بارا جنة سواقي الريد 1

بارا مدينة وادعة، وإن شئت فقل هي دسكرة، وعندما نقول دسكرة نعني بها كل ما تحمل هذه الكلمة من معان؛ فهي أرض واحة مستوية، وهي قرية عظيمة، وهي صومعة، قد تحفها الكثبان الذهبية ذات الرمال الناعمة وتتوسطها فيها أشجار الفواكه والنخيل حتى لا أجد ما أصفها به إلا قول الشاعر:
في رِياضٍ وَسْطَ دَسْكَرَةٍ وبِسَاطٍ حُفّ بالشّجَر
نقول ذلك لأنها مدينة وارفة الظلال، تتمتع بالخضرة والجمال، جمال الطبيعة والإنسان والمكان، وعلى الرغم مما لحق بها من إهمال عبر السنين، إلا أنها لا تزال تحتفظ بشيء من رونقها المعهود وعبقها التاريخي، باعتبارها واحدة من أقدم حواضر كردفان طراً. وحسب ما هو متوفر لدينا من معلومات فإن ظهور بارا كمدينة قد كان في القرن السادس عشر الميلادي أو قبل ذلك بقليل، حيث حطت بعض المجموعات الرحال بهذا الموقع الذي يتميز بكل ما هو مطلوب لإنشاء مدينة؛ إذ يوجد الماء والأرض والهواء النقي والإمكانيات غير المحدودة من أجل ممارسة الزراعة والرعي والتجارة، مع ارتباطها بطرق القوافل بين شرق السودان ووسطه وغربه ومصر. لقد نشأت بارا على صوت السواقي و”قوقاي” القماري والبلوم، وترنيم السواجع، وشدو الفلاحين وأغاني الرعاة وحداهم؛ فاكتسبت ذاكرة المدينة قدراً من الحنية واللطف، والرقة، وطابعاً مميزاً جعلها بوتقة لانصهار مجموعات متجانسة من مختلف أرجاء السودان وغيره من البلدان! ولهذا السبب يمكننا القول إن بارا هي نموذج لسودان مصغر بكل تآلف وإخاء. من جانب آخر، وبعد قيام مملكة الفونج 1504 أصبحت بارا جزءًا من إقليم كردفان الذي تنازعت علية سلطنتا الفور والفونج؛ ولذلك شهدت أحداثاً تاريخية هامة. وبارا هي مسقط رأس السيد الحسن الميرغني، راجل كسلا، وسليل دوحة الشرف الهاشمي، وهي أيضاً محط رحال أحفاد الشيخ محمد ود دوليب، وأسرته التي ظلت تنشر القرآن والعلم والذكر لقرون ممتدة، متخذة من ضاحية خرسي مقراً لها. تاريخياً بارا هي مقر حاكم سلطنة دارفور على كردفان، وظلت كذلك حتى غزا جيش محمد علي باشا كردفان في عام 1921 فدافع عنها المقدوم مسلم وجنوده بكل بسالة وثبات حتى حصدتهم مدافع الأتراك ولم يتزحزحوا عن أرض المعركة قيد أنملة. وبارا هي مقر محكمة زانوق ومجلس ريفي دار حامد وموطن الشيخ الشاذلي السنهوري، ودار عمنا عمر أحمد يس، ومسكن الشيخ الخضر ود وقيع الله، وسوق ومشرع العربان من كل حدب وصوب، وبجوارها قبر النور أبو علي، وحولها مقابر الأشراف. استقر بها الركابية والجوابرة ودار حامد والشايقية والعبدلاب، والدناقلة والجوامعة والمحس والهواوير والجلابة هوارة والشدداب والجعليين والبكراوية. بمعنى آخر، امتزجت في بارا أعراق وأجناس وقبائل ومجموعات وتلاقحت أفكارهم وثقافتهم وعاداتهم حتى تكونت فسيفساء ثقافية واجتماعية قوامها الوداعة والتحضر. باختصار، يتكون مجتمع بارا من عناصر متجانسة أتت من كل بقاع السودان لتشكل نسيجاً اجتماعياً تربط بينه أواصر الرحم والقربى والعلاقات الاجتماعية والمنافع والمصالح المتبادلة والتسامح، ولذلك ظلت آمنة مستقرة على مر العصور والأزمنة رغم تبدل الأحوال والنظم السياسية في البلاد، فهي تجمع بين خصائص المدينة وسمات القرية، إذ يتعارف سكانها ويتواصلون في الأفراح والأتراح دون تمييز بين مواطن أصلي أو وافد، وهذه ميزة متفردة في حد ذاتها. وبحسب طبيعتها الجغرافية تصلح بارا لممارسة الزراعة والرعي والتجارة وربما الصناعة مستقبلاً، الأمر الذي جعل أصنافاً متنوعة من البشر تحط