مقالات سياسية

يوم الصحافة.. أحمد بلال غير موجود!!

الصباح الجديد

اليوم 3 مايو هو يوم الاحتفال باليوم العالمي للصحافة ، وهذه المناسبة بلاشك تذكرنا بنضال الصحفيين في مختلف أنحاء العالم من أجل الحرية ومن أجل الحقيقة، فهم يدفعون نظير ذلك أثماناً باهظة مقابل حق الجمهور ليعرف حقيقة ما يدور حوله، وأن يكون هو صاحب القرار الأول والأخير في تحديد مصيره .

واليوم العالمي للصحافة يوم احتفالي يوجه فيه الأمين العام للأمم المتحدة كلمة إلى الصحفيين وتحتفل هيئة اليونسكو بهذا اليوم بتكريم عدد من الصحفيين الذين ناضلوا من أجل الحرية وحقوق الإنسان، وكذلك عدد من المنظمات الدولية غير الحكومية تقيم احتفالات وندوات ومؤتمرات احتفاء بما قدمه الصحفيون من أجل الحرية ، فهل الجهات المسؤولة عن الصحافة في بلادنا تحتفل هي أيضاً بذات الطريقة؟.

مستقبل الصحافة في السودان لا يحتاج لسبر أغوار للتكهن به فما زالت أوضاع الصحفيين سيئة، ومازال سيف الحبس على أعناقهم ، ومازالت السرية مفروضة على كل المعلومات رغم ارتفاع حالة النقد للمسئولين والسياسيين، ومازالت الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية لهم فى أدنى حالاتها، ومع ذلك الصحافة السودانية متماسكة ولم تخذل القارئ مع اختلاف توجهات الصحف ووسائل الإعلام ، رغم حالة الغموض السياسي التي تشهدها البلاد، وحالة عدم الاستقرار الفكرى الذي يعيشه المسئولون وعدم وجود رؤية واضحة للمستقبل لديهم.
ومع أن الصحفيين تصدوا ببسالة للفساد وغيره من الأوضاع السالبة ، تعيش الصحافة السودانية معضلة كبرى تتمثل فى وجود مؤسسات مدعومة من الباطن من الحكومة سواء بالإعلانات أو الهبات المباشرة ، في الوقت الذي تمنع فيه صحف أخرى من ذلك، ولم يستح وزير الإعلام أحمد بلال، بل قالها صراحة في إحدى الحوارات الصحفية، إن الإعلان الحكومي شأن خاص بها ومن حقها أن تعطيه لمن تريد؟ هذه الهبات جعلت غالب الصحف تعمل تحت مظلة الحكومة توجهها كما تشاء وكيفما أرادت كقول شوقي في الخديوي عباس:
عباس مولاي أهداني مظلته … يظلل الله عباساً ويرعاه ومالي للشمس أخشى حر هاجرها … من كان في ظله فالشمس تخشاه

وفي المقابل لم يقدم مجلس الصحافة والمطبوعات أو الاتحاد العام للصحفيين مبادرة لعقد ورشة تناقش مستقبل هذه الصحف، وكيف نجعل الشعب السوداني هو المالك الحقيقي لها؟ بل تبشر التشريعات القادمة بتغول حكومي أكبر وإتجاه لدمج الصحف مهما كانت العواقب.

مستقبل الصحافة السودانية في أعقاب الحالة البائسة التي يعيشها الجنيه السوداني يشير إلى إستحالة الإستمرار ، وإذا ما إستمر الوضع على ما هو عليه ستتساقط صحف كبرى غير متوقع لها (التهاوي) ، فالإعفاءات لمدخلات الطباعة تكذبها سلفحائية التمويل وغيرها من الإجراءات العقمية ، لتتحكم فئة قليلة على الورق ، وبالتالي كلما سقط الجنيه أمام الدولار كلما إرتفعت أسعار الصحف وقل الإقبال عليها لأن المواطن سيعجز عن دفع ثمن النسخة
الواحدة.

صرخة داوية نطلقها اليوم من هذه الزاوية إلى جهات الإختصاص وخصوصاً جهاز الأمن والمخابرات ونتمنى أن يصل صداها إلى المدير صلاح قوش، ليعلم أننا طرقنا كل الأبواب حتى تعود أقلامنا الموقوفة إلى الكتابة ، فما زالت أقلام(الدكتور زهير السراج وعثمان شبونة) خرساء ولا يستطيعان التعبير في الصحيفة ، نأمل أن يعودا لمعانقة قراءهما والوطن للجميع.
الجريدة

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..