السودان المصيبة والحل (5) التجارة والصناعة والخارجية

التجارة بمعناها التقليدى تعنى تبادل السلع ، ولكنها بمعناها الحديث اليوم تعنى اكثر من ذلك ، حيث تتبع التجارة جمارك وضرائب و عمولات صعبة ونوعية البضائع و ملائمتها للبلد المستورد او المصدر و هي فى كل الاحوال تدخل اهميتها فى الايفاء بحاجة المواطن من حيث الغذاء والدواء والبناء …الخ .. وان ارتباط التجارة والصناعة وثيق ما دام التجار وطنين و فى حالة التجار الطفيلين تتدخل الحكومة واذكر ان رئيس روسيا البيضاء فلادمير بوتن اجتمع مع بعض اصحاب المصانع المتوقفة و وعدهم بالدعم ولكنه حزرهم من التوقف لان هناك مواطنين يعتمد عيشهم على عمل هذه المصانع وانتاجها . واذكر ايضا فى الدميقراطية الفاشلة الاخيرة فى السودان ان الجبهة القومية جعلت الطبيب على الحاج على وزارة التجارة فما كان منه الا ان تخطى موظفى الوزارة و بياناتهم وصار يديرها بموظفى الجبهة القومية الاسلامية من خارج الوزارة . فالناظر للمثالين اعلاه يجد ان هناك خلل كبير فى هذه الوزارة .. فمن مصائب هذه الوزارة ، دخول مواد سامة او مشعة ومضرة بالوطن والمواطن الى السودان ولا تستطيع اي جهة سؤال وزارة التجارة عن ذلك ونسمع عن اسماء كشريف التهامى و غيره ولا نعرف ما هو دخلها بالموضوع . لا توجد تسعيرة لان الصادر والوارد لا إرتباط لا علاقة بينهما كما فى جميع العالم و هذا امر غريب فى السودان وهو ان تفعل الحكومة ما تريده فى امر الصادر فاموال البترول السودانى لا يجد المواطن ردا شافيا من اهل السلطة الى اين ذهبت و فيما صرفت كأن الحكومة هي صاحبة الحق وهذا كذب وافتراء وخيانة امانة ويجب سؤال جميع هؤلاء بما فيهم الشركات العاملة فى مجال النفط عن مال الشعب .اما فى الحكومات العسكرية فيصير امر كل شيئ ساهل بمقارنته بما يقوم به العسكر من جرائم لان عملهم مرتبط بالقتل والتعذيب للاعداء و دخولهم معترك السياسة يجعل الشعب اعداء لهم وماله غنيمة ،، لسبب انهم لا يفقهون فى امر السياسة غير اشياء سطحية لا فائدة منها و مجاملتهم السمجة للسدنة والاقارب فى امر المال الذي هو اما خيانة او امانة .
فالتجارة مرتبطة تماما بالخارجية لان دورة رأس المال تنقطع وتكتمل فى الصادر للخارج ، تنقطع بالحكومات القبيحة غير المستقرة ذلك بتكديس اموال الصادر بالخارج لعدم ثقتهم فى الشعوب التى يحكمونها و تكتمل دورة راس المال فى الحكومات التى تبنى صناعاتها و تتخلص يوما بعد يوم من الاستيراد و تتجه لبيع مواد جاهزة وتكتفى ذاتيا من احتياجاتها . والاغرب من ذلك كله ان تجد مصنعا فى بورتسودان و مخازنه فى الخرطوم ويشترى اهل بورتسودان انتاجه من الخرطوم ، وهذا جعل سيلفاكير فى الحكومة الانتقالية قبل الانفصال يتهكم ويتندر بالسكر الذاهب للجنوب من الخرطوم و االمنتج فى حجر عسلاية بمعنى واضح ماذا ستفعل الخرطوم ولماذا لا يذهب من حجر غسلاية فورا الى الجنوب . وهذا من الاسباب الكثيرة التى دعت كثير الوطنين للمطالبة بتغير العاصمة القومية من الخرطوم الى مكان اخر، ذلك غير ترسانتها العسكرية الانقلابية (51 عاما ) . هذا الاحتكار لا فكاك منه الا بحل واحد فقط هو الفيدرالية الكاملة التى تشمل وزارة التجارة والصناعة ويكون هناك فرع للبنك المركزى للتحويلات المالية .
لا ولن تتطور التجارة وهناك مال للصادر مودع بالخارج . والصناعة تحتاج الى دعم التجار الوطنين لسببين اولهما لاستمرار عملهم وتطويره والثانى للتحول من الاستيراد الى التصدير وهذا يطور عملهم بالحوجة للتوعية الجيدة و عولمة منتجهم . هذا الدعم يكون بطريقتين ان تأخذ 5% من الارباح وتجعل لهم فى شكل اسهم فى صناعة منتجهم المستورد او يقومون بتصنيع المواد الخام و تنقيتها ثم تصديرها وهذا يفيد فى العمالة والارباح ، او يشارون بعضهم البعض بالاسهم فى قيام مصانع لمنتجهم . فى حالة الزراعة والثروة الحيوانية يعمل التجار والمزارعين لتحويل جزء من ارباحهم للتصنيع الغذائي والابحاث الزراعية .
علينا ان تواجه الحقيقة التى هي ان العسكر والطائفية لا اختلاف بينهما فى مجال السياسة والحكم . عندما تحدث الشعب عن قانون الصالح العام وجدوه نت زمن الاحتلال الانقليزى ولكنه استعمل من قبل الطائفية . وهذا المثال ينطبق تماما على ما يحدث فى وزارة التجارة . اما قضية الخارجية فهي واضحة جدا و هي ان تخفض عدد السفارات فى العالم ونتعامل بالمثل مع جميع الدول . ونجعل السودان فى درجة مراقب فقط فى جامعة الدول العربية . نحن نريد ان نتعامل مع دول مستقرة بعد فرض الاستقرار فى بلدنا السودان بإجماع اهل السودان وليس بأهواء اهل الحكم العضوض من عسكر و طائفية .
ان التجارة والصناعة و الخارجية يجب ان تكون فى تناقم وإرتباط تام لتطوير الثلاثة معا .
ان من اهم الامور فى التجارة هو التجارة الداخلية و هذا يعنى تبادل السلع بين الاقاليم ومحاولة تخصيص مناطق كاملة لذلك مثلا ان يخصص انتاج القمح فى مناطق بالشمال و تدعمها الحكومة الاقليمية فى الاقليم الشمالى وتوطن الزراعة فيه و يكون العمل فيه متكاملا من حيث المطاحن الزارعين والخدمات من ترحيل و تصنيع . مثلا غذاء الماشية من قشرة القمخ المقشور ترحل للاقاليم مثل دارفور و كردفان لدعم تربية الماشية و اخذ الالبان منهم وهكذا توطن الصناعات التخصصية الزراعية وغيرها وتكون فى علاقة تجارية بين جميع الاقاليم فى السودان و ما فاض يصدر للخارج .