الأزمة السودانية إلى أين ؟

محمد كامل

من الواضح ان الازمة السودانية الراهنة ليس لها من مخرج بعد ان تعقدت الامور بين الحكومة وقوى المعارضة على خلفية توقيع الاخيرة على ميثاق الفجر الجديد واعتزام قوى اسلامية التوقيع على ميثاف الفجر الاسلامي ، ان الازمة اتخذت منحىً دينياً وليس سياسياً وهذا يقود بالتأكيد الى المزيد من التعقيد باعتبار ان المشكلة في السودان سياسية في المقام الاول تنحصر في كيف يحكم السودان دون اي مسخ للهوية .
لم تجرب اي من الحكومات الوطنية السابقة منهج مسخ الهوية ولذلك ظل السودان بلداً عربياً افريقانياً مسلماً لا يتطرق الشك ابداً حول هويته وديانته الغالبة الا وهي الاسلام ومن احسن من الاسلام ديناً ؟ ولكن ومع ذلك جاءت الانقاذ في سنيها الاولى رافعة شعارات اسلامية تخاطب مشاعر وعواطف الاغلبية بالطبع ثم انها انحرفت عن المنهج الاسلامي في الحاكمية الى الله وطفقت تطبق تجارب في الحكم والسياسة والسلطة والثروة ما انزل الله بها من سلطان بل يراها العديد من المسلمين تناهض اركان الدين وعمود اخلاق الاسلام .
واليوم وبعد ان عم الخراب كافة الاركان لا ينتظر الشعب السوداني من يحدثه عن عظمة الاسلام فهذه حقيقة لا مراء فيها وانما ينتظر من يوقف هذا الخراب ويرفع هذا البلاء المقيم فمن سيرفع البلاء ؟ خبرونا عن من يملك العصا السحرية ؟ هل تملك الحكومة الحالية شيئاً من الامر ؟ ام ان الحل مع قوى المعارضة وفجرها الجديد ؟ الشواهد تفيد بان الطائفتين لا تملكلان حلاً للازمة السودانية وهما على طرفي نقيض فهؤلاء يريدون الاستمرار في السلطة باسم الدين واولئك نسوا حقيقة ان هذا الشعب شعب مسلم في المقام قبل ان تتسور الكثير من الحكومات عليه المحراب عبر الانقلابات حمالة الشعارات الكاذبة .
ولكن هل كتب على البلاد ان تظل حبيسة هذا الوضع المعيب ؟ لا بد من العودة الى الافكار الحكيمة بدلاً من تبادل الاتهامات والتبضع من سوق العبارات والالفاظ السوقية ، يجب على جميع القوى السودانية التنادي الى مؤتمر قومي جامع لاقرار فترة انتقالية يتخللها مؤتمر دستوري جامع يشارك في اقراره الجميع ، هذا افضل من الاحتراب المتواصل وتبديد الارواح والموارد في حروب لا تنتهي ابداً ابداً باعتراف الاطراف المتنازعة جميعاً بان النزاع الناشب الآن لا يمكن حسمه عبر البندقية واذا كان الامر كذلك فلماذا تبديد الموارد واضاعة وقت البلاد في ما لا طائل منه ، لقد جربت الحكومة صناعة السلام في نيفاشا وصمتت البندقية خمسة اعوام عن ممارسة الحريق ورغم ان النتيجة كانت وبالاً حيث انفصل جنوب السودان عن الوطن الام الا ان القيمة المضافة من عملية السلام كانت الانتباه الى ضرورات التنمية وتقديم الخدمات وهو الامر عينه المطلوب عبر السنين بدلاً من الحرب والنزاعات والفساد والتجاوزات .
الشعب السوداني يتطلع اليوم الى انهاء الازمة السودانية المستفحلة والنزاع المرير بين السياسيين الانتهازيين والاصطراع على السلطة ، كل ما يدور اليوم من صراع وما يدار بسببه من ملفات هو بسبب كراسي الحكم وليس للدين والاخلاق اي نصيب او وجود ، وللاسف الشديد خلف هذا الصراع ازمة اقتصادية طاحنة لم يكن اهل السلطة يرونها واليوم يرونها رأي العين ازمة قلبت حياة السودانيين الى جحيم حتي فر ابناء البلد من البلد ومن كل التخصصات بحثاً عن طعم الحياة في المقام الاول والبحث عن الرزق في المقام الثاني ولسان حالهم يردد مقولة الشاعر ( لعمرك ما ضاقت بلاد بأهلها ) .

الصحافة

تعليق واحد

  1. الحل في يد الشعب وفي ابناء الشعب المستنيرين بقوة الاراده وان لانرهن انفسنا للساسه ولاصحاب الاجنده الشخصيه والخارجيه من كلا الطرفين يجب ان يتحرك قطاع كبير من الشعب بمبادره لخلق توازن بين القوي الموجوده الان في الساحه اذا كانت نواياها فعلا وطنيه وصادقه او ازاحتها من الساحه ان لم تكن كذلك بقوة وارادة الشعب وان لا نسلم انفسنا ولا نرهنا للغرب …………؟؟؟

  2. هؤلاء نذر شؤم علي السودان المرتزقة تجار الدين منبع الفساد وضياع الامة تف عليكم قرار شنو ديل ودونا وراء اخر الدنيا قبحكم الله يابنو قريظة سيماهم في وجوههم من اكل الحرام تبا لكم ولكل من كان معكم وكل من تبعكم وقبح الله وجوهكم اكثر ماهي قبيحة يا بوم شؤم الساعة الجيتو فيها وحكمتو يا وهم ماعندكم قرار علي انفسكم والبقرة الراقصة شوفو ليه دلوكة خلوه يفرغ صعلقته فيها هو ووزير الكراع دا شكلكم كدا ماتنفعو حراس قطاطي الله يجازيكم جزاء الكفرة والفاجرين حكومة قال حكومة شنو والله البطريق دا الحس كوعك الواطي كلام مابعرفو اتكلمو ياخي استحو علي روحكم انتو والله عار علي السودان وعلي الامة الاسلامية انتو مزبلة التاريخ ما بتذكركم يا وهم بقينا نفتش نحنا وين موقعنا مع العالم ……..تحت الانقاض ارحلو ساهي بكرامتك يانذير الشؤم والله الواحد اشوفكم بطنو تتمغص من شدة كذبكم النذير قال 2005 مافي سوداني محتاج جات 2005 كل السودانيين بقو محتاجين امشي يابقرة ياعرورة تف عليك.

  3. الحكومة تكره اى شئ يجمع الشعب السودانى على هدف واحد, خاصة اذا كان ذلك الهدف هو اسقاطها و اخراج روحها الاطول من روح جرقاس ابو كركاس, و عشان هى عايزة تطللع روح الشعب السودانى الفضل على الحلقوم, يعيش الشعغب السودانى الابى و يعيش فجره الجديد, رفض الحكومة للفجر الجديد مؤششر خير و بركة, فسيروا و الى الامام ايها الشعب الهمام.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..