أخبار السودان

سناريوهات ما بعد 9 يوليو ..اا

في التنك

سيناريوهات ما بعد 9 يوليو

بشرى الفاضل

الكثيرون يترقبون التاسع من يوليو بفارغ الصبر ، ترقب تلاميذ االمدارس لنتائج الامتحانات.لكن النتيجة كما نعلم سلفاً ليست لصالح السودان (الوطن الواحد). الدولة الوليدة يطلق عليها البعض مسمى جنوب السودان بينما الصحيح أن اسمها هو (السودان الجنوبي) كقولك كوريا الجنوبية أوكوريا الشمالية فأنت لا تقول جنوب كوريا وشمال كوريا،فهذا يعني منطقة ما خارج كوريا في الحالتين.
سيحتفظ السودان في الشمال باسمه الحافي وتحت هذا الاسم ربما يعود السودان الجنوبي من جديد ولو بعد عقدين من الزمان ، حين تنتصر القوى المبشرة بالسودان الجديد داخل الحركة الشعبية والقوى النابذة للانفصال في السودان الشمالي . هناك جهات سياسية تعتقد أنه بوسعها القيام بعبء التغيير كله نيابة عن الشعب السوداني وذلك ليس من باب الغيرية بل إن الأمر على النقيض من ذلك فهو سعي لتأكيد الذات وزيادة الفاعلية السياسية عن طريق إيغار الصدور.
لدى الكثير من الجماعات الشبابية التواقة للتغيير في السودان نزعة لإقصاء الأحزاب السياسية القائمة وهذا المسعى لا يؤدي..هذه الجماعات الشابة فسيفساء في حالة تشتت عظيم . ولا سبيل لان يكون دورها فاعلاً إلا بالعمل معاً في صمت مؤقت عن الايدولوجيا وحظ النفس.التجربة المصرية واليمنية أثبتت انه من الممكن للشباب أن يسعوا للتغيير بطرائقهم المبتكرة من خلال توحدهم على الرغم من مشاربهم المختلفة في ساحة واحدة للتغيير، بينما لاتختلف هذه الجماعات الشابة مع مساعي الأحزاب السياسية المعارضة للتغيير بالطرق التقليدية التي لا يدخل الفيس بوك في حساباتها، لذا نشهد في اليمن أحزاب المشترك وفي مصر الأحزاب المختلفة وهي تتقاطع مع المساعي الجديدة للشباب وبعض هؤلاء الشباب أعضاء في هذه الأحزاب.
من أشد ما يؤلم في بلدنا محاولات البعض نسف جهود الآخرين كأن الحركة لا تتاح لهؤلاء إلا بإزاحة الآخرين الذين ينظر إليهم باعتبار أنهم مزاحمين يعيقون الوصول إلى الهدف المنشود .تتم مثل هذه المحاولات عن طريق الكلمات لا غير .السودانيون اليوم فسروا الواقع الراهن بدقة بينما المطلوب تغييره.ولا سبيل لذلك غير حقن المساعي الشبابية الجديدة بمكاسب الطريق القديم المجرب بالعمل معاً مثلما كان أمر جبهة الهيئات في أكتوبر والتجمع النقابي والحزبي في ابريل.هذه كانت وسائل لتجميع الإرادات المتفرقة.على هدي هذه التجارب الناجحة يمكن أن تجد طرائق الشباب الجديدة بوصلتها وبخلاف التجميع ستتبدد جميع الجهود والمساعي لإصحاح البيئة السياسية السودانية.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..