أشيد بمناظرة السوداني بغض النظر عن نتيجتها وقضيتها المطروحة….

المناظرة التي ستقام داخل اروقة تنظيم حزب المؤتمر السوداني اسلوب ديمقراطي مميز يجب أن نشيد به ونشجع له، بغض النظر عن القضية المطروح فيها، والنتيجة التي ستخرج بها المناظرة.

فالحزب لابد له أن يوفر منبر للآراء المتباينة في داخله ويسمعها جميعا دون تخوين او تجريح وإساءة، فأي قضية ستطرح ستكون الآراء متباينة فيها بتباين البشر وافكارهم واطلاعهم ومصالحهم، فالخلاف شي لا مفر منه، ويجب أن لا يخيفنا.

فاحزابنا وحركاتنا السودانية وارثنا دوما يكون فيه سداد وغلبة الرأى فيه للمجموعة التي تتبنى رأي القائد او الزعيم او الشيخ او الإمام، واما مخالفيه فهم خونة ومخربين ومتمردين وبل متعاونين مع النظام، ويتبارون في كيل الاساءة والتجريح لهم ويتفنون فيها لحد المتعة والنشوة، والقائد يكون مستريحا ومنتشيا بنصره الذي سدده بضربة منه وباشارة لحاشيته ضد المخالفين له في الرأي، ومع ذلك ينشدون ويتغنون بالديمقراطية وحرية التعبير، ويزجرون النظام على عدم توفيرها.
او يكون ادارة الخلاف بالتخويف والغتغتة والتحنيس على شاكلة مالك ومال الموضوع انت لسع شاب صغير وديل جماعة كبار خليهم يعدوا مرحلتهم وزمنك قادم ، وديل ناس عندهم تضحيات بعمرك ماتصارع الثيران الكبار وهكذا اساليب متنوعة للقمع والاسكات تمارس داخل التنظيمات لكبت الاراء وتكميم الأفواه.

قد يؤدي ذلك التباين إلى الانقسام او سينتهي بفصل وإبعاد ذلك المخالف كأقل تقدير، هذا هو واقعنا الذي لايمكن ان نهرب منه، وفي الحقيقة تشترك فيه المنظمات من اقصى اليمين والوسط الي اقصى اليسار.

فلذلك المناظرة داخل أروقة التنظيمات وتبني جميع الآراء وفتح المنابر لها داخل التنظيم إرث جديد وغريب لم يستوعبه الكثيرين او يمارسه، فلذلك ردود افعالهم كانت عنيفة تجاهاها.

فلو خرجت المناظرة باي نتيجة كانت لصالح الفريقين فهذا شي، ولكن رسملة التباين داخل أروقة التنظيمات يجب أن يستمر وتتم تبنيه بشكل مبدئي.

مبرووك للمؤتمر السوداني ولتستمر ترقية هذه الممارسة من اجل احياء النقاش داخل تنظيماتنا لفك الجمود وتحريك العقول، ولتمتد تلك الممارسة الي شوارعنا ومؤسساتنا، فالمخالف ليس عدو نحاربه بكل اسلحتنا والموافق ليس صديق نعتمد عليه في تقديراتنا.

8 مايو 2018م

تعليق واحد

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..