(ما منعونا وكِدا)

الساعة25

لبائع “الغُريبة” الجوال بمحطة السكة حديد بمدينة “الحديد والنار”ـ “عطبرة” ذات سودان بنيرانه وقيزانه ..كان لبائع الغريبة على أيامها نداء محبب لدى العطبراويين : (بالسَمنَة وكدا) وسرعان ماوجد شعار “الغُريبة” رواجا وسط الشباب الى ان خرج من سياق “الغُريبة” الى منحى الغزل و”مجرد أمل” للتقرب الى قلوب الحِسان ،معلنا نهاية العبارات التليدة على شاكلة: ( وين يا تِتِي وشَرِط والآخيرة تصاحبها إشارة مائلة بالأصبع من أسفل العين نزولا الى أسفل الخد) وغيرها من تقليعات ذلكم الجيل، ومع إنتشار العبارة “الغُريبية” وسط الشباب قامت السلطات المحلية بإلقاء القبض على منتجهاـ “بائع الغُريبةـ الجوال” وألزمته بعدم ترديدها، ومنذها صام صاحبنا عن ندائه الشهير، الا ان الناس حين يلتقونه كانت تحيتهم له: بـ(السَمنَة وكدا) تقابلها إجابته الحاضرة :(ما منعونا وكِدا) … مناسبة هذه الجدعة إفرازات الصفوف التي تتلوى بشوارع العاصمة ،ومن محاسنها ان الصف يأتيك طائعا امام باب منزلك وما عليك الا إخراج سيارتك وإدراجها بالصف ـ “الجاك براهو” ويمكنك المكوث بالبيت و وتناول الفطور مع الأولاد والرجوع لشراب شاي المدام وكل فترة تنادي على الاولاد: (يا ولد شوف الصف دا إتحرك ولا لسة؟) هو ذا المشهد الآن رغم إبداء النائب الاول تألمه من الأوضاع أمام البرلمان، ورغم مرور الـ(72) ساعة ـ سقف إنتهاء الصفوف ورفع العزاء، ومن إفرازات الصفوف أزمة مياه حادة بأبي زبد حيث قفز معها سعر البرميل الى (40)جنيها بسبب توقف الدوانكي مع أزمة الجاز، ثم كسلا تشترط وجود ركاب بالمركبات السفرية للتزود بالوقود، “شفتو كيف” … توقف البنوك عن العمل بأبي جبيهة منذ الأحد…. (600) جنيه هي سعر جالون الجاز بغرب كردفان و300 جنيه لجالون البنزين، بر يطانيا تحذر مواطنيها من السفرالى بعض أنحاء السودان، الا بعد التأكد من توفر الوقود الذي يضمن تحركاتهم، “الانجليزحُرين مع رعاياهم ، لكن بس يفهمونا أيه لازمة “بعض أنحاء السودان دي!!” علما بان الصفوف ممسكة بتلابيب البلد وخانقاها مدينة مدينة وحارة حارة وزنقة زنقة و”طوابير البلد زادت” ،ونختتم جولتنا بقرار جهاز الأمن ـ “الفلتة” القاضي بمنع الصحف من تناول أزمة الوقود وإرتفاع أسعار السلع والإكتفاء بالتصريحات الرسمية للحكومة!!، “شفتو كيف” علما بان المشهد لا يحتاج لصحافة ولا لفصاحة ولا للبيب أو أديب… المشهد على الهواء مباشرة وتتناقله الوكالات والفضائيات العربية والعالمية، وكتَّر خير الجهاز الريَّحنا من السؤال اليوماتي: (يا أستاذ ما كتبتو لينا عن صفوف البنزين مالكم؟) والاجابة الجاهزة هي:(ما منعونا وكدا).
وحسبنا الله ونعم الوكيل

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. دي الكتابة. شكراً وريتنا اصل “ما منعونا وكدا”. ما قايلا في عطبرة مدينتي. تاريخ العبارات وتداولها (إيتمولحي) ممتع.

  2. دي الكتابة. شكراً وريتنا اصل “ما منعونا وكدا”. ما قايلا في عطبرة مدينتي. تاريخ العبارات وتداولها (إيتمولحي) ممتع.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..