مقالات سياسية

الأطفال ضحايا الخلاوي!

عندما نقول إنّ الخلاوي لا تصلح لأن تكون مُؤسّسة لتعليم القرآن الكريم.. فإنّنا لا نكذب ولا نتحامل عليها ولا على شُيخوها، فقد أثبتت فعلاً أنّها غير صالحة.. فكم من مَرّةٍ أجرت الصحف تَحقيقات وأثبتت أنّ الطلاب في الخلاوي يُعانون من سُوء البيئة والجوع والمرض وحَر الصيف وبرد الشتاء والاستغلال.. وكم من مرة شهد المُواطنون على حوادث غريبة تقع في الخلاوي أو تعرِّض الأطفال للانتهاك وصورها ورُفعت في مواقع التواصل.. ورغم هذا لم يخرج شيخ من الشيوخ يعتذر أو يبرِّر أو يُدافع.. كلهم سكتوا لأنّهم ليس لديهم ما يقولونه وهو اعترافٌ بما يحدث في الخلاوي.

بالأمس فقط نقلت ?الانتباهة? خبراً يقول: اغتصب شيخ تليميذين يدرسان في خلوة يديرها بالقضارف ويُمارس فيها مُمارسات سالبة وسط الأطفال، فيما ألقت شرطة حماية الأسرة والطفل بالولاية القبض عليه، وكَشَفَت مَصادر عن توقيفه على ذمة جرائم اغتصاب وتحرُّش ارتكبها في حق تلاميذ خلوته، وأقرّ المتُّهم في ذات الأثناء باغتصاب تليمذين تتراوح أعمارهما بين (7 ? 9) سنوات، بينما دُوِّن ضده بلاغٌ تحت المادة (45/ ب) من قانون الطفل، وبحسب ?الانتباهة?، تم أخذ أقوال الطفلين في يومية البلاغ الذي قُيِّد بالرقم (39)، ومازالت الشرطة توالي تحريات للوصول إلى المزيد من الضحايا بالقضارف، ركِّزوا في هذه العبارة (مزيد من الضحايا)..!

وسائل إعلام أخرى نقلت ذات الخبر بمزيدٍ من التفاصيل، وقالت إن أحد الطلاب الضحايا كان قد أبلغ السلطات المُختصة عن طريق أحد أقاربه بتعرُّضه للاغتصاب من قبل شيخه بالخلوة ولمدة سبع سنوات، وأشارت المصادر إلى أنّ الطلاب الذين تعرّضوا للحادثة لم يُبلِّغوا ذويهم عن ممارسات شيخهم طوال تلك المدة لتخوفهم منه، بينما أكّدت مصادر أخرى أنّ عدد ضحايا الاغتصاب من قِبل الشيخ بلغ 13 طالباً، وأنّ الحالات المُبلّغ عنها لدى الشرطة والأسرة والطفل 3 حالات أُخضعت للفحص الطبي، ولا شك أنّ هناك مزيداً من الضحايا..!

هذه الحادثة ليست الأولى التي تقع في خلوة ولن تكون الأخيرة، ولكن لأنّ الخلاوي ليست لديها جهة رسمية تقف على أمرها، لم تُحرِّك الحكومة ساكناً ولم يتحرّك أهالي الضحايا المغلوبين على أمرهم، فهؤلاء ما ألحقوا أطفالهم بالخلاوي إلا لقلة حيلتهم، فهذه الجريمة حين وقعت في مدارس تحرّكت وزارة التربية وأولياء أمور الطلاب، لأنّ مَن يَرسل ابنه إلى المدرسة ليس كمن يرسل ابنه إلى الخلاوي.

أعتقد أنّ ما يحدث من جرائم في الخلاوي وانتهاكات وإساءة مُعاملة الأطفال واستغلالهم، مصيبة كبيرة تستحق الوقوف عندها لإنقاذ الأطفال، وسُكوتنا عنها جريمة يندى لها جبين الإنسانية، فإن كانت الحكومة لا تريد إغلاق الخلاوي لأسبابٍ تتعلّق بمصالحها السياسية، فما هي مصلحة المُجتمع من أن يسكت على هدر كرامة وطفولة أطفاله ليستقبلهم بعد سنين فاقداً تربوياً ومرضى نفسيين وعقليين وجسديين، وهؤلاء بعد سنوات قليلة سيكونوا أعداءً للمُجتمع الذي أهملهم ورمى بهم إلى الخلاوي وشيوخ عديمي أخلاق وضمير ودين..!

لقد قلت من قبل، لا بُدّ من إغلاق هذه الخلاوي ونقل هؤلاء الأطفال إلى المدارس، ووضع برنامجٍ خاصٍ لتأهيلهم حتى يلحقوا بمن هُم في أعمارهم بالمدارس، وهذه دعوة إلى جَميع المُواطنين أصحاب الضمير الحي وكل المُنظّمات والجمعيات المُهتمة بحُقُوق الأطفال.. انقذوا الأطفال ضحايا الخلاوي..!
التيار

تعليق واحد

  1. نقف معك بشدة يا استاذة، يجب اقفال هذه (البلاوي) فورا” وارسال الاطفال للمدارس، كل الطلاب الذين يدرسون في الخلاوي من الطبقات الفقيرة، فهل المطلوب ان يكون حفظة القرآن هم الفقراء؟ لماذا لا يرسل اصحاب المال القائمين على امر الاسلام من الاخوان المسلمين اطفالهم الى تلك الخلاوي اذا كانوا مقتنعين ومهمومين بحفظ القرآن؟
    ثم ما الداعي لحفظ القرآن في هذا العصر اذا كان بامكانك الحصول عليه في مصحف بخمسين جنيها” او ان تحمله مجانا” في الموبايل مقروءا” بأجمل الاصوات؟؟؟
    علموا هؤلاء الاطفال في المدارس كغيرهم من الاطفال او افتحوا لهم مراكز يتعلمون فيها النجارة والحداد والسباكة والميكانيكا او اي مهنة محترمة اخرى ليفيدوا اسرهم وانفسهم بدلا” عن قتلهم بحفظ القرآن.
    البلد ليست بحاجة الى حفظة قرآن لا يفيدونها بشيئ نحن بحاجة الى (صنايعية) وليس (عواطلية).

  2. نقف معك بشدة يا استاذة، يجب اقفال هذه (البلاوي) فورا” وارسال الاطفال للمدارس، كل الطلاب الذين يدرسون في الخلاوي من الطبقات الفقيرة، فهل المطلوب ان يكون حفظة القرآن هم الفقراء؟ لماذا لا يرسل اصحاب المال القائمين على امر الاسلام من الاخوان المسلمين اطفالهم الى تلك الخلاوي اذا كانوا مقتنعين ومهمومين بحفظ القرآن؟
    ثم ما الداعي لحفظ القرآن في هذا العصر اذا كان بامكانك الحصول عليه في مصحف بخمسين جنيها” او ان تحمله مجانا” في الموبايل مقروءا” بأجمل الاصوات؟؟؟
    علموا هؤلاء الاطفال في المدارس كغيرهم من الاطفال او افتحوا لهم مراكز يتعلمون فيها النجارة والحداد والسباكة والميكانيكا او اي مهنة محترمة اخرى ليفيدوا اسرهم وانفسهم بدلا” عن قتلهم بحفظ القرآن.
    البلد ليست بحاجة الى حفظة قرآن لا يفيدونها بشيئ نحن بحاجة الى (صنايعية) وليس (عواطلية).

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..