مقالات سياسية

إن سرق الوزير تركوه وإن سرق الموظف أقاموا عليه الحد..!

🔴 بداية الهلاك: إن سرق الوزير تركوه وإن سرق الموظف أقاموا عليه الحد..

💥 سيادة القانون يحمي هيبة الدولة وينهض بمؤسساتها..

✍ قال تعالي : (يا داؤد إنّا جعلناك خليفة في الأرض، فاحكم بين الناس بالحق، ولا تتبع الهوى، فيضلك عن سبيل الله، إن الذين يضلون عن سبيل الله لهم عذاب شديد بما نسوا يوم الحساب (26) – ص.

✍ بداية الإصلاح، للطريق نحو وطنٍ نعتلي به مصاف الرقي والحضارة، ونبني به أجيالاً قائدة راشدة حكيمة، ونفتخر ونُباهي به الشعوب، هو تفعيل القوانين وسيادتها وإرساء روح التعامل المؤسسي بها، فتصبح هي الحكم والفيصل في كافة أنشطتنا الحياتية الإجتماعية والسياسية والأمنية والإقتصادية.

✍ السبب الرئيسي للفساد الإداري والمالي والأخلاقي بمؤسساتنا المختلفة، يرجع الى أن هنالك “كبير على القانون”، وغالباً ما يكون رئيس وحدة او قسم، أو مدير إدارة أو وزير أو سياسي يعتلي منصباً عالياً في الدولة، أو حتى رئيس جمهورية، لا يخضع للمساءلة والقانون، فيكون قانونه هو “الهوى” و لوائحه هي أمزجته الشخصية وانفعالاته، ويفرض بعدها عقوباته حسب نصوص مواد كرهه وحبه المبنية علي السياسة الحزبية.

✍ الوطن الذي لا تسود فيه روح القانون، تنشأ به مختلف أمراض الإنسانية من الحقد والكره والقبلية والتشفي وروح الإنتقام، فتمتلئ القلوب غُلاً وكرهاً، بسبب ظلم لحق بأصحابها، لم تتم ازالته ومحو آثاره بماء تيار العدالة الجارف لكل نفايات غياب الضمير والأخلاق.

✍ سيادة روح القانون لها معنى كبير جداً يقوم عليه إقتصاد الدولة، وهذا المعنى هو: “الثقة في سياسة الحكومة” وهذه الثقة تجعل المواطن كادراً بشرياً فعّالاً نشطاّ ومنتجاً من غير كلل ولا ملل، وتجعل المواطن المستثمر مطمئناً لتنفيذ مشروعاته لا يخشى عاقبة الخسارة، ولا يتهيب التجربة في أي مجال تنموي جديد، فيُقبل علي العمل والإنتاج، ويكُفّ عن سياسة انتقاد الدولة التي قد تأخذ جزءاً من عاطفته وفكره، فينشغل جزءا من قلبه وعقله للإتجاه السلبي ضد وطنه، ويصبح كارهاً للعمل وإن عمل لا يسلك طريق الاتقان والاخلاص في عمله، فتصبح بذلك الدولة مُنفرة وطاردة لأبنائها.

✍ الحكومات التي لا تلتزم بالقانون وإرساء روح العدالة، هي بذلك تستنفذ معظم طاقات شعوبها في اتجاهات سالبة، فيكثر النقد، وترتفع الأصوات بالظلم، ويدخل الأفراد والمؤسسات في نفق “النزاع السلبي” فتصبح الشعوب سلبية في تفاعلها مع توجيهات الدولة، تستغرق معظم أوقاتها في النقد والتجريح والإساءات والغضب، كما يحدث الآن في كثير من مواقع التواصل الإجتماعي والوسائل الإعلامية، وهذا كله يتسبب في أن تصبح الشعوب كثيرة النقد، عدائية الفكر والفهم، وقليلة الانتاج والعمل.

✍ عدم تطبيق القانون على الجميع وخاصة المسؤولين والكبار بالبلد، هو بداية الطريق نحو الهلاك.. “إنما أهلك من كان قبلكم، أنه كان إذا سرق الشريف تركوه، وإذا سرق الضعيف أقاموا عليه الحد”، ولهذا فإن نبش معاقل الفساد في المسؤولين والسياسيين وطرح ملفاتها لمنصات القضاء وعدالته هي العملية الوحيدة التي تحمي الوطن وشعبه من الهلاك والدمار، وبها فقط يحدث الإستقرار.

✍ الحكومات التي تفشل في تطبيق القوانين والالتزام التام بروح العدالة، تفقد الثقة تماماً بينها وبين مواطنيها، وتفقد الإحترام لدى أجيالها، وتتسبب في خراب أوطانها، فتفعيل القوانين يعني المساواة في الحقوق والواجبات بين المواطنين وحكوماتهم.

✍ غياب روح القانون والعدالة، يتسبب في تنوع مظاهر الخداع المؤسسي وسط المسؤولين على مستوى الأفراد والمؤسسات، ولهذا أصبح عاديّاً وروتينيّاً أن تجد موظف نفايات يحمل دفتر إيصالاته، ليدخل أحد المصانع أو الشركات المختلفة يطالب برسوم النفايات بآلاف الجنيهات علماً أن عربة النفايات لم يحدث أن قامت بنقل نفايات هذا الموقع لأكثر من تسعة أشهر، أو تجد مسؤول يأمر الناس بالتقشف وشظف العيش بينما يستمتع هو وأسرته بكل ما لذّ وطاب من مباهج الحياة، رغم أن المفروض أن يحدث العكس، فالوظيفة والمواقع الإدارية هي في خاتمة الأمر لخدمة المواطنين والوطن، وليس لخدمة الفرد والحزب الحاكم.

✍ المساواة في تطبيق القانون، يعني التسامح المجتمعي، فلا يحقد صاحب الشركة الصغيرة علي الدولة بسبب جهاز ضرائبها الذي ينتزع منه القيمة المضافة على “دائر المليم” بينما تترك الدولة الشركات الكبرى بالعلاقات والخطابات المُوقّعة من “الواسطة”.

✍ إن غاب القانون وغابت روح العدالة، فلا تتوقع نهضة الوطن، فالأوطان التي ينعدم فيها الحق والعدالة يشتد فيها الظلم، والظلم إن كثُر فهذا يعني عدم الآمان.

✍ فتحت الحكومة ملفات فساد كثيرة، وانكشف المستور، وتم تقديم الكثيرين للتحري والاستجواب، ولكننا لم نسمع حتى الآن بعقوبات تم اصدارها لتطمئن نفوس المواطنين أن سياسة الإصلاح والحرب على الفساد أتت أُكلها، وأنّ رؤوس الفساد التي أيعنت سيتم قطافها فوراً وبلا تردد.

✍ قال الشاعر حافظ أبراهيم في عدالة عمر بن الخطاب رضي الله عنه، في قصيدته “العمريّة”:

حسب القوافي و حسبي حين أُلقيها
أني إلى ساحة الفاروق أهديها

لاهم هب لي بيانا أستعين به على قضاء حقوق نام قاضـيها

و ما وقى ابنك عبد الله أينُقه لما اطلعت عليها في مراعيها

رأيتها في حماه وهي سارحة مثل القصور قد اهتزت أعاليها

فقلت ما كان عبد الله يشبعها لو لم يكن ولدي أو كان يرويها

قد استعان بجاهي في تجارته و بات باسم أبي حفص ينميها

ردوا النياق لبيت المال إن له حق الزيادة فيها قبل شاريها

[email][email protected][/email]
زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..