أخبار السودان

حزب الحاكم ..!

تغيير الوجوه في الحزب الحاكم وحكومته التي ستعلن خلال ساعات على حسب ما أعلن ..من المؤكد أنه لن يغير من أزمة الوطن شيئاً طالما أن السياسات باقية في إطارها العام وفي كل تفاصيل فشلها الطويل وأسلوب خطابهم المستفز ..ولنأخذ مثالا واحدا بعد ترقية الدكتور فيصل حسن ابراهيم الى منصب مساعد رئيس الجمهورية و نائب رئيس حزب الإنقاذ ..المؤتمر الوطني ..فقد أحاطته بعض الدوائر الصحفية الموالية بهالة من التوقعات المبنية على رزانة شخصيتة ورصانة منطقه بل وقلة كلامه كما أطنبت في ذكر مزايا وحسنات القيادي الصاعد المزعومة ..لكن يبدو أن الرجل أبى إلا أن يخيب توقعات من أحسنوا فيه ذلك الظن ..والتقط سريعا ذات القفاز من سلفه ونزل الى حلبة الصراع وانبرى تبخيسا في كل من أشار الى شواهد الأزمة الإقتصادية التي تحدث عن نفسها ولاتحتاج الى من يروج لها وكال من حديث التندر بقوة النظام وضعف من دعاهم بالحالمين في صرعه بلغة التحدي التي لا تمت لشفافية المستعد للإحتكام الى صناديق الإقتراع بصلة ولطالما قالوا أنهم المنتخبون من الشعب ويقدرون خياراته أياً كانت وهو زعم يبدده قولهم وفعلهم معا..!

وتلك إشارة واضحة الى عقلية موروثة يتداولها مسؤولو هذا الحكم ودخلوا بها الى أروقة الحزب الذي صنعوه باياديهم وفقا لمزاجهم السلطوي ..!

وأما حديثهم عن قبول مبدأالتداول و السير في نهج الديمقراطية التي قد تأتي ببديل لهم عبر استحقاق حر ماهو إلا أمنيات ينثرونها كسراب يسير خلفه الواهمون بتصديق ذلك سواء من خلال عقد الأمال على مخرجات حوارهم الذي ولدميتاً .. أوإنتخابات2020التي وأدوها في رحم التفاؤل الحذر بركلةنية تعديل الدستور أوصياغة دستور جديد الغرض منه التكريس لديمومةالحاكم ..بعيدا عن حكم كل المؤسسات التي قامت على هذا الضرب البعيد عن إمكانية إنتعاش أمال التداول السلمي الديمقراطي الحقيقي ..وهي التصرفات التي جعلت من حزبهم حزبا للحاكم ..وافقدته صفة الحزب الحاكم !

وهكذا هي دائما الأحزاب التي تقوم على سطوة الحاكم الفرد دون برنامج واضح المعالم إلا التغني بسيدها الأوحد لتتغذى من رحيق الميزانية العامة وتعبر مسافات السباق مع الأحزاب الأخرى بادوات الدولة .. وكعادة تلك الأحزاب الشبيهة في المنطقة ..وما أن يفقد الرجل سلطته تذهب رياحها معه الى أدراج النسيان لذا تجدها أحرص على بقاء الحاكم الفرد أكثر من استمرارية مؤسسات حزبها التي قد لا تضمن لها البقاء مع ذهاب ذلك الفرد لسبب أو لاخر !

لذا فإنها وعلى الرغم من كونها تظهر من خلف المؤسسية الشكلية التي تقوم على مسميات تبدو وكأنها الهياكل التي ينبني عليها الحزب الحاكم ..كما كان في الكثيرمن الدول التي سقطت دولة قائدها ..فإنها تستدعي الحماية دائما لذاتها ومصالحها فتكون حريصة على تكريس بقاء ذلك الرجل بشتى الوسائل واساليب الإلتفاف على الدستوروتفصيل قوانين الإنتخابات على مقاسه !

ربما تختلف سيناريوهات النهاية من بلدالى آخر وفقا للظروف الخاصة لكل مكان وزمان الحدث ..فظروف سقوط الرئيس حسني مبارك مثلاً واحتراق مبنى حزبه بنيران الغبن الجماهيري هي ليست الظروف التي أنزل بها عسكر زيمبابوي الرئيس موغابي عن سدة الحكم والحزب و بحركتهم الإنقلابية الذكية التي وازنت مابين تحقيق الهدف وعدم استثارة نقمة الإتحاد الأفريقي والمجتمع الدولي باعتبار أن موضة الإتقلابات العسكرية المباشرة لم تعد تليق بقياسات الوعي المتطور في العالم الثالث الذي إتجه للتغيير عبر ثورات الشارع أو الى هزيمة حزب الحاكم أوالحزب الحاكم من خلال خيار الصناديق بإفراز نتائج مفاجئة لا يتوقعها الحكام المسيطرون على دفة الحكم لعقود طويلة خلف لافتات حزبية وهمية المعاني وهلامية المباني .. فيقعون في فخ عدم المصداقية أمام الرأي العام إذا ما ماحاولوا التنصل عن النتائج التي تأتي بها الرياح في غير صالح أشرعة حكمهم الممزقة وقديشعل عليهم ذلك التنكرأكثرمن حريق يأتي على تلك الأشرعة فلا تستطيع مراكبهم المجهدة العوم الى ما لانهاية في يم المعركة الهائج الأمواج ولا تستطيع بالتالي العودة الى شواطي سلطتهم التي تكون قد ابتعدت كثيراً عن متناول مجاديفهم المتعبة وسواعدهم الواهنة !

[email][email protected][/email]
زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..