عبقرية التدريب في الصين

نبض المجالس
والحكومة تضرب اخماس في اربعاع لايجاد الحلول اللازمة في معادلة الاقتصاد المختل والمازوم ..تهرول شرقا وغربا بحثا عن قروض او منح لضخها في شرايين نظامها المصرفي والمالي ” المعطوب” والذي جفت “سيولته” وباتت كل مرافقه كخيالات من “مآتى” او هياكل بلا مضامين او معان , .. محاولات كثيفة بذلتها الحكومة في سبيل الخروج من الازقة الضيقة الى فضاءات اقتصادية رحيبة .
وفيما يبدو انه دائما ما تهزم الحكومة نفسها حينما تتقاطع سياساتها وموجهاتها باجراءاتها العملية التي ربما تسبح “عكس التيار” فتاتيها الرياح عاصفة
تحدث البرلمان من قبل كثيرا عن امكانية خفض الصرف الحكومي اوترشيده كما اوعزت الحكومة على منسوبيها بانه يمنع السفر الى الخارج الا بامر من مجلس الوزراء . فاذن لسنا هناء في حاجة لكثير جهد لاثبات ان الحكومة تجهض مشروعاتها وتكذب ذاتها حينما يطلب منها انزال سياساتها الى برامج عملية وواقعية , فبالامس كما جاء في الزميلة “مصادر” ان وزراء المال والاقتصاد بكل ولايات السودان حزموا حقائبهم واستقطعوا من خزائن وزاراتهم الخاوية بالولايات ورحلوا جوا رغم جنون تذاكر الطيران ويمموا شرقا نحو (آسيا) ثم حطوا رحالهم في ارض الصين الجديدة ليقضوا فيها “خمسة عشر يوما في دورة تدريبية .
بالله عليكم ما الذي يجنيه مواطني الولايات من هذه الدورة وما هى القضية التي ذهب من اجلها كل هؤلاء الدستوريين الى الصين لا نعتقد ان هذه الدورة من الاهمية بمكان حتى يذهب لها وزراء بهذا الحجم وفي هذا التوقيت الذي تحتاج فيه الدولة الى كل دولار يمكن تصرفه على كل هذه الجيوش الجرارة من الدستوريين .
اظن ان من الاجدى والانفع للسيد وزير الحكم الاتحادي حامد ممتاز الذي اصطحب معه هذه المجموعة ان يحصر مهامه خصوصا في هذه المرحلة العصيبة التي تشتد وطأتها على الاقتصاد السوداني عليه ان يركز جهده وفكره في قضية زيادة الانتاج والانتاجية واصلاح اشكلات “الحكم المحلي بالولايات فالمطلوب الان ليس تبديد او اهدار الدولارات في دورات تدريبية كان الاولى بها مدراء الادارات او الوحدات الصغيرة باجهزة الحكم الولائية .
ولو ان سعادة الوزير حامد ممتاز ذهب مثلا الى الضعين او زالنجي او كسلا او اي حاضرة من حواضر الولايات بكامل طاقم وزارته لكانت الفائدة والمنفعة اكبر فهناك العديد من الملفات والقضايا والاشكالات السالبة التي افرزتها تجربة الحكم الاتحادي دون ان تجد من يراجعها او يصلح اعطابها , ربما نجد لهؤلاء الوزراء تبريرا مقبولا لو ان هذه الدورة التدريبية اقيمت في الخرطوم لانه بالامكان تقديم الدعوة باسم حكومة السودان “للمدرب الصيني” للحضور الى السودان طالما ان هناك بروتوكول مشترك بين الحزبين (المؤتمر الوطني والحزب الشيوعي الصيني) لتدريب الكوادر النوعية ..لكن يبقى السؤال هل كانت هذه المشاركة في الدورة التدريبية باسم الحكومة ..ام باسم حزب المؤتمر الوطني؟ فان كانت باسم الحزب فليس من حق هؤلاء الوزراء والدستوريين ان ياخذوا مليما واحدا من حكومات ولاياتهم باعتبار ان هذا نشاط حزبي خاص لا علاقة للحكومة به الا اذا تلاشت “الفواصل” ما بين الحزب والحكومة فيما يختص بالمال ..اما اذا كانت المشاركة في هذه الدورة باسم الحكومة فلا يحق لهم ذلك طالما ان فكرة الدورة التدريبية محصورة في نطاق تدريب الكوادر النوعية بين الحزبين (الوطني والشيوعي) ,اما الحكومة الحالية فهى موصوفة بكونها حكومة حوار وطني وبالتالي لا يحق لها المشاركة في نشاط حزبي محدود.
144.76.0.162



