير
جامعة الجزيرة
[email][email protected][/email]