دِفيت بالجُضُل..توّا الشتا جَّي !!؟

? عنوان مقالنا،مثل دارفوري رائع. يقال أن أحد معاوني السلطان على دينا ر، واجهه به عند اجتماعه بالأعيان للمشورة في شأن مواجهة الغازي ،ليريه عواقب تصفيته لفرسان أشداء وزعماء اتِقاءَ طمعهم في السلطة، ويذكره بأنه قد استنفذ جذور الشجر الضخمة ليتدفأ ،وهاهو الشتاء قد أتى تواً ،ولا حطب إلا الفروع الصغيرة التي لن تجدي !
? يا له من مثل رائع !! وإذا أنزلناه على واقع النظام ورئيسه، يكاد الظن يتأكد بأن المثل إنما قيل في شأنهما دون سواهما. وذلك في وجوه كثيرة. فأول هذه الجذور ، كان الديمقراطية ! ففي ظن أنها تعارض الاسلام وتؤجل قيام دولة الإسلامويين،تمت التضحية بها بليل ، وفي سبيل ذلك ، تم تعيير ممارستها ، وتسفيه دورها ورموزها، ليبحثوا عنهم الآن ليحاوروهم ويشركوهم بعد انسداد الأفق أمامهم !
? ولتثبيت أركان النظام الشمولي ، كان مصداق ما قاله السودانيون ، أن التاريخ قد عرف الثورة التي أكلت بنيها. لكن النظام ، قد أتى بما لم تسبقه إليه الأوائل . فبرزت للوجود، الثورة التي أكلت شيخها ! ولم يكن مجرد التهام لشيخ بجَّلوه طوال سني عمرهم السابق، لكنه كشف من واقع التجربة ، لضعف الفكرة وعدم صمود معتنقيها أمام مغريات السلطة. واستدفأ بهذا بوحدة الحركة التي ذهبت غير مأسوف عليها بفعائلها، ومشفق منها بفعل عواقب تشرذمها على الوطن واستقراره! وهاهو يحاول جمع شتيتها، فلا يجد غير رماد التدفئة ، أو ما نخرته دابة الأرض وضربته الشمس والأمطار دهوراً، فخف خفة منخور بسوس!
? أما الجذور الكبيرة ، والتي يبحث عنها اليوم ويفتقدها افتقاد البدر في الليلة الظلماء، فكانت ما بناها الشعب بالعقود والسنوات ، من مشروعات قومية ضخمة ، في مشروع الجزيرة والسكك الحديدية والخطوط الجوية والبحرية، وغيرها وغيرها، والتي كانت مظلة البلاد الاقتصادية ، ومصادر العملات الصعبة. وها هي البلاد اليوم ، تعيش أسوأ أيام أزماتها التي قال وزيره الأول في مسبباتها، عجزه عن توفير دولارات صيانة المصفاة ، والتي كانت تلكم المشروعات الموؤدة، توفر مصادرها.
? وعلى ذكر البترول تذرف الدموع . ليس من وزير دولتها الذي لم يستح بالتصريح بالخوف من مصير غندور !! في تشبث الفاشلين بالسلطة، التي هي ديدن النظام ورئيسه ، بل من جموع الشعب السوداني ، الذي شهد بأم عينيه، كيف تم التفريط فيه. تارة بتفتيت الوطن، رضوخاً عند خطة الأمريكان الذين تصايحوا حتى ثقبوا طبال آذننا بدنو عذابها ! وتوهماً بدولة شمالية خالية من ( الدغمسة) ، في إشارة إلى برنامجهم الموسوم بالإسلامي!!؟ وطوراً آخر بالهبر والنهب من أمواله التي أصبحت في خزائن مفسديه خارج السودان.فصرفوا كل ما في جيب المواطن وخزائن الوطن، رغم دعاوى دعمه ، وانتظروا ما في الغيب !! والغيب على المفسدين ضنين!!
? واستدفأ النظام ورئيسه بالإسلام نفسه، فما عادت هتافات هي لله ، لا للسلطة أو للجاه. أو في سبيل الله قمنا. أو (أعراس الشهداء) الذين وصموا بالفطايس لاحقاً! تثير كوامن حاملي أشواق المشروع الحضاري . وصار مثالاً منفراً لكل حاملي الفكرة على مستوى الوطن العربي والعالم الاسلامي ،وطفقوا يبحثون عن ظل أردوغان ، الذي مهما تغنوا به وبحزبه وتجربته، وليد شرعي لدولة علمانية!
? ها قد قدم الشتاء يحمل لكم جحيماً ثلجياً . يصك بالزمهرير ركبكم . ولم تجدوا غير وزراء طالت عليهم العُصُر، أو سفراء وقناصل ومحاسبين في الخارجية ! أو إدارات في البترول من صغار الفروع، التي لن تدفئ النظام في زمهرير شتائه. أو تقيه يوم انفجار الغضب الشعبي الذي بات وشيكاً. لتبحثوا عما فرطتم فيه، ولن تجدوه.
[email][email protected][/email]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..