فرحتنا قدر قروشنا

(1)
> زمن مضى وولى كانت تشكل فيه الخرطوم لاءات (الصمود) العربي، أصبحت فيه الخرطوم الآن موزعة بين صفوف البنزين والجازولين.
> المواطن السوداني أصبح كائناً (صفياً) ، تبدأ حياته من صف الحصول على شهادة الميلاد وتنتهي في صف تحرير شهادة الوفاة.
> الصباح في صف العيش.
> النهار في صف الصرافات الآلية.
> المساء في صف محطات الوقود.
> في الماضي كانت دارفور تقدم كسوة الكعبة الشريفة، وكان السودان يدعم التعليم في دول الخليج، أصبحنا الآن ننتظر قرضاً خليجياً لشراء حاجة السودان من وقود اليوم.
> كان بعانخي يقود جيشه لمصر بسبب سوء معاملة (الخيول) في شمال الوادي، وكان الخليفة عبد الله التعايشي يخاطب فيكتوريا ملكة بريطانيا، مبشراً لها بالزواج من الأمير يونس ود الدكيم.
> الصفوف هدت حيل الشعب السوداني.
(2)
> تقلصت فرحتنا، والموظف الذي كان يفرح بحافز حصل عليه فجأة، أصبح الآن يفرح إذا حصل على مرتبه الشهري.
> أصبحنا نفرح إذا ذهبنا الى صراف آلي ووجدنا فيه (قروش)..مع إن تلك القروش التي سوف تحصل عليها من الصراف الآلي هي قروشك أنت.
> الصرافات الآلية لا تعطي حوافز من ديوان الزكاة.
> في الماضي كنت تغضب عندما تذهب الى المحكمة وتجد أن (الشيك) الذي حرر لك من غير رصيد.
> الآن يمكن أن تذهب الى البنك وتجد أن البنك نفسه ما عنده رصيد، وليس الشخص الذي حرر لك الشيك.
> في الماضي كان يحاسب الشخص الذي حرر لك شيكاً من غير رصيد، الآن لماذا لا تحاسب البنوك؟.
(3)
> في هذا الزمن، يمكن أن تقيف في صف البنزين 7 ساعات، وعندما (تكب) بنزين تتطلع وأنت فرحان وسعيد، وكأنك حققت كل طموحاتك في الحياة.
> نحن بقينا بنفرح بـ (كيس) العيش، وبنفرح عندما نجد (مقعد) في حافلة متجهة نحو أم درمان.
> أما أنبوبة الغاز فهي أقصى الآمال.
> نحن بنفرح بعودة الكهرباء التي كان تيارها خارج الخدمة لمدة 3 ساعات.
(4)
> تقلصت أهدافنا، وأصبحت كل مشاغلنا وكل طموحاتنا مكرسة نحو أهداف شخصية.
> انتفى عندنا الهم العام، والقضية الوطنية، وأصبحنا بسبب المعيشة (جاريين) وراء (لقمة العيش).
> في ظل هذه الأوضاع ? من الصعب أن تحدث إنجازات على المستوى العام، من الصعب أن تشرق عبقريات جديدة في قامة عبد الله الطيب ومحمد المهدي المجذوب وخليل فرح وجكسا ومحمد وردي وأبوعركي.
> هذا السباق الذي نحن فيه الآن يسقط كل المبادئ والقيم، ويجعل المطامع الشخصية أكبر من أي شيء.
(5)
> صينية إفطار رمضان هذا العام، هل سوف يكون فيها (حلو مر) و (سلطة روب) و (عصيدة) ، زي كل عام؟، أم أن نظريات عبد الرحيم حمدي في (الخصخصة) اتعكست حتى على مائدة رمضان؟.
> تقلصت السفارات، وتقلصت أيضاً مسؤولية الشخص نحو أسرته، سقطت من ميزانية الشهر دعم الخالة والعمة، وقد تسقط كذلك في هذه الأوضاع ميزانية دعم الأخت والابن.
> سلبيات هذه الأوضاع ليس فقط في صفوف البنزين والغاز والرغيف والصرافات الآلية، سلبيات هذه الأوضاع سوف تنعكس على الأخلاق وعلى الأسر والأعراف!!.
(6)
> برنامج (أغاني وأغاني) في هذه النسخة يفترض أن يخصص لأغنية (المناحة).
> لا يوجد عندنا مساحة لفرح آخر.
الانتباهة




كلام في المليان..
سراب الحال… وتمدده كالظلال…أوهام المشروع الذي اصبح حاله يغني عن السؤال..
هل من صبح قادم…
كلام في المليان..
سراب الحال… وتمدده كالظلال…أوهام المشروع الذي اصبح حاله يغني عن السؤال..
هل من صبح قادم…