كتاب استيعاب الرسالة المحمدية

عنوان الكتاب: استيعاب الرسالة المحمدية
نحو أنسنة الرسالات الإلهية
الجزء الأول
ان الكتاب يعتبر امتداد للكتاب السابق “الإرشاد في الرسالات الإلهية” ولكن بتركيز فقط على الرسالة المحمدية الخاتمة والكيفية التي يمكن بها إدراك ذلك الإرشاد، وهو في تبويبه مشابه تماما لكتاب د. محمد عابد الجابري “فهم القرآن الحكيم” فهو يتناول سور وآيات الرسالة المحمدية بناء على اللحظة الزمنية، أي ما هو متعارف عليه في الفكر العربي الإسلامي بترتيب النزول، ولكن من خلال الكتاب سندرك ان ليس هنالك صعود أو نزول للرسالة، فهي رغم انها من الله ولكنها ليست من العالم الإلهي أي لا تعبر عن ذلك العالم أو عن الله في ذاته فلا وجود لتداخل بين المجال الإلهي والمجال الإنساني، وكل ذلك سنتعرف عليه بتركيز أكثر في الكتاب في جزئية طريقة الإرشاد الإلهي.
واستخدمت كلمة استيعاب بدلا عن مفاهيم مثل إدراك وفهم لان معرفة الرسالة تحتاج إلى الثنائية المتعارف عليها وهي العقل والقلب أو كما سميتها في فلسفة التحولات بالرؤية الكلية والوعي الجيني، فالرسالة لا تحمل قيم إنسانية أو إلهية كما حاول الفكر العربي الإسلامي ان يسوق لها ولكنها تحمل معاني إرشادية تتحرك في الفضاء الداخلي للمجتمعات ولذلك حتى تتحول إلى رسالة ذات فائدة إلى كل مجتمع يجب اخذ معانيها وأمثالها واستيعابها من خلال تحولات المجتمع الداخلية وليس من خلال تحولات مجتمعات أخرى. وكذلك فضلنا استيعاب على فهم وإدراك التي تحيلنا إلى مفهوم المعقولية الأحادية التي يسوق لها الفكر العربي الإسلامي والفكر الغربي، باعتبار ان للحياة معقولية أحادية يمكن ان يتوصل إليها مجتمع ما ويصدرها إلى المجتمعات الأخرى ليؤمن بها كما هي، فلا وجود لتلك المعقولية الا في المفاهيم الكلية للإنسانية اما كيفية تبلور تلك المفاهيم داخل حياة كل مجتمع فتختلف باختلاف تحولاته الاجتماعية التاريخية.
اما نحو أنسنة الرسالات الإلهية الواردة في العنوان فاعني بها نحو استيعاب ان الرسالات من الإنسانية واليها وليست من المجال الإلهي ولا تحمل في داخلها مضامين وقيم إلهية، فرغم ان الرسالة إلهية إلا ان الله استخدم المجال الإنساني في محاولة لتوصيل مغزى الحياة الكلية إليه وفق إمكانية عقله وإحساسه بالحياة في اللحظة التاريخية المحددة، واستخدمت الرسالة المحمدية تحديدا التاريخ الإنساني في الحياة كمثال على الكيفية التي كانت تسير عليها التحولات الاجتماعية وكذلك سارت عليها الرسالات في الاختلاف من مرحلة إلى أخرى، فرغم ان مغزى الرسالة ظل واحد في كل الرسالات ولكن اختلاف المجتمعات وكذلك اختلاف المجتمع الواحد من مرحلة إلى أخرى تطلب اختلاف في الطريقة وليس في الجوهر. وتصبح بالتالي الرسالات عبارة عن قيمة إضافية من الله للإنسانية، فالإنسان من خلال ثنائية القلب والعقل أو ثنائية الوعي الجيني والرؤية الكلية مؤهل لان يتوصل إلى ذلك الإرشاد دون الحاجة إلى رسالة، ولكن تاطير الحياة داخل مرحلة زمنية محددة والرهبة من الدخول في مراحل التحولات من جانب المجتمعات وكذلك نخبها التي كان من المفترض ان تعيد استيعاب تلك المراحل بما يخدم تلك المجتمعات ويساعدها على الاستمرار في الحياة، كل ذلك قاد إلى البعد عن مغزى الحياة مما تطلب وجود الرسالات. بل حتى بعد وجود الرسالات نجد ان المجتمعات لم تستفد منها الاستفادة الكاملة، فتمت إعادة استيعاب تلك الرسالات وفق رؤية كلية سابقة لها مما مثل عائق إضافي بعد تدثر تلك الرؤية بمفهوم الإله. وفي الرسالة المحمدية تحديدا تم إعادة استيعاب الإرشاد داخل مفاهيم ورؤى سابقة عليه وتم إحاطته بكل المقولات والمفاهيم السابقة له داخل المجتمع العربي بما يسمي بالفكر العربي الإسلامي، وأصبح ذلك الفكر عبارة عن صنم يعبد باعتباره الرسالة الإلهية، والصنم رمز للثبات والجمود والذي هو ضد الحركة وإمكانية استيعاب الاختلاف والتحول الاجتماعي.
