أوع البيت ده لسع يدرس

أوع البيت ده لسع يدرس!
العلم يرفع بيوتا لا عماد لها
والجهل يهدم بيت العز والشرف.
حينما كنا في الإبتدائي كان لهذا البيت وقع مؤثر وخاص جدا لأنفسنا ونفهم معناه بالحدس فقط ونشعر بعظمته وبروعة كلماته بالخاطر لعدم إلمامنا باللغة العربية، وعندما كبرنا إكتشفنا أن العلم المقصود به ليس العلم الذي تعلمناه فى السودان أو أن المقصود به كان علم آخر لا يوجد فى السودان أو كان موجود لكنه (زال) لسبب أو أخر.
حيث أن من تعلم فى السودان ناهيك أن يبنى بيتا وبيوتا لا عماد لها لم يستطع حتى بناء نفسه؛ فمرحلة بناء البيت المجازي بالعلم الذي لا عماد له مرحلة متقدمة لا يفكر فيها إنسان عاقل،والجميع ترك ذاك البيت الشعري الجميل خلف ظهرهم فى (المدرسة)،وإصطدموا بواقع آخر مؤلم ومؤسف بعد أن تعلموا فى المرحلة الثانوية والجامعية وبل فوق الجامعية علاوة على المرحلة الإبتدائية بالطبع ليبنوا ذاك البيت الهلامي.
وبسطحيتى سأقول أن ذاك البيت غشنا جميعا لحسه ودعوته لنا للعلم لنبني بيوت معلقة بين السماء والأرض،ولم نبني فى الواقع (كوخ) مثبت فى الأرض أو بيت سعف معزول فى الخلاء وفي مهب الريح؛ وبسببه ضيعنا أنضر وأجمل سنوات عمرنا فى العلم وحصدنا بعد ذلك (الهشيم) وصراحة يتحمل هذا البيت كامل المسؤولية الأخلاقية لفشلنا الذريع فى تحسين (معايشنا) بالعلم.
ومن الجانب الآخر فاز زملائنا فى الدراسة ممن لم يمتثلوا لهذا البيت أيما فوز وشقوا حياتهم بطريقتهم الخاصة فى كافة المجالات، منهم من عملوا في سوق السياسة وأصبحوا سياسيين كبار يشار لهم بالمال والأعمال لهم وزنهم فى هذا السوق ولا يفكرون فى بيت بلا عمود بل سكنوا فى بيوت شاهقة فارهة ومن ثم تموا تعليمهم كتحصيل حاصل فى مرحلة (تعليم الكبار) أو ك(ناضجين) وعن بعد لتطبيق مغزى هذا البيت ،ومنهم من عمل فى المؤسسات (بالواسطة) بدل العلم وبنوا بيوت وبيوت، ومنهم من وقع فى التجارة وكسبوا ما كسبوا من مال.
والجهل الشطر الآخر من البيت لم يهدم بيوت بل العكس تماما،أقام بيوت من العدم فى السودان وما أكثر الجهلاء، ففى بيوتهم مستمتعين،ومن حالهم فرحين،وبتعلمنا ساخرين، وبإقتدائنا بالبيت (الغاش) ضاحكين.
وضحايا هذا البيت فى كل بيت سوداني ومعهم محصلة تطبيقهم له (الشهادات) العلمية وبعضهم لكثرتها لو وضع كميات شهاداته تحت رأسه ﻷغنته عن المخدة ولا بأس حتى لو خدمته الشهادات فى شكل مخدة بدل أن تكون لا شيء وختاما أتمنى أن لا يكون هذا البيت مازال فى المنهج ويدرس للطلاب إلى الآن ﻷنه سوف يشكل لهم هاجز نفسي كبير حينما يكبرون.
[email][email protected][/email]