قيسان تودع طالبات وطلاب الدفعة (74)

ودعت مدينة قيسان بالدموع ونظرات الحسرة والضياع واللوعة صباح الجمعة 4/5/2018م طالبات وطلاب كلية الفنون الجملية الدفعة {74} والذين بلغ عددهم {78} ,,,, {62} طالبة و {16} طالبا وحيث احتضنتهم روابي ووديان قيسان ووضعتهم بساتين المانجو في جفونها لأكثر من أسبوع , لم ينتابهم إحساس علي الإطلاق بأنهم غرباء وضيوف لان أهالي قيسان لم يسمحوا بتسرب مثل هذا الإحساس الي دواخلهم حسبما أكد الطالب المغيرة عبد الباقي قسم التلوين المستوي الثاني , حيث أحسنوا إكرامهم و استقبالهم وضيافتهم ووداعهم …. كما أشار الدكتور حيدر رئيس البعثة الذي أكدنا في اتصال هاتفي عجزهم وعدم إيجاد المفردات المناسبة للتعبير عن شكرهم لأهالي قيسان وحفاوتهم وكرمهم الأصيل ولدعمهم المعنوي والمادي والذي كان له الأثر البالغ في إنجاح الرحلة و تقدم الدكتور بالشكر لأهل المنطقة بلا استثناء وخاصة الفرق الشعبية { الوازا ـــ البلو نقرو ـــ الكلش } التي أدهشت الطلاب والطالبات بعروضها المميزة وإيقاعاتها الفريدة وأجوائها وطقوسها , التي كانت لها وقع خاص , وفي نفس السياق أشادت الأستاذة هند حسن مشرفة الطالبات بأهالي قيسان وقالت لقد { أخجلونا وابهرونا } بتعاملهم الراقي > , وأشارت الطالبة مزن حسن الفرقة الثانية الي جمال طبيعة المنطقة و طيبة أهلها وحسن استقبالهم لهم . و لقد أكد أهلنا في قيسان كالعهد بهم دائما ,علو كعبهم وسمو شأنهم , وهم يستقبلون هؤلاء الطلاب والطالبات ويحتضنوهم , ويفتحون لهم قلوبهم قبل بيوتهم ومتاجرهم , ويتسابقون علي إكرامهم حبا و وفاءا وليس رياء ونفاقا , وكم هم من الذين كانوا يبيعون سلعهم بأسعار التكلفة فقط للضيوف إكراما وإجلالا , لا ننسي وذلك الشاب الخلوق الذي كان يجتهد لتوفير باقة جاز يوميا لتشغيل المولد الكهربائي لتأمين الكهرباء لشحن الهواتف لتسهيل التواصل , وأيضا تاجر العطور الذي تبرع لكل من عبر بمحله من الطلاب والطالبات في الختامي بقارورة عطر حسبما أكدنا لنا دكتور حيدر رئيس البعثة , وان نسينا بعض المواقف العظيمة , فمعذرة ,,,, وكثيرة هي المواقف من الشباب والنساء وحتي الأطفال ستظل خالدة تحكي عن عظمة وتفرد وتميز إنسان قيسان . وحتي القيادات العسكرية ساهمت في توفير مياه الشرب النقية وتأنين سيارات العودة .
و لكن لابد أن نذكر ذلك الرجل الشهم الذي تبرع بعدد {62} طرحة للطالبات اللائي أضفن لجمال قيسان وروعتها وبهجتها بعدا جماليا و ألقا سرمديا بإطلالتهن البهية وحضورهن المميز ,.
*لقد كانت لوصول هذه الدفعة الي مدينة قيسان قصة , وكانت هذه علي ما يبدو من حسن الحظ والطالع لأهل قيسان للبعثة معا حيث كان من المفترض التوجه الي المنطقة الشرقية لقربها وقلة تكاليف السفر والإعاشة للوفد الطلابي والإداري , ولكن بعد اتصالهم مع الأستاذ عصام عمر إبراهيم مدير التخطيط والمشروعات بمنظمة تمت للتنمية والتعمير , والذي اجري عدة اتصالات مع كافة الأجهزة الرسمية والأمنية لتذليل كافة العقبات والتي تكللت بالنجاح والتوفيق تغير المسار الي قيسان ولبضعة ايام ولم يكن واردا استمرار الرحلة العلمية لأكثر من أربعة أيام فقط , ولكن بقدرة قادر , وأريحية أهل قيسان , وحبهم للضيوف واحتضانهم بدفء وحنان ومودة , استمرت الرحلة لأكثر من أسبوع وبالتحديد تسعة أيام , ولقد احدث هؤلاء الطلاب حراكا مجتمعيا غير مسبوقا وذلك عندما نظموا يوما لإصحاح البيئة بسوق قيسان ساهم في نظافة المنطقة وإزالة كافة التشوهات , هذا بالإضافة الي المهرجان الرياضي والبرامج الثقافية و الفنية والأنشطة العلمية والزيارات و الرحلات المستمرة و الجولات الدائمة علي الوديان والتلال والمرتفعات وضفاف نهر تمت لتخليد هذه الرحلة بالفرشاة والألوان المائية علي اللوحات التي ستحمل ذكريات ستظل خالدة في وجدان كل أفراد البعثة . كما ستظل تلك الجدارية المواجهة لمكاتب إدارة الجمارك بقيسان بطول وعرض {7/3} أمتار تقريبا ذكري خالدة من طالبات وطلاب الدفعة {74} حيث أصبح مألوفا لمواطني قيسان رؤية الطلاب والطالبات يتجولون كالغزلان في الوديان , ويعتلون المرتفعات وغصون أشجار المانجو ويتأبطون الألواح وعلي ايادهم الفرشاة والألوان ,, ولقد ترك مغادرتهم للمنطقة فراغا واسعا ووجوما وحيرة علي وجوه الكثيرين , ولكن هكذا هي الحياة تجمع لتفرق…… وتفرق لتجمع .
*والجدير بالذكر أن هذه الرحلات العلمية لطلاب وطالبات كلية الفنون الجملية بدأت منذ خمسينات القرن الماضي لمناطق منتقاة بعناية في ربوع البلاد وبمعايير علمية وفنية وبيئية , والنيل الأزرق وقيسان بالتحديد كانت وظلت من أكثر المناطق المفضلة للبعثات ….
وأهمية هذه الرحلة الأخيرة للدفعة {74} تكمن في أنها جاءت بعد فترة انقطاع طويلة نتيجة للظروف الأمنية التي شهد المنطقة في الأعوام الأخيرة , هذا وقد أكد أعضاء البعثة من الإداريين والطلاب والطالبات الذين استطلعنا هم عن انطباعاتهم أكدوا جمال المنطقة و تميز وتفرد أهلها وأشاروا الي ان هذه الرحلة ستظل خالدة وتمنوا عودتهم في الأعوام القادمة …..
شكر لكم وتحية تقدير لأهالي قيسان الذين أحسنوا الاستقبال وأكرموا الضيوف بحفاوة وشهامة ونخوة أصيلة ,,,,,, والله الموفق والمستعان
5/5/2018م
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..