وبالإضافة إلى الكتاب السابق يحتوى الكتاب الحالي على بعض المفاهيم التي يتطلب إدراكها وفق إشارات الرسالة وليس وفق ما دونت على أساسه، مثل مفهوم “القول الإلهي أو قال تعالي” كما نجدها في ذلك الفكر، أو مفهوم الرسول وعلاقته بالرسالة والكيفية التي يختار الله على أساسها الرسل وغيرها.
ويمثل الكتاب الجزء الأول من سلسلة أجزاء نتناول فيها كل الرسالة لنوضح به الاختلاف بين الإرشاد وبين التدوين الذي تم للرسالة.
يمكن الاطلاع على الكتاب وتحميله من هنا [url]https://www.scribd.com/document/375194966/%D8%A7%D8%B3%D8%AA%D9%8A%D8%B9%D8%A7%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%B3%D8%A7%D9%84%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF%D9%8A%D8%A9-pdf[/url] ويمكن الاطلاع وتحميل هذا الكتاب وغيره من الكتب والمقالات من مدونة: الثقافة السودانية وأزمة التدوين kahmmed.blogspot.com
ملحوظة:
اذا وجدت منتديات او مجموعات فكرية سودانية في العالم الافتراضي او على ارض الواقع داخل السودان اتمني الاشارة اليها هنا في التعليق او على الايميل من اجل الاستمرار في حوار فكري متصل.
فقط اقتبس منك عبارة اعتقد انهاغير ملائمة
الله استخدم المجال الإنساني في محاولة لتوصيل مغزى الحياة الكلية إليه وفق إمكانية عقله وإحساسه بالحياة في اللحظة التاريخية المحددة.
الله لا يحاول!!!!
الاخ خالد
أنا مهتم بشدة بالكتاب و ساتواصل معك قريبا بعد قراءة الكتاب.
وفقك الله
الأستاذ خالد أوافقك تماماً على وجوب استيعاب الرسالة لإختلاف المجتمعات الانسانية أوالتحولات في المجتمع الرسالي ذاته، فالاستيعاب مستمر مع حركة الحياة وتوسع قدرة البشر على الاستيعاب. فقد جمد استيعاب الرسالة المحمدية على الفكر الثقافي الاجتماعي العربي الذي كان وقتها لم يزل مشوباً برواسب من المجتمع الجاهلي. فمثلاً كما ذكرت في حديث أفضل الناس (إن صح هذا الحديث) فإنه على كل حال يذكر ببمعلقات الفخر والمدح من شواعر الجاهلية لأقوامهم وقبائلهم وأنهم أفضل من غيرهم. فبعد الرسالة صارت هذه الأفضلية لمطلق جنس العرب على كافة البشر ثم تتدرج الأفضلية فتنحصر في قريش وبني هاشم. وللأسف مازال هذا الفكر سائدا لدى كافة فقهاء العرب من سلفهم إلى آخر خلفهم من السنة والشيعة عدا الصوفية الذين يرون الأفضلية منحصرة في النبوة وخط ذرية النبي وصولاً إليه دون تجاوزه إلى خلفه. وهذا لحد ما متسق مع اشارات الرسالة مثل لا فضل لعربي على أعجمي أو لأبيض على أسود الخ. ولا غبار على تفضيل النبي على قومه وسائر البشر لتفضيل الله له وجعل الرسالة فيه، وهذا يدعم عالمية الرسالة ولا يحصرها في ثقافة أقوام مجتمع الرسالة المحلي الأول أو المنبثقة عنه والجامدة عليه. ويتبع من ذلك امتزاج هذه الثقافة بكل تفسيرات هؤلاء القوم للرسالة حيث أنهم لا يزالون يرون أن العربي خير من غيره ولو حسن اسلام الغير فهو ليس بأفضل من العربي ولو كان الأخير فاسقاً. ولذلك ظلت اأمراض العرب الجاهليين والتي جاءت إشارات الرسالة كما تسميها لمعالجتها ومحوها في نهاية المطاف ومازالت تعشعش في فكرهم بل وفي واقعهم أدناه هذه النظرة الدونية لغير العرب من المسلمين لا سيما ذوي البشرة السمراء والسوداء. وهكذا لم تنته مسألة الرق والعبودية إلى اليوم لتأصلها في فكرهم وبالتالي تفسيرهم للرسالة ورتقها حتى في الأحكام الشرعية الخاصة بحقوق وواجبات المسلم مثل مسألة الذكورة والأنوثة وما يترتب عليها من أحكام بسب ثقافة القوم وتفسير كامل الرسالة لا أقول على ضوئها بل على ظلمتها وعتمتها العنصرية والذكورية.
