كراكاس تقاوم نظرية وجود فراغ سياسي في البلاد

تحاول الحكومة الفنزويلية تفنيد معلومات متداولة تتحدث عن وجود فراغ سياسي أو إعداد لنقل السلطة، وتعززت خصوصا بعد صدور نشرة طبية متشائمة جدا الخميس حول الوضع الصحي للرئيس العليل هوغو شافيز.

فقد أعلن نائب الرئيس نيكولا مادورو مساء أول من أمس أن الرئيس شافيز، الذي يعالج في كراكاس منذ الاثنين ما زال يتولى إدارة شؤون الدولة. وأوضح مادورو لشبكة «في تي في» التلفزيونية الرسمية أن شافيز التقى مساعديه الجمعة، وبحث معهم في ملفات الحكومة. وأضاف في ختام اجتماع مع شافيز استمر خمس ساعات ونصف الساعة، أن الرئيس الذي تلقى علاجا كيميائيا وسيستخدم آلة تساعده على التنفس لكنها تمنعه مؤقتا عن الكلام «تحدث معنا عبر ملاحظات مكتوبة وأعطى توجيهات حكومية». وقال نائب الرئيس الذي أجريت معه المقابلة في حضور عدد من الوزراء في باحة المستشفى العسكري الذي نقل إليه شافيز منذ الاثنين: «لقد عبر لنا عن فرحه الكبير بالعودة إلى كراكاس» بعد أكثر من شهرين من العلاج في هافانا من سرطان.

ومساء الخميس أصدرت الحكومة للمرة الأولى رسالة مقلقة حول تطور «غير إيجابي» لمشكلات التنفس التي يعاني شافيز، 58 عاما، منها، بعد عمليته الرابعة لمعالجة سرطان في 11 ديسمبر (كانون الأول) الماضي. وتتعارض هذه الرسالة مع التفاؤل الذي ساد البيانات السابقة تخفي بحسب المحللين استراتيجية سياسية للحكومة تمهيدا لما قد يلي، فيما يبدو أكثر فأكثر أن صحة شافيز لن تسمح له بالحكم حتى انتهاء ولايته في 2019. واعتبر المحلل السياسي لويس فيشينتي ليون من مؤسسة «داتا أناليسيس» أن هذا النوع من الرسائل يرمي إلى «إثارة العواطف والرابط العاطفي مع الرئيس أو إلى إعداد (السكان) تدريجيا لسماع خبر سيء».

واعتبرت المؤرخة مرغريتا لوبيز مايا أن الحكومة «تواصل تمهيد الطريق أمام تغيير سياسي»، وأن العملية الانتقالية بدأت في 8 ديسمبر الماضي، تاريخ إعلان الرئيس عن المغادرة إلى كوبا للخضوع لعملية رابعة وتعيينه نائبه مادورو خلفا له في حال تعذر عليه ممارسة مهامه.

ومنذ ذاك ازداد حضور مادورو على الساحة الرسمية التي ركزت في السابق على شخصية شافيز الذي يتمتع بكاريزما. تسارعت هذه الظاهرة منذ 10 يناير (كانون الثاني) عندما تعذر على الرئيس أداء القسم لولاية جديدة بعد إعادة انتخابه في أكتوبر (تشرين الأول) 2012.

ولذلك منذ منتصف ديسمبر بدأ سائق الحافلة السابق البالغ 50 عاما والذي أتى إلى السياسة من الباب النقابي يشارك في القمم الدولية ويرأس العروض العسكرية ويدشن الفعاليات العامة أمام وسائل الإعلام العالمية. والإشارة الأخرى الجلية هي بروز شعار جديد في الدعايات الكثيرة المؤيدة لشافيز في التلفزيون الرسمي، وهو «كل شيء مع شافيز، لا شيء من دون مادورو والشعب» الذي ذكر للمرة الأولى اسم نائب الرئيس وأظهر لقطات له عندما كان ناشطا شابا.

لكن لوبيز مايا وزيرة الخارجية السابقة اعتبرت أنه على الرغم من أن مادورو مناصر مخلص لشافيز منذ البدء، ما زال ينقصه الدعم القوي من القواعد التابعة لشافيز. بالتالي من أجل ضمان دعم هؤلاء الأنصار أصبح مادورو «حاضرا جدا في الإعلام وباتت الرسالة حاسمة على القدر نفسه حيال بعض وسائل الإعلام (الخاصة) والمعارضة» بحسب المتحدثة ذاتها. كما لفتت إلى أن الحكومة تسعى كذلك بالموازاة إلى «المحافظة على حضور شافيز في وسائل الإعلام لأطول فترة ممكنة» لإضفاء الشرعية على صورة وريثه.

أمام التكهنات التي أثارها عدم صدور صور للرئيس أو حضوره مراسم عامة منذ عودته في مطلع الأسبوع إلى البلاد، تواصل الحكومة التأكيد على وجود شافيز في دفة الحكم. والجمعة كشفت السلطات عن وثيقة من ثماني صفحات أكدت أنها مكتوبة بيد الرئيس ومخصصة لقمة رؤساء دول أفريقيا – أميركا الجنوبية التي انعقدت في غينيا الاستوائية. وأكد وزير الخارجية الفنزويلي إلياس خاوا عند قراءة الرسالة أن شافيز «يعاني من مرض معقد لكنه لم يتخل عن صلاحياته».

الشرق الاوسط

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..