الرحال وتضع عصا الترحال بها متخذة من هذه البلدة المعطاءة مستقراً لها. بارا، كما يقال، لها طابع خاص، حيث استفادت من معطيات متنوعة؛ فقد قدم إليها إنسان الشمال بخبرته الزراعية فأدخل الساقية والشادوف والمنجل وجميع أدوات الزراعة والحصاد للعمل في السواقي، وجلب معه محاصيل جديدة لم تكن معروفة من قبل؛ وبالتالي أضاف قيمة للأرض، وأدخلت كذلك التجارة وانفتحت المنطقة على جهات جديدة وصارت تتبادل معها المصالح والمنافع. وفي ذات الوقت، ظل أهل الريف في منطقة بارا الكبرى يمارسون أنشطتهم التقليدية من رعي وزراعة مطرية وإنتاج الصمغ العربي وغير ذلك من الأعمال التي ساعدت في اكتمال الدورة الاقتصادية المحلية، إذا جاز التعبير، الأمر الذي وفر فرص عمل للمواطن وساعد على الاستقرار والتمدن أيضاً. تلاقت في بارا ضروب من التراث والفن حيث نجد فيها الجراري وأغاني الدلوكة والتوية والهسيس والدُهُليْ والطنبور. وبارا لها طابع خاص حتى في فن الطبخ حيث أفادت من ميارم دارفور وسيدات الشمال فنجد فيها “التقلية والمفروكة وملاح الروب والكسرة والعصيدة والكنافة” وهذه تشكيلة من الأكلات الشعبية التي عرفت بها كثير من مناطق السودان ولكن لها مذاق خاص في بارا. كما عرف الناس في بارا طرق عديدة لحفظ الطعام منها التجفيف والتخمير والتحمير وغير ذلك من أساليب حفظ الغذاء لفترات طويلة دون أن يفقد قيمته الغذائية. كما عرفت منطقة بارا كذلك بصناعة البروش الملونة والبيضاء بالاستفادة من السعف وقش القمح مما أضفي مسحة جمال على البيت الباراوي.
[email][email protected][/email]
الاستاذ / قش– لكم التحية– دعنا ننقل بارا الي خيال أوسع ونزيد علي ما تفضلتم به لنحلم ببارا قاعدة لمزارع حديثة تضم واحة البشيري وام باليجي وبارا مستقبلا حلمنا ان تكون قاعدة اخري للصمغ العربي الوارد من دار الريح وتعبر منها القوافل الي حمرة الوز ودار الكبابيش لاستجلاب هدي الاضاحي وأفضل قطعان الابل البشارية في رحلتها الي ارض الحجاز وهوي لصائدي الغزلان والارانب وجداد الوادي وحلمنا ان تكون بارا مركز لتسويق القمح من واحات ام بادر وسودري فلنحلم بالمستقبل ولا نكتفي بسرد الماضي والبكاء علي الاطلال قنحن ذاك النفر من اصلاب العمدة احمد ادريس والشيخ البرعي وال معروف – وال شداد- لكم التحية
كيف يمكن تطوير مدينة بارا بالإستفادة من موقعها الجغرافي ومواردها الطبيعية؟
قال المهدي عليه السلام احذروا إحدى الباءين بارا وبربرأ فبارا تحرق وبربر تغرق … هذا كلام المهدي المنتظر قبل أكثر من مائة عام ….
الاستاذ / قش– لكم التحية– دعنا ننقل بارا الي خيال أوسع ونزيد علي ما تفضلتم به لنحلم ببارا قاعدة لمزارع حديثة تضم واحة البشيري وام باليجي وبارا مستقبلا حلمنا ان تكون قاعدة اخري للصمغ العربي الوارد من دار الريح وتعبر منها القوافل الي حمرة الوز ودار الكبابيش لاستجلاب هدي الاضاحي وأفضل قطعان الابل البشارية في رحلتها الي ارض الحجاز وهوي لصائدي الغزلان والارانب وجداد الوادي وحلمنا ان تكون بارا مركز لتسويق القمح من واحات ام بادر وسودري فلنحلم بالمستقبل ولا نكتفي بسرد الماضي والبكاء علي الاطلال قنحن ذاك النفر من اصلاب العمدة احمد ادريس والشيخ البرعي وال معروف – وال شداد- لكم التحية
كيف يمكن تطوير مدينة بارا بالإستفادة من موقعها الجغرافي ومواردها الطبيعية؟
قال المهدي عليه السلام احذروا إحدى الباءين بارا وبربرأ فبارا تحرق وبربر تغرق … هذا كلام المهدي المنتظر قبل أكثر من مائة عام ….