فقط اقتبس منك عبارة اعتقد انهاغير ملائمة
الله استخدم المجال الإنساني في محاولة لتوصيل مغزى الحياة الكلية إليه وفق إمكانية عقله وإحساسه بالحياة في اللحظة التاريخية المحددة.
الله لا يحاول!!!!
الاخ خالد
أنا مهتم بشدة بالكتاب و ساتواصل معك قريبا بعد قراءة الكتاب.
وفقك الله
الأستاذ خالد أوافقك تماماً على وجوب استيعاب الرسالة لإختلاف المجتمعات الانسانية أوالتحولات في المجتمع الرسالي ذاته، فالاستيعاب مستمر مع حركة الحياة وتوسع قدرة البشر على الاستيعاب. فقد جمد استيعاب الرسالة المحمدية على الفكر الثقافي الاجتماعي العربي الذي كان وقتها لم يزل مشوباً برواسب من المجتمع الجاهلي. فمثلاً كما ذكرت في حديث أفضل الناس (إن صح هذا الحديث) فإنه على كل حال يذكر ببمعلقات الفخر والمدح من شواعر الجاهلية لأقوامهم وقبائلهم وأنهم أفضل من غيرهم. فبعد الرسالة صارت هذه الأفضلية لمطلق جنس العرب على كافة البشر ثم تتدرج الأفضلية فتنحصر في قريش وبني هاشم. وللأسف مازال هذا الفكر سائدا لدى كافة فقهاء العرب من سلفهم إلى آخر خلفهم من السنة والشيعة عدا الصوفية الذين يرون الأفضلية منحصرة في النبوة وخط ذرية النبي وصولاً إليه دون تجاوزه إلى خلفه. وهذا لحد ما متسق مع اشارات الرسالة مثل لا فضل لعربي على أعجمي أو لأبيض على أسود الخ. ولا غبار على تفضيل النبي على قومه وسائر البشر لتفضيل الله له وجعل الرسالة فيه، وهذا يدعم عالمية الرسالة ولا يحصرها في ثقافة أقوام مجتمع الرسالة المحلي الأول أو المنبثقة عنه والجامدة عليه. ويتبع من ذلك امتزاج هذه الثقافة بكل تفسيرات هؤلاء القوم للرسالة حيث أنهم لا يزالون يرون أن العربي خير من غيره ولو حسن اسلام الغير فهو ليس بأفضل من العربي ولو كان الأخير فاسقاً. ولذلك ظلت اأمراض العرب الجاهليين والتي جاءت إشارات الرسالة كما تسميها لمعالجتها ومحوها في نهاية المطاف ومازالت تعشعش في فكرهم بل وفي واقعهم أدناه هذه النظرة الدونية لغير العرب من المسلمين لا سيما ذوي البشرة السمراء والسوداء. وهكذا لم تنته مسألة الرق والعبودية إلى اليوم لتأصلها في فكرهم وبالتالي تفسيرهم للرسالة ورتقها حتى في الأحكام الشرعية الخاصة بحقوق وواجبات المسلم مثل مسألة الذكورة والأنوثة وما يترتب عليها من أحكام بسب ثقافة القوم وتفسير كامل الرسالة لا أقول على ضوئها بل على ظلمتها وعتمتها العنصرية والذكورية.
كل شيء في هذا الدين تشعر بأن فطرتك لم تستسيغه بينك وبين نفسك ولم يزل عنك هذا الشعور والهاجس الداخلي رغم البحث والتقصي وتكرار محازمح الفهم فمرد ذلك قطعا إلى هذا القصور الثقافي السلفي وخاصة العربي في استيعاب الرسالة وطبعها بطابعهم القاصر بكل عيوبه الجاهلية على الرسالة ومتلقيها من العالمين بفتح اللام ولا يمكنك التخلص من هذه المنقصات إلا بتخلصك من جوانب القصور في هذا الفكر والثقافة التقليدية لكي يستريح فكرك وتطمئن نفسك إلى دين راسا من الكتاب الكريم وفهم السنة على أساسه وليس العكس….
كل شيء في هذا الدين تشعر بأن فطرتك لم تستسيغه بينك وبين نفسك ولم يزل عنك هذا الشعور والهاجس الداخلي رغم البحث والتقصي وتكرار محازمح الفهم فمرد ذلك قطعا إلى هذا القصور الثقافي السلفي وخاصة العربي في استيعاب الرسالة وطبعها بطابعهم القاصر بكل عيوبه الجاهلية على الرسالة ومتلقيها من العالمين بفتح اللام ولا يمكنك التخلص من هذه المنقصات إلا بتخلصك من جوانب القصور في هذا الفكر والثقافة التقليدية لكي يستريح فكرك وتطمئن نفسك إلى دين راسا من الكتاب الكريم وفهم السنة على أساسه وليس العكس….