حلايب.. على كرتي..خليل

حلايب …. على كرتي …. خليل

فتح الرحمن عبد الباقي
[email protected]

لا شك ان العلاقات السودانية مع العالم العربي والغربي والافريقي والخليجي ، متذبذبة ومتارجحة بشكل غير طبيعي ، والمتتبع للاحداث وعلاقات السودان بدول الجوار خاصة يجد انها لم تكن على ثبات لفترات طويلة ، رغم اختلاف المواسم والامزجة ،،، وعلى الرغم من انه في كثير من الاحيان ، تجد ان سبب تدهور العلاقات ليس بيد الدولتين ، او الحكومتين السودانية وجارتها الاخرى ، انما بتحريك من البلاط الامريكي الصهيوني ،،،
ولو اخذنا علاقات السودان مع الدول الخليجية مثلا نجد انها اكثر ثباتاً ،،،، وهذا ما يغيب نظرية المؤامرة في العلاقات السودانية ، او السياسة الخارجية للسودان ، لانها قليلة التارجح ، وليس بالامر الصعب تاثير امريكا على دول الخليج ،،،، أو ان الادارة الامريكية وعلى عهودها المختلفة ارادت ، ان تلعب هذا الدور ليكون تحليل نظرية المؤامرة مستبعدا ، وان حكومة السودان هي من يدير ويقلب الطاولة على علاقاتها بجيرانها ،،،
اما دول الجوار الافريقي ، فقد تغيرت الان خارطة السودان ليخرج جار للسودان ، ويدخل جار جديد ، اكثر قربا الى الحكومة ، مثلما انه اكثر بعداً عن الحكومة ،،،،

وفي ظل المتغيرات الحالية وتاثيرها على دول الجوار خاصة الجارة القريبة مصر ،،،، والاحداث المضطربة الان بليبيا ،،،، كيف تستطيع الخارجية السودانية ان تستفيد من هذا الوضع القائم ،،،، واقصد به في مصر ملف حلايب المعلق ،،،، وفي ليبيا ملف ايواء القذافي للمعارضة السودانية ،،،،،

بالنسبة لملف مثلث حلايب المعلق ، والوضع الجديد بمصر ، كيف تستطيع الحكومة السودانية ممثلة في خارجيتها ،،، بالاستفادة من الوضع الحالي وتغيير السياسة المصرية نحو هذا الملف ،،، خصوصا وان الثورة التى اقتلعت حكومة حسني مبارك كانت تحمٌل الحكومة المصرية السابقة وزر انفصال الجنوب عن الشمال ،،،، فماذا فعلت خارجيتنا الموقرة للاستفادة من هذا الملف وتحريك القضية ،،، وقضايا اخرى عالقة ، خصوصا وان الحكومة المصرية سواء الجديدة او القديمة فهي محتاجة اليوم الى تكاتف حكومة السودان معها ،،،، اكثر من اى وقت مضى ـــ واعني بذلك بعد انفصال الجنوب عن شمال السودان ـــ وما سيفضي اليه هذا الانفصال وخاصة في مجال المياه ……

اما الاوضاع في ليبيا ،،، فقد اقرت الحكومة السودانية عبر خارجيتها بان هنالك سودانيين قد شاركوا في الاحداث الليبية ، ولقد عرضت وسائل الاعلام عبر القنوات الفضائية جوازات لسودانيين معتقلين شاركوا في الانتفاضة الليبية ،،،، ولو اخذنا تاريخ ليبيا ومسالة العمالة والارتزاق ودعمها للمعارضين السودانيين ،،،، فدعونا نرجع الى الوراء ونبدأ بالاسلاميين انفسهم ،،،، فقد وفر لهم العقيد القذافي في العام 1976 كل المعونات والانطلاق من الاراضي الليبية لقلب نظام الحكم القائم آنذاك في عهد حكومة نميري ،،، واحداث امدرمان الاخيرة بقيادة خليل المقيم الان في ليبيا ،،،،
كذلك هنالك روايات بان حركات التمرد الدارفورية ، شاركت مع العقيد القذافي لضرب الشعب الليبي الثائر لتحمي نظامه المترنح ،،،، وهنا المعارضة السودانية والحركات الدارفورية المتمردة ،،،، كان لا بد لها ان تدفع الثمن ،،،، فقد اواها هذا الرجل لفترات طويلة وقدم لها الدعم المادي والمعنوي ،،،،، فكان لا بد لها ان تدفع الثمن لتقاتل وتحمي هذا النظام الذي اواها والذي سياويها ، ان بقى على ارض الواقع ……..
لا شك ان وزارة الخارجية لها رؤاها واستراتيجياتها للتعامل مع هذه الاحداث والملفات ،،،،

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..